هل تدفع تداعيات الجفاف هذا العام المغرب إلى تحطيم رقم قياسي في استيراد القمح؟ سؤال نطرحه على ضوء خلاصة التقرير الذي أصدرته مؤخرا وزارة الفلاحة الأمريكية، والذي يفيد بأن تداعيات الجفاف وشح التساقطات المطرية ستسهم في رفع واردات المملكة من القمح إلى مستويات لم يسبق له أن لجأ إليها منذ نصف قرن. لغة الأرقام التي استند إليها التقرير تقدر حجم هذه الواردات، التي يرتقب أن تكون قياسية في نظر معديه، بنحو خمسة ملايين طن خلال موسم 2012- 2013، وهي الكمية التي ستشكل زيادة بحوالي مليون و800 ألف طن مقارنة بالحجم المنتظر استيراده خلال الموسم الفلاحي 2011-2012. وكالة الأنباء الفرنسية، أفادت في هذا الصدد بأن واقع شح التساقطات المطرية بالمغرب سيضعف من قدرته على إنتاج القمح، وهي الإكراهات التي يرتقب أن تخفض من قدرة المملكة على إنتاج هذه المادة إلى حدود 2,3 مليون طن، مقابل ستة ملايين سنة قبل ذلك. وفي حالة ما إذا تأكدت هذه الأرقام التي تؤشر على تراجع المحصول الوطني من القمح، يضيف الخبراء المشرفون على إعداد هذا التقرير، فإن المغرب سيلجأ إلى استيراد كميات قياسية من هذا المنتوج الغذائي، الأمر الذي سيجعله سابع أكبر بلد مستورد للحبوب في العالم بعد كل من مصر والإتحاد الأوروبي والبرازيل وأندونيسيا والجزائر واليابان. التقرير الأمريكي لم يغفل الإشارة إلى المواطن المحتملة لتزويد المغرب بحاجياته الداخلية من القمح، حيث وضع اليد على السوق الفرنسي الذي يعد الجهة الإستيرادية الأولي للمملكة بقرابة ثلثي وارداته الإجمالية من هذه المادة، متبوعا بالولايات المتحدة والأرجنتين، الدولتان اللتان تزودان المغرب بشكل متساوي بحصة 18 في المئة من إمجموع حاجياته الإستيرادية من القمح سنويا، وزارة الفلاحة الأمريكية، وبعدما دكرت بالمرحلة الصعبة التي يمر منها الفلاحون المغاربة جراء سوء الظرفية المناخية، أشارت إلى أن المغرب يعتبر أكثر البلدان المستوردة للقمح في العالم، وذلك بحوالي 258 كلغ للفرد سنويا.