من على خشبة مسرح الهواء الطلق، وفِي الليلة الثانية من اللقاء الذي غدا سنويا بعاصمة سوس الذي صادف ليلة الخميس، كان جمهور مهرجان «تيميتار» الذي تحتضنه مدينة آگادير على موعد مع نماذج فنية خاصة، قدمتها وجوه نسوية توسلت بقوة أصواتها وقدرتها على أداء مقامات غنائية تحفل بالمواويل وتميل إلى تجسيد ما تؤديه من مقاطع وأبيات بحركات تأخذ الأجساد في ترانيم تردد صداها في مسرح الهواء الطلق. ففي اليوم الثاني من سهرات «تيميتار»، كانت الجماهير السوسية وزوار المدينة من المصطافين، بمسرح الهواء الطلق، على موعد مع اكتشاف الموهبة الجزائرية التي كان أول ظهور لها انطلاقا من برنامج اكتشاف المواهب «ذو فويس» في نسخته العربية، الذي شاركت فيه بأداء أغنية «حرمتوبيك نواسي». الفنانة الجزائرية «سميرة براهمية» حتى وإن كانت من الوجوه الفنية الشبابية، إلا أنها استطاعت أن تجد لها موطئ قدم في الساحة الغنائية بقدرتها على أداء أغان من الريبرتوار القديم من الفن الجزائري خاصة أغاني الشيخة الرميتي، أو عبر نحت نموذجها الغنائي انطلاقا من إمكانات صوتها القوي. لكن المسيرة الفنية للمغنية «سميرة» لم تقتصر على مشاركتها في برامج الهواة، بعد أن صارت جزءا من المشهد الفني الجزائري في فرنسا، وازداد حضورها بشكل خاص بعد العام 2016 والشهرة التي لاقتها إثر مشاركتها ببرنامج «ذو فويس» فرنسا. غنت «إبراهيمة» لجمهور آگادير مِن الأغاني القديمة والجديدة، فشدت اهتمام من استهوتهم البرمجة الفنية لخشبة المسرح الهواء الطلق في اليوم الثاني من عمر النسخة الخامسة عشرة من المهرجان، ففضلوها على غيرها من الفضاءات. وبعد ممثلة الجزائر في المهرجان جاء دور نمط غنائي آخر حملته الفنانة «آمال المثلوثي» القادمة مِن تونس مطوقة بتجربة غنائية لا تقتصر على الأداء، وإنما تعمل صاحبتها على الاستفادة من تجاربها في مجال التلحين، ما جعل شهرتها تطبق الآفاق بعد أغنية «كلمتي حرة» التي سجلتها عام 2007، وصارت في زمن الربيع التونسي نشيدا لهذا الربيع، ما جعل المغنية آمال المثلوثي تلقب ب «صوت الثورة التونسية». أدت المثلوثي بتيميتار أشهر أغانيها، التي تمزج فيها بين الأنغام التونسية والموسيقى الالكترونية التي تمتح من تأثيرات الموسيقى الشرقية. وحتى الموسيقى العربية تجد نفسها في ما تقدمه آمال المثلوثي من أغان تبقى هي الوحيدة القادرة على أدائه وتجسيده بحركاته جسدها المتناسقة مع أنغامها، حيث شدت انتباه جماهير عاشقة للصوت القوي وللكلمة الرصينة المعبرة، التي تستطيع التجاوب مع دواخل المتلقي.