«بحكم تجربتي في الأقاليم الجنوبية منذ تسعينيات القرن الماضي، يمكنني القول، في البداية، إن الوضع الاعتباري للمرأة في الأقاليم الجنوبية جيد.. والآن عملت المرأة على تعزيز مركزها أكثر»، يقول امبارك النفاوي، رئيس المجلس القروي لجماعة أسرير، في إقليمكلميم، متحدثا عن مكانة المرأة في ارتباطها ببرنامج التعاون المشترك «التراث الثقافي والصناعات الخلاقة كقاطرة للتنمية في المغرب 2012-2008»، المسطر بشراكة بين المغرب (بتنسيق من وزارة الثقافة) وهيئات الأممالمتحدة، والمُموَّل من طرف صندوق الأممالمتحدة لإنجاز أهداف الألفية للتنمية، بمساهمة من الحكومة الإسبانية وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية. وقد وضعت أهداف الألفية للتنمية، التي سنّتها الأممالمتحدة وحددت سنة 2015 سقفا زمنيا لإنجازها، المساواة بين الجنسين والعمل على تحقيق استقلالية المرأة وتمكينها ضمن غاياتها الأساسية والحيوية. ويروم برنامج التعاون المشترك تأطير الجهود لتحسين وضع المرأة بدعم انخراطها في إعادة إحياء التراث الثقافي والحفاظ عليه وتطويره. «أحسن مثال يمكن أن أعطيه في مجال تحسين مكانة المرأة هو تفعيل «لجنة المساواة وتكافؤ الفرص»، المسطرة في الميثاق الجماعي (الفصل ال14) والتي تشتغل في إطار شراكة بين المجلس الجماعي وجمعيات المجتمع المدني (أعضاء من الجانبين)، بتأطير من خبيرة لدى برنامج التعاون المشترك. وكل التعاونيات ممثلة في هذه اللجنة»، يضيف رئيس جماعة أسرير. ويؤكد برنامج التعاون المشترك، الذي جاء ليعزز عملا كان قائما من قبْلُ في الميدان من طرف وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب (2003) ووكالة التنمية الاجتماعية وبرنامج واحات الصحراء (الذي تطور إلى «برنامج تنمية أقاليم الجنوب«) والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2005) على مثل هذا المنحى التنموي الذي يعيد الاعتبار إلى المرأة كفاعلة في المجتمع، إلى جانب الرجل. ويجمل شكيب النماوي، المنسق الإقليمي لبرنامج تنمية أقاليم الجنوب (المسطر من طرف وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب) ما جنته المرأة في الأقاليم الجنوبية من انخراطها في البرامج التنموية الهادفة إلى الارتقاء بوضعها في أنها أصبحت أكثر مسؤولية واستقلالية وتحررا وانفتاحا وانخراطا في المشاريع الاجتماعية وأكثرَ تشبّعاً بالحكامة، كما أنها أضحت أكثر أهلية لنقل الموروث الثقافي الاجتماعي إلى الأجيال الصاعدة وأكثر قدرة على التنشئة الواعية. «لقد تغيرت المرأة 180 درجة.. وهي الآن تستطيع تربية الأبناء بشكل أحسن وتنشئتهم على مبادئ التفتح والاعتماد على الذات»، تلاحظ نجية برابو، بفضل تجربتها كرئيسة ل«تعاونية نساء أسرير للكسكس والعجائن». تغيير العقليات هل بدأت العقليات داخل «منطقة تضافر الجهود»، التي تضم -حسب برنامج التعاون المشترك- أربع واحات جنوبية ذات أولوية على المستوى الوطني، في «التململ» من «تقليديتها» وأعرافها السلبية التي كانت تحول دون مشاركة المرأة بفعالية داخل محيطها والاعتراف مجتمعيا بكفاءتها إسوة بالرجل؟.. «لا يمكن الحفاظ على التراث الثقافي وتطويره إذا لم تتغير العقليات. وبالنسبة إلينا هنا، نلمس أن العقليات تطورت بشكل كبير»، يؤكد امبارك النفاوي، قبل أن يشدّد على أهمية تطوير عقلية المرأة كمعيار أساس للتقدم العام: «المرأة أهم عنصر في الواحة، وهي المربيّة الأولى. وإذا تغيرت عقليتها تغيرتْ، تبعا لذلك، العقلية العامة للساكنة، ذكورا وإناثا». ومعلوم أن تغيير العقليات هو مدخل لتغيير السلوكيات، ولذلك يسود انطباع عام لدى كل الفاعلين في التعاونيات المرتبطة بالموروث الثقافي أن «تحدي تغيير العقلية»، على حد تعبير رئيس جماعة أسرير، هو أكبر رهان يجب كسبه من أجل تنمية محلية مستدامة. «لقد أصبحت للمرأة قيمة لم تكن لها من قبل. ولم يعد الرجل يُسائلها حين تغادر المنزل، لأنه يعرف أنها تشتغل وتتعب من أجل البيت»، تشرح نجية برابو. وتسترسل رئيسة التعاونية المعروفة بمنتجها «الكسكس الخماسي»، المكوّن من خمسة أنواع من الحبوب، مبينة أن العوائق كانت مرتبطة بالعقليات السائدة أكثر من كونها نتاجا لسطوة الرجل فقط: «إن تعاونيتنا هي أول تعاونية «نسوية» في جماعة أسرير، ولم يكن الأمر عاديا في البداية بالنسبة إلى محيطنا. فوالدتي لم تستسغ خروجي للعمل، على العكس من والدي، الذي كان يشتغل في فرنسا وتشبّع بثقافتها. وكانت نظرات الناس «تتعقّبنا»، ويكون مجرد الركوب في طاكسي محط تساؤل عن الوجهة، ولماذا؟ لقد «ناضلنا»، بالفعل، في البداية». وكانت هناك ثقافة سائدة تقضي بألا يصحب المرأة أحد خارج دائرة أقاربها. لكن، أصبح بإمكان النساء اليوم مجالسة «الغرباء» من أجل العمل، دون أن يخلق ذلك أدنى مشكل. وهذا التطور في تصور العلاقات الاجتماعية بين الذكور والإناث هو نتيجة للحركية التي خلقتها التعاونيات النسائية، بتأطير وطني ودولي. «هم يعرفون أننا نشتغل في إطار منظمات جادة»، تقول نجية برابو مفسّرة سرّ تزحزح النظرة المجتمعية التي كانت قائمة من قبل. ويؤكد المنسق الإقليمي لبرنامج تنمية أقاليم الجنوب أنه بإمكان نساء التعاونيات اليوم أن يستقللن بمفردهن الحافلة للالتقاء بالمزودين بالمواد الأولية وأن يساومن ويتعاقدن ويُقمن الصفقات، ثم يعدن إلى أهلهن دون أن يتعرّضن للمساءلة.. جدلية الرجل والمرأة.. في علاقتهن بالرجل، ومع التجربة المتراكمة، اكتسبت نساء التعاونيات مزيدا من الاطمئنان إلى وضعهن الجديد، مما أدى بهن إلى السعي إلى إثبات أنفسهن أكثر فأكثر. «حين كانت «كاميرا» تحضر إلى هنا، كانت كل النساء يتنقّبن. لكنْ شيئا فشيئا، وعن طريق التوعية بأن العمل الذي يؤدّينه عمل شريف، لم يعدن يشعرن بأن لقاء الرجال الغرباء «عيب».. وهذا يدل على أن النساء اكتسبن الثقة في أنفسهن»، توضح حليمة برديد، رئيسة «تعاونية «قافلة» النسوية للأعمال اليدوية» في تغمرت (جماعة أسرير). وهذه الثقة هي سبب وعي المرأة بضرورة إثبات شخصيتها والخروج من الاتكالية التي كانت تطبع علاقتها بالرجل. «لقد ولىّ عهد الاتكالية وأصبحت المرأة تعي دورها الجديد، الذي لم يعد محصورا في «الدراري» والغسيل والطبخ»، تقول حليمة برديد، مبرزة التغيّر الذي طال وضع المرأة. وتشرح السالكة مومو، رئيسة «تعاونية نساء لمطة لصناعة المكلي» (الشعير المحمص المدقوق) كيف أنها، وباقي المنخرطات في تعاونيتها، استفدن من رحلة تم تنظيمها سنة 2008 للاطّلاع على نماذج لتعاونيات في ورزازات وبدأن، في سنة 2009، في صنع «المكلي» داخل منزل إحداهن، ليتم استدعاؤهن، بعد ذلك، للمشاركة في مهرجانات.. «لقد رُفع الحرج بعد ذلك، ولم يعد الآباء يسألون عن تحركاتنا»، تضيف السالكة. «في البداية، كان الرجال يمنعون النساء من الاشتغال خارج البيت، بدعوى ضعف المدخول»، وكانت اللازمة التي يعيدها الأزواج والأهل على مسامعهن، حسب حليمة برديد، هي «كعدي (اقعدي) فْدارك». بل أكثر من ذلك، تشرح للا فاطمة لمراني، «مقدمة» زاوية مولاي البشير في تغمرت -جماعة أسرير، «لقد أصبح الرجل يُسهّل مأموريتنا، بعد أن عرف أننا جادّات في مشروعنا وأننا نسافر للمشاركة في معارض ومهرجانات».. وتتم هذه المشاركة مع «الرجل» وإلى جانبه. وهذا الملمح واضح جدا بمناسبة تنظيم «جمعية واركانون كنكا للثقافة والمحافظة على التراث» في تغمرت موسمَها السنوي الذي تشارك فيه النساء بكثافة.. «كل الناس يريدون المشاركة مع الجمعية، وهناك نساء يلعبن معنا وهنّ متزوجات ولديهن أبناء، واللعب المختلط يعطي المرأة قيمة»، يقول علي سيواكي، الكاتب العام لجمعية كنكا، التي يعتبر أعضاؤها أنفسهم فرعا من «كناوة». لقد أصبحت المرأة العاملة في التعاونيات المدعومة في إطار برنامج التعاون المشترك معيلة للأسرة، «تتّقضى وتجيبْ»، بتعبير حليمة برديد، التي ختمت حديثها، مبتسمة: «إن مكوث المرأة في البيت هو الذي أصبح محط تساؤل الآن وليس خروجها للعمل في التعاونية!».. التكوين من أجل التمكين يهتم برنامج التعاون المشترك بتعزيز كفاءات نساء التعاونيات عبر تلقينهن مبادئ التدبير الإداري والمالي والقانوني، في أكثر من فرصة تكوين. وتلعب وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية دورا متميزا في هذا الباب، بالتعاون مع صندوق الأممالمتحدة لإنجاز أهداف الألفية للتنمية أو برنامج التنمية الترابية. «حين ألج تعاونية ما، يجب أن أجد مكتبا للاستقبال وسجلا يرصد عمليات البيع وكل العمليات المحاسباتية وحركية دخول السلع للتعاونية وخروجها منها، كما عليّ أن أجد نسخا من كل الملفات وأرشيفا منظما».. يقول شكيب النماوي، مشددا على ضرورة استيعاب شريكات التعاونية مبادئ التسيير الأساسية. ولمرافقة هذه التعاونيات وتأهيلها على مستوى التسيير، تمت الاستعانة في هذا الجانب بخبيرة تشتغل لصالح منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية (ONUDI).. وقد تم تنظيم أوراش تكوينية لنساء التعاونيات، تخص التسيير والإدارة والتسويق (الماركوتنغ) والتواصل وتقنيات المرافعة والإقناع والقيادة. إلا أن المستفيدات لا يزلن يُعبّرن عن رغبتهن في الاستزادة من هذه التكوينات التي تزكّي قدراتهن التدبيرية. تذكر حليمة برديد، رئيسة تعاونية «قافلة»، والتي تتوفر، إلى جانب حيازتها شهادتين في تربية الأطفال والتخييم، على خبرة عشر سنوات في العمل الجمعوي، بحنين واضح، أن ما استأثر باهتمامها على مستوى التكوين هو ورشتا القيادة والمرافعة، وأنها في حاجة إلى مثل تلك التكوينات العملية البعيدة عن التنظير، إلى جانب التدريب في مجال المعلوميات، وهو الطموح الذي عبّرت عنه بقية المسؤولات عن التعاونيات، من أجل اكتساب مهارات التسويق الذي يمثل أهم انشغال بالنسبة إليهن. «على المرأة أن تضبط قوانين السوق وأن تكون محصنة لدخوله.. فالسوق صراع، إذ «الحوت الكبير يبتلع الحوت الصغير».. ويجب على المرأة أن تتعلم كيف تصارع»، يؤكد رئيس مجلس جماعة أسرير. وتُعزز هذه الرؤية نجية برابو بقولها: «نريد أن نطور معارفنا حتى نتعامل مع الكلوستر نفسه».. وتقصد رئيسة «تعاونية نساء أسرير للكسكس والعجائن» ب«الكلوستر» «مجمّع واحات الصحراء» (Cluster des Oasis du Sahara) المعروف اختصارا ب «الكوس» (COS) والذي أنشئ بشراكة مع برنامج الأممالمتحدة للتنمية، من أجل دعم تسويق المنتوجات ذات الطابع التراثي لتعاونيات واحات الجنوب. تقاسم المعارف والمهارات لقد اكتسبت النساء جملة من المهارات المرتبطة بعملهن، وهي مهارات حياتية يمكن الاستفادة منها حتى خارج نطاق العمل. «قبل برنامج التعاون المشترك، كنا نجهل كثيرا من الأمور، ومنها أساسا أساليب العمل الجمعوي، وحتى المعنى الصحيح للتعاونية.. وعند ظهور البرنامج، كنا في بداية المشوار، إلا أننا حققنا قفزة، بعد ذلك، واستطعنا تجاوز مجموعة من الصعوبات بسهولة، عكس غير المنخرطين». أكثر من ذلك، أصبحت المرأة نفسها ناقلة للمعرفة والمهارات إلى المكتسبتين. ولا أدل على هذا من أن حليمة برديد أصبحت هي نفسها مكوّنة لنساء تعاونيات طاطا. ونحن هنا أقرب إلى مفهوم «التربية بالنظير»، الذي يعني إكساب المعرفة والمهارات عن طريق شخص من نفس الحقل يكون قد استفاد هو نفسه من تكوين يقتسم مضامينه، في ما بعد، مع زملاء آخرين. ويبدو، من جانب آخر، أن العمل في إطار التعاونيات النسوية أصبح يُشكّل حافزا على التعلم، وتحديدا محو الأمية بالنسبة إلى اللواتي لم يلجن المدرسة من قبل. والواقع أن نساء المنطقة يستفدن أكثر من الرجال من محو الأمية، كما تؤكد للا فاطمة لمراني، التي أنشأت ثلاثة أقسام تستقطب النساء من مختلف الأعمار، وضمنهن مُسنّات. ويوجد واحد من هذه الأقسام في مقر زاوية مولاي البشير، التي تشغل للا فاطمة مهمة قيّمة («مقدمة«) عليها، وقسمان آخران في نفس الجماعة، تلتحق بهما، تباعا، 24 و36 امرأة. وهناك حوالي 10 نساء يعلّمن الأرقام وأصبح باستطاعتهن اليوم تركيب رقم الهاتف والاتصال بمن يشأن وفي أي وقت يشأن، كما تؤكد مقدمة الزاوية. وإلى جانب محو الأمية، تمت برمجة دروس غايتها التوعية بحقوق المرأة. وتُدرَّس في هذا الباب «مدونة الأسرة»، المقررة من طرف وزارة التربية الوطنية في إطار منظومة المؤلفات المُعدَّة لمحاربة الأمية. وفي غياب شهادة تتوّج نهاية دروس محو الأمية، تسلم للا فاطمة للمتفوقات من المتعلمات جوائز تحفيزية.. التضامن والمشاركة في الشأن العام من حسنات برنامج التعاون المُشترَك أنه خلق نوعا من التضامن النسوي من أجل مواجهة الحاجة ورد الاعتبار. «لا رئيس ولا مرؤوس، نحن هنا مثل الأخوات، وبيننا روابط إنسانية ووجدانية. وما يجمعنا هو مصلحتنا العامة»، تؤكد نجية برابو، مضيفة «الرايس هو الذي يدعمنا ويشجعنا ماديا ومعنويا، وله دور الموجّه». وشدّد «الرايس» (النفاوي) على هذه الأواصر التضامينة قائلا: «كرئيس للجماعة، أعتبر كل المنخرطين والمنخرطات في برنامج التعاون المشترك أبنائي وبناتي.. وأظن أنهم يتصرفون معي، من جانبهم، وفق هذا المنظور».. «الرايس مثل أبينا»، تقول السالكة مومو، مترجمة العلاقة التي تجمع بين المنخرطات في تعاونيات أسرير وبين النفاوي، والمبنية على التأطير والتوجيه والمساعدة والتضامن، حسب شهادات متطابقة. ويتجاوز تأثير المشاريع الإنمائية النسائية دائرة الخاص والمحيط القريب، ليكون، إضافة إلى قيّم التضامن التي يخلقها، رافعة للعمل السياسي والمشاركة النسائية في بناء الحكامة على مستوى الشأن المحلي. «أنا «مُهدَّد» بأن تؤول رئاسة الجماعة التي أوجد على رأسها لامرأة».. يقول رئيس جماعة أسرير جادا -مازحا»، ليوضح: «أنا مستعد للتخلي عن منصبي لصالح امرأة، بعد أن قضيت 20 سنة في الشأن المحلي و9 سنوات في رئاسة الجماعة». ويعزو امبارك النفاوي ميوله هذا إلى كون النساء «منضبطات»، حسب تعبيره. ربما كان المتحدث، وهو يضفي على نساء المنطقة سمة الانضباط، يفكر في «وردية» و«الشريفة» لمراني، «مقدمة» زاوية مولاي البشير، العضوين في المجلس الجماعي لأسرير، واللتين تضفيان على المجلس مسحة من التأنيث، في انتظار غد أفضل للمرأة والرجل معا...
برنامج التعاون المشترك تم إعداد «برنامج التعاون المشترك»، بشراكة بين الحكومة المغربية (بالتنسيق مع وزارة الثقافة) وخمس وكالات من منظومة الأممالمتحدة (يونسكو، برنامج الأممالمتحدة للتنمية، منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية، صندوق الأممالمتحدة للتنمية والمرأة وصندوق الأممالمتحدة للسكان) لمصاحبة المغرب في جهوده الرامية إلى جعل الثقافة رافعة متميزة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. ويعتبر البرنامج، المسطر تحت عنوان «التراث الثقافي والصناعات الخلاقة كقاطرة للتنمية في المغرب 2012-2008»، آلية للمساهمة في تحقيق أهداف الألفية للتنمية (الأممالمتحدة). وقد تم تمويل هذا البرنامج، الذي رُصِدت له ميزانية من خمسة ملايين دولار أمريكي، من طرف صندوق الأممالمتحدة لإنجاز أهداف الألفية للتنمية، الذي تم إطلاقه سنة 2006 من طرف الحكومة الإسبانية وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية. ويغطي برنامج التعاون المشترك جهات كلميم -السمارةوتازة -الحسيمة -تاونات والمنطقة الشرقية، وماسة -درعة و«منطقة تضافر الجهود» (Zone de Convergence)، التي تعتبر منطقة التدخل الرئيسة للبرنامج والمكونة من أربع واحات في جنوب المغرب. وإضافة إلى المتدخلين أعلاه، يلتفّ حول البرنامج جملة من الشركاء وطنيا، جهويا ومحليا: -الشركاء الوطنيون: وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، وزارة السياحة، وزارة الصناعة التقليدية، المديرية العامة للجماعات المحلية، وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب. -الشركاء الجهويون والمحليون: ولاية جهة كلميم -طاطا -أسا الزاك، جماعة أسرير، جماعة فم لحصن، جماعة أسا، المديرية الجهوية لوزارة الثقافة (كلميم -السمارة، تازة -الحسيمة -تاونات، الجهة الشرقية، سوس -ماسة -درعة)، المديرية الجهوية لوزارة السياحة في كلميم -السمارة، المديرية الجهوية لوزارة الصناعة التقليدية في كلميم -السمارة، مندوبية التعاون الوطني (تمثيلية كلميم)، مندوبية وزارة الفلاحة والصيد البحري (كلميم). وتساهم في «برنامج التعاون المشترك» أطراف من مختلف الفاعلين الحكوميين والجامعيين أو المنخرطين في مؤسسات البحث العلمي وعدد من المؤسسات الخاصة والمنظمات غير الحكومية.