كثر الحديث هاته الأيام عن الشباب ومشاركته في العمل السياسي ومشاركته أيضا في الإستححقات المقبلة، الكل يتحدث عنه كالحديث عن العروس يوم زفافها، الكل يتدخل إعلاميا باسم الشباب و لو كان يبلغ من العمر الستين! الكل كذلك يلوم الشباب وعزوفه عن السياسة في حين السياسة هي من تعزف عنه من خلال الأنشطة الحزبية التي تكثر فقط عند قرب الانتخابات ! الجميع ينادي بإعطاء الفرصة للشباب من أجل إثبات ذاته في المرحلة المقبلة حتى أسماها البعض بمرحلة مغرب الشباب ! استيقظت هذا الصباح أصبحت و الصباح و الملك لله، فنظرت مباشرة إلى المرآة فوجدت أنني أحمل ملامح شاب، فحملت بطاقة هويتي الوطنية فوجدت أنني سأكمل عقدي الثالث من عمري بعد أيام قليلة، و قلت في نفسي سأرسل رسالتي هاته إلى أولئك الذين يتحدثون عن الشباب فكتبت: أنا شاب مغربي أتسأل هل ليس من حقي أن تضم لوائحكم الوطنية والمحلية إسمي إن كنت حقا مؤهلا لذلك، بدون وساطة و محسوبية و زبونية بدون علاقات تربطني بمسؤولي الحزب ! أتسأل عن جدوى تلك تحالفات حزبية بنفس الوجوه تحالفات على شكل "هولدينغ" لا نراه إلا في ميادين الإقتصاد وتسيير المقاولات ! أطلب من أحزابكم أن تعترف بسني، بمستواي الاجتماعي، بنسبي الذي لا يبتدأ ب " بن" و لا يحتل في بورصة الأسماء مكانة ! أنا شاب مغربي، أبحث عن أمين عام لحزب يشبه سنه سني، ويتنمي إلى جيلي له حساب على "msn" و يتواصل فايسبوكيا ! أبحث عن بصيص "شباب" بين المجلس الجماعي للمقاطعة الحضرية التي أتنمي إليها و مجلس المدينة الذي يسير شؤون مدينتي ! أبحث عن نصف ملعقة صغيرة من "الشباب" في مسؤول عن دار شباب الحي الذي أقطن به ! أبحث عن يوم في الشهر، في السنة، في خمس سنوات إستدعى مسؤولي الشأن المحلي في حينا، شبابه ليناقشون همومه، أماله، أفكاره الجديدة ومقترحاته وأشيائه ! أنا شاب مغربي بحثت عن تفسير لمقولة " عزوف الشباب عن السياسة" في كتب تفسير الأحلام السياسية فوجدت فقط أحزابا سياسية تكتفي بالتنديد و الإستنكار لأحداث أليمة تقع و تهلل و تبارك لفوز المنتخب الوطني ولأعمال أخرى لم تنجزها قط !