استأثر برنامج حكومة العثماني باهتمام العمال والمستخدمين في عيدهم العالمي، حيث خصصت له التمثيليات النقابية الوطنية الحيز الاكبر من خطابات فاتح ماي. ووسط الالاف من الحناجر الغاضبة والشعارات المنتقدة لعمل الحكومة، ارتقى الميلودي موخاريق، الامين العام للاتحاد المغربي للشغل، المنصة التي تم تنصيبها على مستوى شارع الجيش الملكي بمدينة الدارالبيضاء بمناسبة احتفالات عيد الشغل، موجها سهام النقد لبرنامج حكومة سعد الدين العثماني، واصفا اياه ب "الهزيل"و بأنه مؤشر على استمرار ما أسماها بنفس السياسات المعادية للطبقة الشغيلة. وأضاف موخاريق أن احتفالات هذه السنة بعيد العمال تصادف تشكيل الحكومة الجديدة القديمة، على حد تعبيره، وأنها تأتي بعد مخاض عسير ذهب ضحيته العمال، مشيرا إلى أن ما نص عليه العثماني في برنامجه الحكومي دليل على أنه سائر على نهج سلفه عبد الإله بنكيران وذلك عن طريق مواصلة الإصلاحات التي بدأتها الحكومة السابقة الرامية إلى الحفاظ على التوازنات الماكرو اقتصادية على حساب الطبقات الشعبية والعمالية. ولم يكن موخاريق يكف عن انتقاد الحكومة سوى عندما تقاطعه شعارات حماسية من قبيل "بالوحدة والتضامن، الي بغيناه يكون يكون"، قبل أن يعود إلى توجيه مدفعيته الثقيلة صوب العثماني وحكومته بسبب ما قال إنه إقصاء الحركة النقابية من مشاورات إعداد البرنامج الحكومي في الوقت الذي تم فيه الاستماع لمقترحات "الباطرونا". وهاجم موخاريق مشروع التشغيل بالعقدة الذي اقترحته الحكومة السابقة، معتبرا إياه اجراء دخيلا على الوظيفة العمومية والذي يرمي حسب تعبيره إلى إدخال الهشاشة على العمل استجابة لإملاءات المؤسسات الدولية. وتابع موخاريق هجومه على الحكومة، متهما إياها بمحاولتها تفكيك مدونة الشغل نزولا عند رغبة أرباب العمل ومنظومة المقاصة ما يهدد بضرب القدرة الشرائية للمواطنين، بالإضافة لمصادرة الحق في الإضراب، واصفا مشروع القانون التنظيمي للإضراب بالقانون التكبيلي. واعتبر موخاريق أن الحكومة تفتقد لنموذج تنموي قادر على اخراج البلاد من ازمتها البنيوية العميقة، مشيرا إلى أن برنامجها الحكومي سيعمق تبعية المغرب للخارج ويوسع من الهوة بين الاغنياء والمهمشين، ما ينذر ببوادر توترات اجتماعية في المستقبل.