على حرارة التصفيق كانت قد أنهت ما صدحت به حنجرتها، رافعة يدها منحنية لمن احتضنوها بحب وتشجيع، واستماع مَلِيٍّ.. غنت كل ما طلبه منها الجمهور، وعندما اختارت أن تؤدي ما أضافت إليه لمستها من تراث نافضة عنه غبار النسيان، بأدائه الرتيب الذي لا يقبل عليه الشباب، كانت أغنية خربوشة التي خلدت لقصتها مع القايد عيسى، قصيدة بحمولة تراجيدية أعادت إليها الفنانة سكينة فحصي الروح بإيقاعها الجديد، ونبرات صوتها الشجي.. سكينة فحصي ممدة على الخشبة كانت الابتسامة تطبع محياه الفنانة الجديدية، وهي على الركح فوق خشبة مسرح الهواء الطلق بمدينة آگادير، في الليلة الثالثة من سهرات مهرجان «تيميتار»، منتشية بالتجاوب الكبير الذي أبداه الجمهور الحاضر معها، فبادلت الحب والإقبال الجماهير بالإمتنان، عندما انحنت محببة، تخطو بخطوات خلفية، يظهر أنها تحت تأثير النشوة، نسيت ما يسود الركح من مطبات. تعثرت الفنانة سكينة فحصي في نهاية سهرتها بمكبر الصوت الموضوع أمام عازفي الفرقة ففقدت توازنها، لتسقط أرضا على ظهرها، هي التي نجحت في انتزاع تجاوب جماهير مسرح الهواء الطلق بعد أدائها للعديد من الأغاني التي أحيتها بإيقاع جديد، أو تلك التي تبقى من صميم ريبرتوارها الفني. سقوط بعد النجاح وبروح الدعابة حولت الفنانة سكينة فحصي سقطتها إلى نكتة عندما علقت بالقول "كاتوقع حتى في الدول العظمى"، وتردف "شاهد قبل الحذف.. فضيحة سكينة حفصي"... لكن الجماهير تلتي طربت لأغانيها ظلت التصفيق معلنة عن دعمها. وتعتبر «سكينة فحصي» من جيل الشباب من الفنانين، مواليد سنة 1993 بمدينة الجديدة، استطاعت التألق في أداء متعلقة أغان شبابية بحلة وإيقاع عالمي، هي التي كان أول ظهور لها سنة 2004 بإحدى المسابقات المحلية، لتشارك فيما بعد رفقة فرقة (Heat-Spirit) الشبابية بمجموعة من المهرجانات الوطنية، من قبيل: مهرجان وليلي بمكناس، مهرجان الشمس (Sun) بمراكش، كما شاركت بدورات لمهرجان جوهرة للمواهب بالجديدة. سقوط بعد النجاح ولم تقتصر المسيرة الفنية لسكينة فحصي على هذا، بل اختارت أن تطور أعمالها بالغوص في التراث وإعادة إحيائه روائعه، خاصة فن العيطة. منذ سنة 2016 استطاعت أن تتقاسم مع جمهورها إبداعاتها بالمشاركة في تظاهرة «فيزا فور ميوزيك»، كما بلغت النصف النهائي لبرنامج المسابقات «عرب گوت تالنت» الذي تمكنت عبره من إيصال كلماتها وألحانها إلى فئة واسعة.