قبل البدء: اللهم .. أنزل عليّ السكينة؛ كي أتقبل الأشياء، التي لا أستطيع تغييرها!. اللهم .. هَبْ لي الشجاعة؛ كَي أُغير الأشياء، التي أستطيع تغييرها! اللهم .. آتِنِي الحكمة و فصل الخطاب؛ كَيْ أعرفَ الفرق بين السكينة و الشجاعة؟!. عن صلاة المدمنين -بتصرف- أمَّا بُعَيْدَ ما سبق؛ لسوف أنطلق من سردِ الواجب المُسْتَوْجَب على الحُصَلاء. فأنهم؛ الذين يُصطلح عليهم: بمثقفي "الولاية الثالثة". و أنهمُ المَربُوطُون؛ داخل دير كاهنهم الأول. فلَكأني المُلّا موميروس، قارض دَهمائية الإكليروس. و سأنطلق من تنوير النفوس، بواجبِ إجتنابِ جاهلية التدخل المدسوس، في شؤون منظمة اتحاد كتاب المغرب. هذه المنظمة العتيدة؛ التي من المفروض أن تنعتق الآن. كيْ؛ تتقدم نحو طليعة المدافعين عن مجتمع التعارف البشري، عن مجتمع التقدم و الكرامة، و عن المزيد من الديمقراطية و المساواة. بل؛ إن المأمول في مؤتمرها الاستثنائي المنتظر، يتجلى عند فتح حقبة تحول تثقيفي متين. عدا؛ أن نوازل القدر التاريخي، قد تمَنْطَقَ لسانُ حالها. فتمظهرت إرهاصات النكبة الثقافية، جراء "الجَّعْرَة" الحزبية، العابثة بمستقبل اتحاد كتاب المغرب. مما يفرض على قلم الأخايِر، هَمْرَ الرأيٍ المُغَايِر. ذلك؛ في مواجهة المخططات الحزبية اللاديمقراطية، الرامية إلى تهريب القرار الثقافي المستقل، من دار الفكر إلى فيلا لشكر. ذلك؛ بما أنهم مثقفو: صالون فيلا طريق زعير. قد عقدوا العزم، على تلبيس التلبيسات. و أنهم عند؛ لحظة تغييب الوعي، و التهرب من المسؤولية. أي: عند ذروة النشاط الإنتهازي داخل صالون لشكر. فقد لجأ الحصلاء، إلى التَّيمم بسراب المظلومية، و تهافتوا على أساليب التضليل، و الاحتيال، و تليين الادعاءات المزيفة. ذلك؛ من أجل تبديد الزمن الثقافي لاتحاد كتاب المغرب، في بلوكاج تنظيمي مفتعل. و لهكذا؛ خدمة لنزوات حزبية سياسوية فاسدة. نزوات سوف ترونها مثلما أراها، عابرة إلى مصيرها المحتوم: مصير المحاسبة القانونية القادمة لا محالة!. إن الأزمة التنظيمية الراهنة، التي يتخبط بين براثينها اتحاد كتاب المغرب. لهيَ إنبعاث فاشل، لغزوة حزبية مُصطنعة. إذ؛ أنها امتداد طبيعي لأزمة حزب لشكر السياسوية. هذا الحزب المتخلف، الذي يحاول تنفيذ خطة إعادة انتشار "ثقافي"، وفق بروتوكولات الولاية الثالثة : ولاية السمين!. لذا؛ قد ابتدع كاهنهم الأول، أخبث سُبل الإندحار الثقافي. خصوصا؛ بعد تطبيع مثقفيه مع مُوضَة : تأبيد الزعامة المتَسَلِّطة، و تخليد العائلوقراطية المتَجَلِّطة. و هاكم تناص النفي؛ كأنما تعقيد لعُقَد المقالب المفرطة، و تشخيص لمتلازمات الإنتهازية القاتلة. فعوض أن يمدنا حُصَلاءُ "طريق زعير"، بمشروعهم الثتقيفي البديل. ها نحن؛ نراهم مصرين على الحنث العائلوقراطي العظيم. كما ها نحن؛ نطالع بشاعة إصرارهم، على تمويه كُتاب المغرب. عبر إنتحالهم الكاذب لصفة الدفاع، عن مطلب الديمقراطية التشاركية، التي ردمُوها داخل قبو فيلا طريق زعير. أفّ لها .. كما تَبَّا لأمّ المهازل. ثم اللعنة الثقافية، على إكليروس الكاهن الأول. الذي يريد رهن مصير إتحادنا التثقيفي، بيد رواد الجزارة التنظيمية الفاشيستية. تلكم التي؛ قد خرجت على إستراتيجية النضال من أجل الديمقراطية و الحداثة. ذلك؛ لما سقطت مدحورة، و صارت مرؤوسة عند حكومة العدالة و التنمية، الحاملة لرجعية المشروع الثقافي النقيض. و لهكذا إذن؛ قد خرج مثقفو صالون لشكر للجزارة الفكرية، على اتحاد كتاب المغرب. تماما .. هؤلاء الحصلاء: المُتَمَسِّكون بثقافة متهالكة. فلكم يَصعُب فِطامُهم، عن جمع فَيْءِ مجازر الأبارتايد الحزبي. و عن استجداء غنائم الريع و الامتيازات النقدية، و التهرب من الإقرار الصريح بالثروة. ناهيك؛ عن زيغهم الجائر على روح القانون، لحتى إنبعثوا .. مَسْخًا!. أي: أنها لغة المحامي المستتر، ذاك الكاهن الأول المتخمّر. فكأنه قد أوحى للحُصلاء، بنقل عَرْبَدَتِه السياسوية المعتادة، إلى ردهات المنازعة الأدبية. و هكذا كان؛ فصار كاتبا أولا لصالون فيلا طريق زعير، المتخصص في جنس: الجزارة الفكرية. و عند تيمة التدبير المفوت، يتهافت كتاب الإكليروس السياسوي دون جواب تثقيفي؟!. نعم؛ فأنها ثقافة كهنوت أيديولوجي تضبيعي؛ يخون رسالة المنظمة الثقافية العتيدة. و ينقل عدوى الغوغائية المقيتة، تلكم الغوغائية التي قد تجاوزت الحد العقلي المطاق. حين مَكرت تتلاعب باستغلال قضايا وطنية، من أجل تشتيت صفوف الكتاب المغاربة. نعم؛ لقد آن الأوان، كي يستعيد اتحاد كتاب المغرب مكانته الرمزية داخل المجتمع. و كذا بين شرايين عقول الثقافة العالمة، الواعية و المسؤولة. منافحا عن دور المعرفة و الفكر، في بلوغ غايات مجتمع القسطاس و الإتقان. و ليس؛ كي يَمْسخَه مثقفو صالون لشكر، إلى فضاء للسفسطة الغبية. تلكم؛ التي تشحذ أقلامها الملطخة بالقمع التنظيمي و التمييز، كي تأمر الناس بما لا و لم تفعل؟!. ويا معشر الكتاب المغاربة؛ لذي كانت مقالتي الرابعة. و أنها سردية ترتكز على أرضية إستعادة المصداقية التثقيفية. تلكم المصداقية؛ التي تبدأ من النفوس، قبل تنظيم النصوص. ذلك؛ بما أن النص، لا يعدو أن يكون تدوينا جامعا بعد توافق الإرادات. و لعل مثابرتنا على الإنصات لصوت العقلنة، يدفعنا إلى طرح التساؤلات عن تداعيات "الجَّعْرة" على إستقلالية المنظمة الثقافية. و لن يكون جوابي الزاجر، عدا أنها أضغاث أوهام كاتب "الولاية الثالثة"، ذلك الكاهن الأول، دجال التوريث الحزبي الموعود. ختاما؛ فَبِئْسَها عَقْلِيَّةُ التّخَلُّف الحضاري، و التّأخر الرقمي. لقد هَدَّمَت أركانَ التنافس القانوني الديمقراطي الشريف، و منعت وضْع لَبِناتِ وثبة فكرية و تنظيمية. وثبة حضارية؛ تنطلق من تحيين خلاق لرسالة اتحاد كتاب المغرب. و تعمل على إحقاق المصالحة التنظيمية، بعَقْل المصلحة التثقيفية المشتركة. مع نبذ كل دوغمائية مُحبطة، لِتَلِيهَا حِقْبَة المُرور الآمِن نحو فتح ورش "الإشعاع الساطع". هذا الورش الذي ينطلق وجوبا من فتح أبواب الإتحاد -على مصراعيْهَا-، قصد احتضان أقلام الكُتاب الشباب. و علّه الورش الكبير، الذي يتطلب تقديم عرض تثقيفي جديد. عرض تنافُسي؛ بشكل ديمقراطي مُقْنِع. جميع ذلك بغرض تنقيح النموذج التنموي من الشوائب الثقافية المانعة. و كذا من أجل المساهمة التثقيفية، في تجويد البناء الوطني الديمقراطي الدستوري.