قال محمد الأمين الصبيحي وزير الثقافة، إن تنظيم الدورة 18 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، تحت شعار «وقت للقراءة: وقت للحياة» يأتي ضمن إسهامات المغرب في إضافة الوعي وإنتاج القيم وتوطيد الذاكرة الثقافية والفردية والجماعية، ويشكل لحظة دالة في تعزيز الهوية ونشر المعرفة وتنوير العقول. وأشار خلال ندوة صحفية أمس بالرباط، أن الهدف من خلال هذه التظاهرات هو بناء مجتمع تنموي تعتز طاقاته بالانتماء لهويتها المغربية. وأضاف الوزير، أن المعرض الذي ستعطى انطلاقته الرسمية هذا اليوم وسيكون مفتوحا في وجه الزوار غدا الجمعة، من شأنه أن يقيس مدى تأثيره المباشر في توسيع مجال القراءة والمعرفة ببلادنا لتجاوز النظرة النخبوية الضيقة للمسألة الثقافية، مبرزا أنه عازم على تسطير سياسة جديدة للقراءة والكتاب تشكل المكتبات والخزانات العمومية أحد أعمدته الأساسية. وأجمع أهم الخطوات التي سيعكف على تنزيلها لتجاوز «أزمة»القراءة، في العمل على تسطير وبلورة مخطط وطني، يسعى إلى تمكين كل الجماعات الترابية والمحلية من خزانات تستجيب للطلب المحلي، والعمل على تأسيس شبكة للخزانات المحلية والجهوية تقودها المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، وتطوير برامج العمل بقوافل الكتاب في المناطق النائية، مع صيانة وتجهيز وتأطير الخزانات القائمة، والعمل على جعل المعرض الدولي تتويجا لمعارض جهوية بمواعيد قارة تقام طيلة السنة بمستوى متقدم، إلى جانب العمل عبر اتفاقيات شراكة مع كل من وزارة التربية الوطنية ووزارة الشباب على إدماج الخزانات المدرسية في القاعات المدرسية، ووضع آليات لدعم الكتبيين الساهرين على توزيع الكتاب في المدن والأحياء، ثم وضع تصور جديد في مجال التكوين المستمر للارتقاء بمهن الكتاب والنشر. من جهة أخرى، أوضح المتحدث، ردا على أسئلة الصحفيين بمقر وزارة الثقافة، أن تغيير الحكومة وتنصيب حكومة عبد الإله بنكيران كانت وراء التأخير في إعداد برنامج المعرض الدولي للنشر والكتاب. وقدم الوزير خلال الندوة البرنامج الثقافي الموازي للمعرض، الذي سيعرف تنظيم أزيد من 112 فعالية ثقافية، وأكثر من 140 نشاطا في فضاء الطفل، تعالج عشر محاور، وهي التنمية المستدامة والمواطنة وذوي الاحتياجات الخاصة، والتعايش وصناعة الكتاب، فضلا عن التراث والآثار والعلوم والقراءة، ثم الموسيقى وفنون تشكيلية. وستتناول محاور الندوات واللقاءات والموائد المستديرة التي ستنظم في إطار الفعاليات الثقافية المواكبة للمعرض، وفقا لما ورد في بلاغ الدورة، روح وأجواء المرحلة المتقدمة في المسار الديمقراطي التشاركي، الذي يصنع بفضله المغرب استثنائه وخصوصية تجربته، وستتطرق في ثلاث ندوات إلى التحولات التي يعرفها العالم العربي في ظل الربيع العربي، ثم مواضيع أخرى تتعلق بالسياسة والاقتصاد والعلوم الاجتماعية، وندوات تنظمها المملكة العربية السعودية ضيف شرف دورة هذه السنة. يذكر، أن المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء الذي تنظمه وزارة الثقافة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، مستعد لاستقبال أزيد من 600 ألف زائر، سيشارك فيه حوالي 706 ناشر، موزع بين 267 عارض مباشر و439 عارض ممثل. وخصص القائمون على المعرض لأول مرة موقعا إلكترونيا يتيح إيصال المعلومة، واستقبال الردود والتعليقات والآراء، كما ستعرف الدورة تقليدا من تقاليد معارض الكتاب، وهو «اليوم المهني» يوم الاثنين 13 فبراير، الذي سيطرح بحضور مهنيين وخبراء القراءة والمكتبات أسئلة حيوية فيما يتصل بشؤون الكتاب والنشر و التوزيع والقراءة، فضلا عن تقديم عروض اقتراحية، تساهم في تجاوز أزمة الكتاب والمقروئية.