Ahdath.info في وقت، كشفت مصادر اعلامية اسبانية، عن استدعاء قاضي التحقيق بالمحكمة العليا الاسبانية بمدريد، لزعيم ميلشيات البوليزاريو ابراهيم غالي، وجدت الحكومة الاسبانية نفسها في وضع حرج، داخليا وخارجيا، بعد أن كانت قد استقبلت المعني بهوية مزيفة، حيث لقيت مواجهة كبيرة من لدن هيئات سياسية، جمعوية وحقوقية، من داخل البلاد وخارجها، تجعلها متورطة في هذا الموضوع، بغض النظر عن الحجج والادعاءات التي تروج لها الجهات الرسمية. فقد حاولت وزيرة الخارجية الاسبانية، سواء داخل البرلمان او خارجه في لقاءات صحفية تبرير سبب استقبال غالي، مؤكدة أن زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي يعالج في مستشفى إسباني. وكشفت الوزيرة الاسبانية ان المعني يتواجد منذ الأسبوع الماضي، عندما تم نقله إلى لوغرونيو (شمال إسبانيا) من الجزائر للعلاج من كوفيد19. ولم يفت الوزيرة الإسبانية ان تؤكد امام وسائل الإعلام، إن العلاقة بين إسبانيا والمغرب "عميقة ووثيقة" كما هو الحال بالنسبة للحوار على جميع المستويات. وان إسبانيا ملتزمة بالقانون، بما في ذلك الالتزام بالتعاون مع العدالة الاسبانية، فيما اذا كانت هناك تهم ابراهيم غالي. ووجهت الوزيرة بعدد من الأسئلة المحرجة، من طرف صحفيي بلادها، ومن بينها البيان الذي أعربت فيه الدبلوماسية المغربية عن "خيبة أملها" فيما يتعلق بالقضية، واستنكرت رسميًا موقف الحكومة الإسبانية. في ذات السياق، طالبت الرابطة الكنارية لضحايا الإرهاب (أكافيت)، من السلطات الإسبانية "بالقبض الفوري" على غالي بتهمة "قتل عمال كناريين" في الصحراء؛ واتهامه بأنه "المؤلف المادي والفكري الذي أمر بالرشاشات والاغتيالات وعمليات الاختطاف الجماعية والاختفاء لأطقم أعالي البحار الكنارية" بين عامي 1973 و 1986. وفي سياق الضغوطات التي تواجهها الحكومة الاسبانية، طالبت جمعية أصدقاء المغرب في الأرجنتينمدريد بوضع إبراهيم غالي خلف القضبان لارتكابه جرائم ضد الإنسانية وبتطبيق القانون القانون في حقه والقبض عليه. وفي رسالة إلى السلطة التنفيذية الإسبانية، عبر سفارتها في بوينس آيرس، ألقت الجمعية اللوم على حكومة مدريد بعد تلقيها معلومات عن وجود هذا "الهارب" من العدالة في الأراضي الإسبانية، بعد "دخوله إليها بجواز سفر جزائري مزور بهوية محمد بن بادوش، وهو ما يشكل بحد ذاته جريمة جديدة". وتفاجأ الجمعية من أن وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليس، تقدم "لأسباب إنسانية" للسماح بدخول الأراضي الإسبانية "مجرم مطلوب لدى السلطة القضائية الإسبانية لارتكابه جرائم ضد الإنسانية". وذكرت نفس الرسالة بكون المسمى غالي "مسؤول عن الهجمات على قوارب الصيد الإسبانية، وخطف وقتل المئات من طاقمها، وبعد سنوات، الاعتقال والتعذيب والاختفاء القسري للمواطنون الصحراويون المعتقلون ضد إرادتهم في المعسكرات الجزائرية بتندوف". ويشير المصدر نفسه إلى أن هذا الشخص مذنب أيضًا "باغتصاب خديجتو محمود محمد زبير في الجزائر العاصمة عام 2010. فيما يتعلق بكل هذه الجرائم، تطالب رسالة الجمعية من رئيس الحكومة الإسبانية، السيد بيدرو سانشيز، "احترام التقاليد الإسبانية التي تعتبر حقوق الإنسان عالمية وغير قابلة للتقادم، وعلى الفور أخذ الإرهابي إبراهيم غالي أمام المحكمة المختصة في جلسة الاستماع للرد على الجرائم ضد الإنسانية المنسوبة إليه". وفي محاولة لطلب ود المغاربة، ما فتئت وزيرة الخارجية الاسبانية غونزاليس لايا، تؤكد على "العلاقة الثنائية العميقة جدًا والوثيقة جدًا في الجهود التي يبذلها الاتحاد الأوروبي لتقوية علاقاته وعلاقاته مع المغرب" وحقيقة أن "هذه العلاقة ليست مجرد علاقة مع جار. علاقة مع شريك استراتيجي ونتعامل معها على هذا النحو" تقول المسؤولة الاسبانية. من جهة أخرى، طالبت جهات اسبانية ومغربية اخرى، من رئيس الحكومة الاسبانية، التسريع بتحديد تاريخ قريب لاجتماع اللجنة العليا المغربية الاسبانية والتي أجلت مرتين قبل الآن، فيما ينتظر ان يضغط المغرب لأجل ادراج نقطة تهم الصحراء المغربية، ضمن جدول عمل الاجتماع المرتقب قبل الصيف غالبا.