نظمت أسبوعية (الرهان)بالتعاون مع (مركز الديمقراطية)، مؤخرا بالرباط، ندوة سياسية حول موضوع:"علاقة الشباب بالسياسة في المغرب: عزوف عن السياسة أم السياسي?". وذكرت الأسبوعية في عددها الأخير أن هذه الندوة التي شارك فيها، بالخصوص، فاعلون من المجتمع المدني وشبان من مختلف التوجهات والانتماءات السياسية والمدنية، وآخرون غير مؤطرين، شكلت مناسبة لفتح نقاش شبابي للوقوف على أسباب استفحال ظاهرة عزوف الشباب عن العمل السياسي. وحاول مدير الأسبوعية، أحمد جزولي، تشخيص الوضعية الراهنة للشباب المغربي من خلال خلاصات بعض الدراسات التي أنجزها (مركز الديمقراطية) والتي أكدت أن "الشباب يميلون إلى التأطير بالنظير أي التعامل في ما بينهم عوض التعامل مع الشيوخ، وهذه هي مهمة الشبيبات الحزبية التي تخلفت عن لعب هذا الدور بالنظر لسيادة المتقدمين في السن داخلها". وأكد جزولي أن "بنية الاستقبال داخل الأحزاب السياسية عاجزة عن استقطاب الشباب لأنها جد كلاسيكية ولا تستجيب للتحولات الكبرى التي عرفها الشباب على المستوى الثقافي والتكنولوجي". من جهته، أشار رئيس المنتدى المغربي للألفية الثالثة، عبد الواحد الزيات، إلى أن النقاش حول العزوف السياسي حاضر بقوة داخل المجتمع رغم الإختلاف الموجود في تفسير الظاهرة، معتبرا أن الأحزاب السياسية تعاني من "مشكل تسويق ذاتها بين الشباب، وهو أمر يرجع إلى كون الأدوات التي تشتغل بها الأحزاب ما زالت تقليدية ولم تخضع للتجديد والملاءمة مع التحولات التي يعرفها المجتمع". ويرى رشيد البلغيثي، فاعل مدني وعضو المكتب الوطني للمنتدى المغربي للألفية الثالثة، أنه بالرغم من "الأعطاب الكبرى" التي تعرفها الأحزاب السياسية المغربية والممارسة السياسية بشكل عام، لا يمكن أن تلعب الجمعية دور الحزب كما لا يمكن للحزب أن يلعب دور الجمعية، باعتبار أن لكل منهما موقعه وآليات اشتغاله، مبرزا أنه "لا يمكن الحديث عن الديمقراطية دون مؤسسة الحزب كركن أساسي من أركانها". وتطرقت باقي المداخلات إلى مختلف المعيقات التي تعتري العمل السياسي والمتجلية، بالخصوص، في التشكيك في أهميته وجدواه، مشيرة إلى أن العزوف لا يشمل فقط الإنتخابات بل مجمل العملية السياسية، وذلك بالنظر إلى الصورة التي تكونت لدى الشباب حول مفهوم السياسة. وأوضحت المداخلات أن العزوف عن المشاركة السياسية "مرتبط بعطب في الجسم السياسي ككل"، معتبرة أن هذا الأخير "يفتقد لشروط المنافسة النزيهة وللتشويق الذي يمكن أن يجذب الشباب". وأشارت إلى أنه لا يمكن تحميل مسؤولية العزوف للأحزاب السياسية وحدها، وأنه يتعين الإلتحاق بالأحزاب والنضال من داخلها لتصحيح الإختلالات. وقالت إن هناك انحسارا في مجال الفرص المتاحة للعمل السياسي وهو ما دفع الشباب لإقتحام العمل المدني، موضحة أنه لا ينبغي أن يقع تضارب بين المجالين، لأنهما متكاملان بشكل كبير.