قال الميلودي موخاريق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، أكبر مركزية نقابية في المغرب، (قال) إن "احتفال فاتح ماي ليس عاديا، بل صرخة ونضال وصمود في وجه بشاعة النظام الاقتصادي العالمي النيوليبرالي المتوحش، الذي يَسْتنزف خيرات الشعوب ضدا على مصالحها الحيوية، ويُعَقِّد أوضاعها ليزيدها فقرا وهشاشة في ظل أزمة بنيوية وهيكلية مُزمنة عابرة للدول والقارات". وأضاف موخاريق، خلال كلمة مطولة له توصل موقع "أخبارنا" بنسخة منها، إنه "قبل أن يُغْلَقَ قوس الجائحة، تَجِد الطبقة العاملة المغربية نفسها اليوم في مواجهة جائحة من نوع آخر، تتمثلُ في لهيب الأسعار والتضّخم الذي استنزف قدرتها الشرائية". الأمين العام لأكبر مركزية نقابية يرى أنه "في الوقت الذي تستفحل فيه الأزمة؛ تَتَكَدَّس الثروة في يَد ثُلَّة من تجار الأزمات، الذين يُراكمون أرباحا خيالية على حساب لقمة عيش عموم الجماهير الشعبية". المصدر نفسه أردف أن "الطبقة العاملة لا تكتوي بلهيب الأسعار بالنسبة إلى المحروقات فحسب؛ بل أيضا في المواد الغذائية الأساسية التي أصبحت تدخل في صنف المواد الكمالية". وبالأرقام؛ أوضح موخاريق أن "حوالي 3.2 مليون شخص إضافي تدهورت أوضاعهم المعيشية، كما جاء في تقرير المندوبية السامية للتخطيط، لافتا إلى أنها "أزمة غير مسبوقة تُفرغ كل شعارات الدولة الاجتماعية من محتواها". وأمام هذه الأوضاع المتردية، يشرح الأمين العام ذاته، "تقف الحكومة عاجزة عن اتخاذ إجراءات ملموسة وجدية قصد التخفيف من وطأة لهيب الأسعار، والضرب بيد من حديد كل الوسطاء والمضاربين الذين يتدرون في الأزمات ويستغلون قانون حرية الأسعار للاغتناء غير المشروع، في ظل غياب أي حس وطني أو تضامن". وفي هذا السياق؛ طالب موخاريق ب"إعادة تشغيل لاسمير للمحروقات (مصفاة لتكرير البترول في مدينة المحمدية الموقفة عن العمل)، قصد ضمان توفير المخزون الاحتياطي، واستمرار الدينامية الاقتصادية من أجل تحقيق الاستقلالية الطاقية". وعليه؛ طرح المصدر عينه عددا من الأسئلة تهم عددا من القطاعات والمجالات ولم تتفاعل معها الحكومة وفقه، كاشفا أن "التَحَجُّج والتَّخْبية وراء المعطيات الجيوستراتيجية الدولية والإقليمية والتقلبات المناخية...، لم يصبح مجديا، لأن الطبقة العاملة المغربية ومعها الجماهير الشعبية تنتظر أجوبة وحلولا ناجعة للتَّغَلُب على الصعوبات الاقتصادية والمالية التي يعيشها المغاربة". وفي سياق متصل، أوضح موخاريق أن "الآونة الأخيرة عرفت تضييقا خطيرا على الحريات النقابية في كل القطاعات المهنية وكل المدن والجهات"، شارحا أن "القمع النقابي وصل ذروته في الدارالبيضاء على سبيل المثال ذِرْوَته؛ إذ تعرض 1350 من المسؤولين النقابيين والمنتسبين للاتحاد المغربي للشغل للطرد". ولم يفوت الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل الفرصة دون أن يقول "إننا نعتز بما حققناه من انتصارات قطاعية، بفضل التزام وتضامن مناضلاتنا ومناضلينا وعزمهم وصمودهم من أجل تحسين وضعيتهم". واستغل موخاريق مناسبة فاتح ماي ليعبر "عن اعتزازنا بما حَقَقَه المغرب من إنجازات دبلوماسية هائلة، في محيطه الإقليمي والجهوي والدولي حول قضيتنا الأولى؛ الصحراء المغربية والاتحاد المغربي للشغل بذلك لا يُعَبِّر عن موقف سياسي مرتبط بظرف معين، بل يُعبر عن قناعة ومبدأ ثابت لهوية فكرية وتنظيمية عمالية انبثقت من صلب الكفاح الوطني والمقاومة والحماس المطلوب في مثل هذه السياقات الإقليمية والدولية التي تَمُر منها القضية الوطنية". وفي هذا الصدد؛ أبدى الأمين العام لأكبر مركزية نقابية في المغرب اعتزازه ب"الدور المتميز الذي تقوم به منظمتنا في إطار الدبلوماسية النقابية، في كل المحافل النقابية الدولية، دفاعا عن قضيتنا الوطنية وصيانة وحدتنا الترابية؛ آخرها مؤتمر الكونفدرالية الدولية للنقابات المنعقد بملبورن في أستراليا، الذي جمع كل نقابات دول العالم". تجدر الإشارة إلى أنه تنظم، في فاتح ماي من كل سنة، مظاهرات ووقفات احتجاجية لعموم العمال والموظفين والأجراء، للمطالبة بالرفع من الأجور وتحسين الأوضاع المادية والاجتماعية لكل الشغيلة، التي تعد العمود الفقري لكل اقتصادات العالم، ضمنها المغرب.