بعدما احترقت احلام الصبا بمحراث الحياة و تاهت افكارنا بحواري و ازقة الحياة وانكسار ظهرنا بين ايادي آلة الزمن ، بحثنا طويلا عن مخرج عن فرحة عن طيف او ضوء خافت نتلمس به طريق النجاة فكان الحلم . حلم الحياة ، حلم المغاربة ، حلم يقوده نبراس منير يحمله شخص امين ، شاب يحمل احلامنا و آهاتنا و كل توسلاتنا للفضاء ، للعالم اجمع كي يسمع ، انا نحن هنا ... من أولائك الباحثون عن التغيير ، من أولائك الغير راضون على مغرب اليوم ، من دعاة 20 فبراير ، من هي هاته الحركات الشبابية التحريرية من قيود العجزة و الرجعية العتيقة ، الطامحة لمعانقة ملك شاب يسعى لبناء مغرب الغد .. ثم من حاربهم في مواقعهم و بقعهم الحربية ، من صنع الاكاذيب لكسر عزيمتهم و ولجم صوتهم المبحوح وسط جدران النسيان .؟ وماذا اقترف شباب 20 فبراير من جرم كي يحاربوا ، اولم تبدع الاحزاب و قبلها الحكومات لاشراك الشباب في سياساتهم و مخططاتهم الحكومية و الحزبية ، او لا تهلل الاحزاب و الاذاعات و السلطات المحلية في سبيل مشاركة شبابية في الانتخابات اكانة فاعلة ام فاشلة ، الم تهلل كل الاحزاب و على رأسها المصباح للفساد و استعدت لمواجته ، اوليس هؤلاء من الشباب الطامح لمحاربة الفساد و الطامح ايضا للمشاركة الفعلية في بناء المغرب . اوليس من خرج متظاهرا يوم 20 فبراير طامحا للتغيير ، طامحا للبناء ، راغبا في عالم افضل و مغرب اجمل ..لكن كان لاحداث العرائش و طنجة و القصر الكبير و صفرو وفاس و الحسيمة وغيرها الاثر الكبير على احلام شباب رسموا صورة باقلام الرصاص ، لكن سرعان ما تحولت لدمار صبغ الوان الفرح و الامل بالاسود القاتم ولبست مدننا ثوب الالم . خرجنا يوم 20 فبراير نساءا و شبابا وبنينا و شيوخا لنسمعكم صوتنا المبحوح ، صوت التغيير المغربي ، صوت الفلاح و العامل صوت الطلبة و التلاميذ صوت المعلم و الامي ، تحت اسم واحد // مغرب الغد// نعانق لونين فقط لا اختلاف حولهما وكتبنا // دمنا لارضنا //لكن يبدو ان حلم السنين و امال الملايين نسفت بأيدينا، ابناؤنا ، شبابنا ، ابناء المغرب او بلطجية المغرب ، من أين جاؤو لاغتيال الاحلام و تحويلها لرماد يستعصي كنسه عن جدران التاريخ . بالعرائش صنع الامل للمغرب ككل ، اصدقاء و اخوة و استاذي و جاري و حتى بقال الحي ترك دكانه الصغير ، شباب ، شيب و نساء حضرن يبغين المشاركة ولو كانوا واقفين ،شعارات و نغمات الالفة بين تيارات العرائشين ، ولأول مرة تلتحم الاسرة العرائشية دونما حساسيات حزبية او منفعية على هدف واحد // هذا صوتنا ....هل وصلكم // لكن وبغفلة من طالبي امل التغيير ، صبغت العرائش بلون الدم وتحول الاحد التغيير الى الاحد الاسود ، ابناؤنا شبابنا ، بل اطفالنا دمرت حلم السنين ... هذا لا يعني فشل العرائش او المغرب في طلب التغيير او رسم لوحة الغد او ربما ان المغاربة لا يحتاجون لمثل هذه المواعيد الاقليمية لصنع التغيير او لربما لم نحسن استغلال وعود التاريخ ، لكن استطاع شبابنا رسم لوحة جديدة وربما خلق دينامية فكرية وسياسية جديدة حول الملكية و البرلمان و الدستور و اظهرت بحق قيمة الاحزاب الكرتونية حتى المعارضة منها . والاكيد ان السنين ستحمل الجديد و ربما الايام ، حتى نعي معنى الشباب و معنى الوطن واساس التغيير او ربما نمتلك في ذاك الحين فرشاة و بعض الالوان و نرسم حلما زاهيا لكل انسان ، ونفهم معنى الاحلام وكيف تحقق الاحلام وان الحلم ليس حرام و ان التعبير حق وان الامل في مغرب افضل ليس سرابا و ان المصيبة ان نخون انفسنا و نحب عيشتنا و نعلن رضانا و خنوعنا واننا شعب عبيد للكرامة والتحرر من الفساد لا نريد ..