مشاركة 51 بلدا و270 عارضا بحضور 13 وزيرا للثقافة من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا وزير الثقافة يعلن عن بدء العمل بالصيغة الجديدة لدعم قطاع الكتاب والنشر أكد وزير الثقافة محمد الأمين الصبيحي على أن الدورة العشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب التي ستنطلق فعالياتها ابتداء من 13 فبراير الجاري وتستمر إلى غاية 23 منه، تواصل تكريس وتعميق شعار «لنعش المغرب الثقافي» الذي يعتبر بمثابة التزام قطاعي من الوزارة لمواصلة تنفيذ الأوراش الكبرى المفتوحة في مجالات الكتاب والتراث والفنون وبلورة مشاريع متزايدة للتنمية الثقافية. كما أن هذا الشعار – يضيف الوزير خلال الندوة الصحافية التي عقدها صباح أمس بالمكتبة الوطنية بالرباط- يشكل دعوة لكل الفاعلين الثقافيين للانخراط في المقاربة التشاركية التي تنهجها الوزارة من أجل تقويتها بالرأي الرصين والمبادرة الخلاقة. وأشار الصبيحي كذلك إلى أنه على غرار الدورات السابقة، سيتميز افتتاح هذه الدورة بتسليم جائزة المغرب للكتاب، هذه الجائزة التي ما فتئت الوزارة توليها عناية خاصة، كما تشهد بذلك المراجعات الإيجابية التي خصتها بها الوزارة لملاءمتها مع مستجدات الحركية الثقافية. وتناول الوزير الأهمية التي تكتسيها الدبلوماسية الثقافية على صعيد تقوية العلاقات بين البلدان وترسيخ أوجه التعاون بينها، حيث أشار إلى أن هذه الدورة تستقبل كضيف شرف المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا المكونة من خمس عشرة بلدا، وأن ثلاث عشرة وزيرا للثقافة في حكومتها أكدوا حضورهم الشخصي رفقة وفودهم الثقافية، فيما سيمثل بعض المسؤولين والفاعلين الثقافيين البلدين المتبقيين، بالإضافة إلى ممثلين عن رئاسة المجموعة التي ترتبط بعلاقات حيوية وتاريخية مع بلادنا، «ومن شأن استقبالنا الثقافي لهذه المجموعة أن يعزز الحوار المتعدد والمتواصل معها، مثلما سيتيح لجمهور المعرض التعرف مباشرة على بعض أبرز رموزها الفكرية والإبداعية والمهنية». يؤكد محمد أمين الصبيحي. وتحدث الوزير بعد ذلك عن المؤشرات المتعلقة بهذه الدورة، حيث أشار إلى أن المعرض سيعرف مشاركة 270 عارضا مباشرا و522 عارضا غير مباشر، بالإضافة إلى عدد هام من المؤسسات الثقافية والجمعيات والمراكز والسفارات والملحقات الثقافية الأجنبية، كما يبلغ عدد الدول المشاركة 51 بلدا، مما يؤشر على ارتفاع نسبة المشاركة قياسا بالدورة السابقة. وبخصوص مؤشرات البرنامج الثقافي المواكب لهذه الدورة، أكد الوزير على أنه سيتم تنظيم أكثر من 100 نشاط ثقافي، أي بمعدل 10 أنشطة في اليوم، موزعة على ثلاثة فضاءات، سيلتقي زوار المعرض فيها بنخبة من المحاضرين والأدباء والمفكرين، يناهز عدد المغاربة منهم 340، فيما يبلغ عدد العرب منهم والأجانب 75 متدخلا. وتتضمن هذه الفعاليات الثقافية محاضرات وموائد مستديرة وندوات موضوعاتية وتوقيع إصدارات جديدة وقراءات أدبية ولقاءات مع مبدعين شبان واستحضار لأسماء ثقافية راحلة، كما تتضمن فضاء للطفل، على غرار كل سنة، للاحتفال بأنشطة تحفز الصغار واليافعين على القراءة والإبداع. واغتنم الوزير هذه المناسبة للإعلان عن بدء العمل بالصيغة الجديدة التي اعتمدتها الوزارة لدعم قطاع الكتاب والنشر في إطار الورش الكبير الذي بلورته لدعم الصناعة الثقافية بوجه عام في شكل عروض مشاريع، وهو الورش الذي يهم، علاوة على الكتاب والنشر، قطاعات الموسيقى والفنون الكوريغرافية والمسرح والفنون التشكيلية والبصرية، والذي سيتم تنزيل مقتضياته الجديدة للدعم في إطار قرارات مشتركة بين وزارة الثقافة ووزارة الاقتصاد والمالية. وفي هذا السياق تخصص الوزارة ضمن ميزانيتها للسنة الجارية دعما خاصا للمشاريع الثقافية في قطاع الكتاب والنشر بغلاف مالي يقدر بعشرة ملايين درهم، تتوزع على سبعة مجالات يستفيد منها الكتاب والناشرون والمقاولات والجمعيات والمكتبات في شكل عروض ومشاريع. والمجالات السبعة المستهدفة بهذا الدعم هي: نشر الكتاب، نشر المجلات الثقافية، إطلاق وتحديث المجلات الثقافية الإلكترونية، المشاركة في معارض الكتاب الوطنية والدولية، مشاركة الكتاب المغاربة في إقامات المؤلفين، إحداث وتحديث وتنشيط مكتبات البيع، القراءة العمومية والتحسيس بها. ومن بين التساؤلات التي طرحت على الوزير خلال هذه الندوة الصحافية، عجز بعض الناشرين السوريين عن الحصول على التأشيرة للحضور إلى المعرض بسبب ظروف الحرب، حيث أوضح أن دور الوزارة في هذا الشأن يتمثل في إعلان فتح باب المشاركة في المعرض، ودراسة طلبات المشاركة من طرف لجان متخصصة للنظر في مدى تطابقها مع دفتر التحملات لأجل تسهيل المشاركة، أما مسألة منح التأشيرة فالوزارة غير مسؤولة عن ذلك، إلا أنها ستقوم ببعض المساعي لحل هذا المشكل. وحول مدى الاستفادة من حضور وزراء الثقافة لحكومة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا في هذه الدورة، أوضح الأمين الصبيحي أن وزارته ستسعى لتوقيع اتفاقيات تعاون في المجال الثقافي مع هؤلاء الوزراء، مع العلم أنه لأول مرة في تاريخ المعارض سيتم استضافة ثلاثة عشر وزيرا للثقافة.