تم اليوم السبت بالدار البيضاء توقيع بروتوكول اتفاق من أجل إحداث رابطة للناشرين في وسط إفريقيا بين ناشرين يتحدرون من أحد عشر بلدا ينتمون للمجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا، وذلك على هامش الدورة الثالثة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب (9-19 فبراير). وفي مداخلة بالمناسبة، أعرب وزير الثقافة، محمد الأمين الصبيحي، عن سعادته بإسهام المغرب في إطلاق هذه الرابطة بين ناشري وسط إفريقيا، مشيرا إلى أن مشاركة بلدان المجموعة، ضيف شرف المعرض الدولي للنشر والكتاب، في نسخته الحالية، شكل مناسبة لاكتشاف الجمهور الواسع لمظاهر الثقافة الإفريقية. وأضاف السيد الصبيحي أن المعرض شكل أيضا مناسبة لمناقشة الشراكات بين المغرب ووسط إفريقيا في عدة مجالات، مذكرا بانعقاد مؤتمر من مستوى عال في موضوع "الصناعات الثقافية والتنمية بإفريقيا" ضم أحد عشر وزيرا ينتمون إلى المجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا، ووزراء ومسؤولين مغاربة ورؤساء مقاولات عمومية وخاصة. وأشار الوزير إلى أن هذا الاجتماع "شكل أيضا مناسبة لمناقشة عدد من النقاط يتمثل هذفها في التقدم بشكل جماعي نحو بلورة منظومة بيئية ثقافية تتيح للمقاولات الثقافية وضع إجراءات من شأنها تبسيط عمل دور النشر، باعتبارها عنصرا أساسا في مجال الكتاب". وأفاد الوزير بأنه، في أعقاب هذه الاجتماعات، تم الاتفاق على صياغة أرضية مشتركة بين المغرب ووسط إفريقيا مخصصة للمكنظومة البيئية التي ستعرض على وزراء بلدان المجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا. وذكر السيد الصبيحي بأنه تم عقد العديد من اللقاءات بين ناشري بلدان وسط إفريقيا واتحاد الناشرين في المغرب تهم الإجراءات التي من شأنها أن تسها إحداث سوق مشتركة للكتاب، و}هود تم القيام بها لتسهيل الشراكة بين المغرب ووسط إفريقيا، في مجال المطابع، والنشر المشترك، ووضع أرضية إلكترونية لناشري هذه البلدان وإجراءات ضريبية مشجعة من أجل تبادل أفضل للكتاب بالخصوص. ومن جهة أخرى، أبرز الوزير أهمية المعرض الدولي للنشر والكتاب الذي جعل من الممكن إحداث هذه الرابطة، باعتبارها "إجراء أساسا من شأنه أن يتيح للبلدان الصديقة في وسط إفريقيا العمل في فضاء أكبر من فضائها الجغرافي الوطني"، مشيرا إلى أنه بتوسيع هذه السوق، ستتمكن بلدان المجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا من التقدم نحو صناعة للكتاب ونحو إنتاج ثقافي يتيح هذا الانسجام بين ناشري هذه البلدان. ومن جهة أخرى، ذكر السيد الصبيحي بأن المغرب، على مدى هذه الاجتماعات، شاطر إرادته مواكبة بلدان المجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا وجعلها تستفيد من المظاهر الإيجابية لتجربته وخبرته حتى يصير من الممكن جعل الكتاب حاضرا في المجتمع، مشيرا إلى أن الكتاب حامل لقيم المواطنة، والانفتاح على العالم، والعيش المشترك والتعايش . وأكدت الرئيسة المؤقتة لرابطة ناشري وسط إفريقيا، سيلفي نتسام (الغابون)، من جانبها، أن أهداف هذه الاتفاقية تتمثل في حث ناشري وسط إفريقيا على العمل معا من أجل إشعاع مجال النشر والتدبير المشترك للقضايا المتعلقة بهذا القطاع. وقالت إن "الأمر يتعلق بحدث سعيد في مسلسل بدأناه منذ وصولنا إلى المغرب"، معربة عن سعادتها بملاحظة أن الجميع له الانشغال ذاته والشعور ذاته بخلق انسجام بين ناشري وسط إفريقيا وتطوير صناعة الكتاب. ومن جهة أخرى، أشارت السيدة نتسام إلى أنه توجد العديد من المشاكل في إفريقيا في هذا المجال، مؤكدة أن "التجربة المغربية ستساعد بلدان وسط إفريقيا على التقدم إلى الأمام من أجل النهوض بصناعة الكتاب". وأضافت أن هذه الرابطة تجعل من بين مهامها تجميع الدينامية الوطنية في مجال النشر بهذه خلق انسجام في المنطقة، وتأمين سريان والنهوض بالكتاب من خلال تنظيم معارض ، وصالونات، وقوافل وإحداث مكتبة افتراضية. وتهدف الرابطة أيضا إلى تشجيع مهنية الناشرين عن طريق تكوينات خاصة، والقيام بملاءمة دور النشر مع المعايير الدولية، وإحداث جائزة أدبية لرابطة ناشري وسط إفريقيا وتنظيم أعمال متشاور بشأنها بتعبئة الموارد من أجل تمويل أنشطة مرتبطة بالنشر. شارك في حفل توقيع بروتوكول إحداث الرابطة الناشرون المنتمون لبلدان المجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا، ونظراؤهم المغاربة. يذر بأن المجموعة تضم كلا من الغابون وأنغولا والكامرون وجمهورية إفريقيا الوسطى والجمهورية الديموقراطية للكونغو، وغينيا الاستوائية ورواندا وساوتومي وبرنسيب والتشاد.