انخرطت نساء بواحة أسرير، بإقليم كلميم، في تجربة تعاونية رائدة في إنتاج الكسكس والعجائن، أصبحت، حاليا، نموذجا للمشاريع النسوية الرائدة، في مجال الصناعات الخلاقة. ويعتبر هذا المشروع، المبتكر من قبل "تعاونية نساء أسرير للكسكس والعجائن"، الذي اطلع عليه، أخيرا، وفد يمثل أمانة صندوق تحقيق الأهداف الإنمائية للتنمية، ضمن المشاريع، المنجزة في إطار برنامج التعاون المشترك "التراث الثقافي والصناعات الخلاقة كدعامة للتنمية بالمغرب"، المقرر إنجازه على مدى ثلاث سنوات (ما بين 2008 و2011 )، بتكلفة إجمالية تصل إلى خمسة ملايين دولار. ويرتكز هذا البرنامج، الممول من طرف صندوق تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، على "منطقة الالتقائية" التي يغطيها برنامج التنمية المجالية المستدامة، بالأقاليم الجنوبية، الذي تشرف عليه وكالة تنمية أقاليم الجنوب، بشراكة مع برنامج الأممالمتحدة للتنمية، والجماعات المحلية، بجهة كلميم- السمارة. ويهدف هذا البرنامج إلى الاستفادة من التراث الثقافي، من خلال تقوية مكانة هذا التراث، وتعزيز الصناعات الخلاقة في سياسات واستراتيجيات التنمية البشرية ومحاربة الفقر. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكدت صوفيا دي كاين، مديرة أمانة صندوق تحقيق الأهداف الإنمائية للتنمية، أن مشاركة الصندوق في دعم هذه التعاونية يحظى بأهمية كبرى، خاصة أن الأمر يتعلق بنساء يقمن بعمل جبار لتحسين دخلهن، وضمان استمرار عيشهن. وأشارت إلى أن هذا العمل، الذي يعتبر ثمرة شراكة بين الجماعة والسلطة المحلية، وهيئات الأممالمتحدة، والمجتمع المدني، مكن من إحداث تغيرات في الحياة الخاصة لنساء هذه التعاونية، وساهم في مشاركتهن في التنمية المحلية، وفي اتخاذ القرار. من جهتها، ذكرت نجية برابو، رئيسة "تعاونية نساء أسرير للكسكس والعجائن"، أنه، بفضل دعم برنامج الواحات، وبرامج الأممالمتحدة، وجماعة أسرير، وكذا جهود شركاء ونساء التعاونية، أصبحت هذه الأخيرة تجني مداخيل تصل إلى حوالي 5000 درهم شهريا. وأبرزت أن هذه التعاونية، التي انخرطت في مجموعة ذات النفع الاقتصادي، التي تضم أكثر من 30 امرأة، وثلاث تعاونيات، تنتمي إلى أقاليم مختلفة، (كلميم وطاطا وأسا- الزاك)، تقوم بصنع ثلاثة أنواع من الكسكس (كسكس القمح، وكسكس الشعير، والكسكس الخماسي)، وأنها بصدد إنتاج النوع الرابع، المتمثل في الكسكس السداسي. وبخصوص بيع وتسويق منتجاتها، اعتبرت برابو أن التعاونية تعتمد على الأسواق المحلية، وبعض الأسواق الخارجية، من خلال أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، والمتحدرين من أصول جماعة أسرير، مشيرة إلى أن التعاونية ستدخل، قريبا، الأسواق التجارية الكبرى الوطنية. وإلى جانب صوفيا دي كاين، ضم الوفد سارة فيرير أوليفلا، المكلفة ببرنامج التعاون المشترك، وليلى سعد، المكلفة باستراتيجية التواصل بأمانة الصندوق، إذ قام الوفد بزيارة ميدانية للمشاريع الأخرى، التي استفادت من تمويل وتأطير البرنامج، ومنها، على الخصوص، "تعاونية نسج الخيام بتغمرت"، و"زاوية مولاي البشير" لتمدرس النساء والأطفال. وقبل ذلك، استمع الوفد إلى عرض حول المخطط الجماعي للتنمية، الخاص بالجماعة القروية لأسرير (2009 -2014 )، الذي يروم وضع رؤية مستقبلية وشمولية لهذه الجماعة، لتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة. (و م ع)