قبل أيام قليلة من تولي الكونغو الديمقراطية لرئاسة منظمة الإتحاد الأفريقي في قمة فبراير المقبل خلفا لجنوب أفريقيا، بدأت الجزائر تحرك بوصلتها نحو هذا البلد الإفريقي سعيا لجره نحو تحالفاتها المشبوهة، بعد أن فشلت مرحلة ترأس جنوب إفريقيا للمنظمة، في تحقيق أي نجاح لنظام الجزائر. الجزائر التي تضع قضايا الصحراء المغربية قبل قضايا الشعب الجزائري المطحون، قررت أن تستبق الأحداث، حيث قام رئيس ديبلوماسيتها أمس بزيارة لكينشاسا، يسبقه سعيه لتحقيق بعض الاختراق، وهو الذي مني مع حليفته جنوب إفريقيا على مدار الدورة المنتهية في تحقيق أي نجاح يذكر، بل كانت فترة ترأس جنوب إفريقيا للمنظمة الإفريقية، هي الأسوأ، لارتباطها لفترة اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء. مصادر إعلامية جزائرية قالت أن الرئيس الكونگولي، فيليكس تشيسيكيدي، أجرى الثلاثاء، مباحثات جمعته بوزير الشؤون الخارجية الجزائرية، صبري بوقادوم، الذي يقوم بزيارة لكينشاسا،إستعرضا خلالها العلاقات الثنائية بين البلدين والسبل الكفيلة بتعزيزها، بالإضافة للتداول وتبادل وجهات النظر حول عديد من القضايا و بالخصوص نزاع الصحراء الذي تطرحه الجزائر على طاولة دبلوماسيتها قبل القضايا الجزائرية. وأوضحت مصادر إعلامية أن محاولة الجزائر ترويج أطروحتها من نزاع الصحراء، إصطدم بالموقف المعبر عنه سلفا من طرف الكونگو الديمقراطية من خلال فتح قنصلية لها في مدينة الداخلة بتاريخ 19 دجنبر الماضي، وتجديد التأكيد على الإصطفاف إلى جانب المملكة المغربية ووحدتها الترابية. وكان الرئيس الكونكَولي، فيليكس أنطوان تشيسيكيدي، قد إستقبل بتاريخ 1 دجنبر الماضي بالعاصمة كينشاسا، محسن الجزولي، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، مرفوقا بسفير المملكة في الكونكَو، رشيد اغاسيم، حيث سلمه الوزير المنتدب رسالة من الملك محمد السادس، تتعلق بالعلاقات الثنائية المثالية بينهما والسعي لتعزيزها بشكل يتماشى مع رغبة قيادتي البلدين، وتوافق مواقفهما بخصوص القضايا الإقليمية والدولية وتنسيقها فيما يخص نزاع الصحراء وقضايا السلم والأمن في القارة الأفريقية.