مدير الكتاب حسن الوزاني لبيان اليوم: البرنامج الثقافي للمعرض سيساير الربيع العربي وقع الاختيار خلال الدورة القادمة من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء،المزمع عقده خلال الفترة الممتدة من تاسع إلى تاسع عشر فبراير الجاري، على المملكة العربية السعودية لتكون ضيف الشرف، حيث سيكون هناك حضور وازن لمثقفيها وأدبائها ودور نشرها، مما سيسمح بتعميق المعرفة بثقافة هذا البلد التي ما فتئت تكتسب إشعاعا في مختلف المجالات. وبالمناسبة، أوضح مدير الكتاب بوزارة الثقافة حسن الوزاني لبيان اليوم، أن الرهان الكبير يتمثل في أن تكون هذه الدورة في مستوى الإشعاع الثقافي المغربي، وأن تكون كذلك عند حسن انتظارات القارئ المغربي أساسا، مع الأخذ بعين الاعتبار مختلف متطلباته المعرفية. وأشار مدير الكتاب حسن الوزاني كذلك في هذا التصريح الذي أدلى به لبيان اليوم، إلى أن البرنامج الثقافي الرسمي للدورة الثامنة عشر للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء، سيكون متنوعا، من خلال التعاون القائم بين الوزارة ومجموعة من المؤسسات الثقافية الوازنة، من قبيل اتحاد كتاب المغرب، وبيت الشعر في المغرب، والائتلاف المغربي للثقافة والفنون، وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني، التي تعد شريكا أساسيا في تفعيل حقلنا الثقافي. وأكد الوزاني بهذا الصدد، على أن هذه الدورة، ستعرف احتفاء بارزا بالكاتب المغربي، أخذا بعين الاعتبار أن هذا المعرض ليس معرضا للبيع ولترويج الكتاب فقط، بل هو أساسا معرض احتفائي، يروم إعادة الاعتبار للكاتب المغربي. وتحدث الوزاني في هذا الإطار بلغة الأرقام، حيث ذكر أن ما يناهز 200 كاتب مغربي ستكون لهم مساهمة فاعلة في البرنامج الثقافي للمعرض، كما أن هناك ما يربو على 60 أديبا ومفكرا عربيا وأجنبيا، وجهت لهم الدعوة للمساهمة في فعاليات المعرض. وأوضح كذلك أن البرنامج الثقافي الذي سطرته وزارة الثقافة بهذه المناسبة، يساير التحولات التي عرفتها الساحة العربية خلال المدة الأخيرة، حيث ستقام ندوات حول هذه التحولات في ارتباطها بالشأن الثقافي، كما ستقام ندوة حول موضوع: الربيع العربي في منظور الآخر، بمساهمة أدباء ومفكرين عالميين. كما لفت الوزاني الانتباه، إلى أن المعرض سيكون منفتحا بشكل قوي على فئة الشباب، حيث ستكون هناك لقاءات يومية، تدور محاورها حول قضايا تهم هذه الفئة، من قبيل: الاعلام، السياسة، الدين، وما إلى ذلك. ولم تغفل الدورة، كما جرت العادة بذلك-يضيف حسن الوزاني- البرامج الخاصة بالطفل، وأيضا ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تم إعداد مواد تنشيطية متنوعة، ومختبرات وورشات، تهم هذه الفئة. ومن بين المبادرات التي تعرفها هذه الدورة، لأول مرة في تاريخ المعرض، إحداث موقع إلكتروني للتواصل مع الزوار، وهو يشتمل على قاعدة بيانات، تضم ما يناهز سبعين ألف تسجيل لعناوين الكتب المعروضة ومؤلفيها وأروقتها، حيث سيكون بالإمكان الاطلاع عليها عن بعد، وهو ما من شأنه تيسير الاستفادة من هذه التظاهرة. وتطرق الوزاني في هذا التصريح كذلك للحديث حول الخلاف القائم بين الوزارة والجمعية المغربية للناشرين، في ما يخص ظروف تسيير المعرض وأكد على أن هذا الموضوع أخذ حجما أكبر مما يستحقه، وأنه كان للوزارة لقاء مع هذه الجمعية، وأنه تم الحسم في مجموعة من النقاط، وهي أن تغيير الوتيرة الزمنية للمعرض، تعد خطا أحمر، وأنه لا تراجع عن الانتظام السنوي لإقامة هذه التظاهرة الدولية، مع العلم أن بلدنا بحاجة إلى أكثر من معرض في السنة الواحدة. أما بخصوص الخيمة التي يتم إقامتها خارج القاعة الرئيسية للمعرض، والتي كانت بدورها موضع خلاف، على اعتبار أنها تشكل منافسة غير مشروعة، أوضح أن هذا الإشكال تم الحسم فيه، وأنه تم الاقتناع بين مختلف الأطراف المعنية، بأن هذا الفضاء مكرس بالأساس للأروقة الخاصة بمكونات المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية الجامعية، وأن ذلك بالتالي لا يشكل تنافسا مع دور النشر، وأكد على أن هذه الدورة لن تعرف مقاطعة من طرف الجمعية المشار إليها آنفا. وتطرق بعد ذلك مدير الكتاب، إلى الموضوع المتصل بالتدابير التي باشرتها وزارة الثقافة للنهوض بواقع النشر والقراءة ببلادنا؛ فأوضح أن هناك وعيا داخل الوزارة، بأن القراءة هي مسألة مجتمعية، تهم مختلف الفاعلين في قطاعات حكومية متعددة، من قبيل وزارة التربية والتعليم، وغيرها، إلى جانب مكونات المجتمع المدني، وأن البرنامج الجديد للحكومة، يروم في هذا الإطار العمل على الجانب التشاركي وأيضا سياسة القرب، من خلال توسيع شبكة القراءة العمومية وتقويتها، من حيث البنيات التحتية، وهو ما سيساهم في الرفع من أداء المكتبات، وبالتالي سيساهم في خلق القارئ، مع الأخذ بعين الاعتبار –يضيف مدير الكتاب- أنه لا يكفي دعم الناشرين لخلق نهضة في ما يخص الإقبال على القراءة، بل لا بد من خلق القارئ أولا، من خلال الاهتمام بحاجياته المتعددة. وفي سياق اختيار المملكة العربية السعودية ضيف شرف هذه الدورة، تجدر الإشارة إلى أنه كان قد تم التمهيد لهذا الحدث الاحتفائي باستقبال وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي لسفير المملكة العربية السعودية المعتمد بالرباط الدكتور عبد الرحمان البشر، حيث تناولت المباحثات عدة محاور للتعاون الثقافي بين البلدين. وكان الوزير قد عبر عن تثمينه للمشاركة الوازنة للكتاب والمبدعين ودور النشر السعوديين في فعاليات الدورة الثامنة عشر للمعرض الدولي للكتاب والنشر، وهو الحضور الذي يؤكد الإرادة المشتركة القوية لتعزيز وتقوية أواصر الصداقة والتعاون بين الجانبين، عبر حضور ثلة من مثقفي ومفكري المملكة العربية السعودية في هذه التظاهرة الثقافية الكبرى. وأبدى الطرفان رغبتهما الأكيدة لتكثيف المزيد من الجهود في المجال الثقافي ليكون في مستوى العلاقات المتميزة التي تجمع البلدين الشقيقين.