وضعت سويسرا تحديا كبيرا على الدورة ال14 للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب (سيام)، المقرر تنظيمها من 16 إلى 21 أبريل الجاري بمكناس. وذلك، بأن جعلت سويسرا، التي هي ضيف شرف الدورة، الابتكار شعارا لمشاركتها. وتعتزم سويسرا، واحدة من أكثر الاقتصاديات الدولية تنافسية، جعل خبرتها وتجربتها في مجال الابتكار الزراعي والتثمين الفلاحي في قلب الموعد الفلاحي الأكبر بالمغرب وإفريقيا علما أن هذا البلد الصغير مساحة يولي أهمية كبيرة للبحث العلمي والتطوير في مجال الصناعات الغذائية ويخصص لذلك أكثر من 180 مليار درهم، أي ما يعادل 3 في المائة من الناتج الداخلي الإجمالي . وهذا ما أكد عليه وأبرزه السفير السويسري المعتمد بالرباط، ماسيمو بادجي، خلال ندوة تم تنظيمها أول أمس الإثنين 8 أبريل 2019 بمقر إقامته للتعريف بالمشاركة السويسرية . وذلك،بحضور كل من الكاتب العام لوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، ورئيس جمعية المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، طارق السجلماسي، والمندوب العام للمعرض، جواد شامي، ورئيس غرفة التجارة السويسرية بالمغرب، سامي زريلي، ومجموعة من المستثمرين السويسريين ممثلي الشركات السويسرية المختصة في الصناعات الغذائية وغيرها من الصناعات المرتبطة بالمجال الفلاحي المشاركة في التظاهرة، ومن ضمنها تلك المستقرة بالمغرب. وأعرب السفير السويسري، ماسيمو بادجي، عن حماسة سويسرا في أن تكون ضيف شرف المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، معتبرا ذلك تتويجا لعلاقات "تاريخية متينة ومميزة بين المغرب وسويسرا . وهو شرف ومسؤولية في الآن نفسه" يقول الدبلوماسي السويسري. وأضاف المسؤول الدبلوماسي موضحا أن سويسرا هي شريك تاريخي للمغرب وتُعتبر من ضمن عشرة أكبر المستثمرين الأجانب في المملكة. إذ تجاوزت استثمارات سويسرا بالمغرب 5مليار درهم منذ 2014 . وزاد السفير السويسري أن الساهرين على التظاهرة الفلاحية الأكبر بالمغرب وإفريقيا " باختيارهم سويسرا ضيف شرف غامروا كثيرا بالنظر إلى أن بلدنا هو نموذج مغاير وخارج المعتاد في مايتصل سياسته الفلاحية " . وأوضح ماسيمو بادجي أن أكثر ما يميز القطاع الفلاحي ببلده الصغير، الذي تصل المساحة المزروعة فيه إلى 1064000هكتار بمعدل 25في المائة من مساحته الإجمالية، هو العصرنة والابتكار . وأشار بادجي، في هذا السياق، أن البحث العلمي في قطاع الزراعة والتنمية أتاحا الرقمنة، وتملك التكنولوجيات الحديثة لكن، مع التثمين المستديم للمجال الطبيعي والحفاظ عليه وصيانته. ولعل هذا الرهان تحديدا، ما يبحث عنه القائمون على المعرض الدولي للفلاحة بمكناس. وفي هذا السياق، قال رئيس جمعية المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، طارق السجلماسي، إن اختيار سويسرا ضيف شرف "لم يكن اعتباطا ". وذلك، بالنظر إلى أن نموذج سويسرا في مجال الزراعة ينطبق تماما مع تيمة المعرض في دورته ال14 : "الفلاحة رافعة للتشغيل ومستقبل العالم القروي". وزاد مؤكدا أن النموذج السويسري هو مصدر استلهام قوي. وذلك، بالنظر إلى أن سويسرا هي من بين البلدان التي نجحت في جعل عالمها القروي امتدادا طبيعيا لعالمها الحضري وتمكنت من خلق جسور التكامل بين العالمين مع جعل المجال القروي رافعة تنمية وتطور أكيدة للبلد ومجالا يخلق فرص الشغل للشباب ويضعه في قلب المستقبل . وسجل السجلماسي، في معرض توضيحاته، أن في سويسرا يشكل العالم القروي وسيلة للنهوض بالتشغيل، و لهذا السبب فإنها تشكل نموذجا يحتذى ومصدرا للاستلهام بالنسبة للكثيرين. علما أن دخل العالم القروي به يعد الأعلى عالميا. وفي نفس السياق، أشار المندوب العام للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، جواد الشامي، إلى أن سويسرا وبالرغم من توفرها على مساحة فلاحية متواضعة، إلا أن الفلاحة بها تعتبر قطاعا حديثا ومبتكرا، مضيفا أن الجناح السويسري في المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب 2019 سيستضيف، على حوالي 450 متر ا مربعا، عشرات المقاولات السويسرية، التي تعمل في العديد من القطاعات لتقديم خبراتها ونسج علاقات مثمرة مع المهنيين في القطاع الفلاحي بالمغرب. وعبر تقنية الفيديو، أكد كاتب الدولة السويسري في الفلاحة، مدير المكتب الفيدرالي السويسري للفلاحة، برنارد ليمان، إن مشاركة سويسرا كضيف شرف في الدورة ال14 للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، تشكل فرصة للنهوض بقطاع فلاحي مبتكر ويتجه نحو المستقبل. وأوضح كاتب الدولة السويسري أن المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب "يتيح لنا الفرصة للنهوض بفلاحة وأنظمة غذائية أكثر استدامة في الأبعاد الثلاثة الاقتصادية والبيئية والاجتماعية". وأضاف المسؤول الحكومي السويسري أن هذا المعرض يمثل، أيضا، مناسبة للاتحاد السويسري لتعزيز القطاعات الفلاحية والصناعات الغذائية المبتكرة والمستقبلية، مؤكدا أن يتعين على سويسرا والمغرب وكذلك المجتمع الدولي والفاعلين المنخرطين العمل معا وضمان مستقبل فلاحي مستدام للأجيال القادمة. من جانبه، رحب الكاتب العام لوزارة الفلاحة، محمد صديقي، بالمشاركة السويسرية معتبرا أنها تعكس طموح المغرب في الانخراط بقوة في سياسة التثمين الفلاحي والمجالي للنهوض بالعالم القروي وفق التوجيهات الملكية. ولفت، في هذا السياق، أن نموذج سويسرا هو مصدر استلهام أكيد بالنظر إلى أن اقتصاد البلد هو واحد من أكثر الاقتصادات تنافسية في العالم في ارتكازه على الابتكار والبحث العلمي. وأبرز صديقي أن المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب يشكل واجهة حقيقية للقطاع الفلاحي الوطنين وأنه فرض نفسه عبر توالي دوراته كحدث سنوي متميز ورائد بالنسبة للمهنيين وعموم الجمهور. وأكد أن المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، الذي يعد تظاهرة في الأجندة الفلاحية السنوية بالمغرب، وكذا في الأجندة الفلاحية الدولية، يشكل تجسيدا وواجهة لمخطط "المغرب الأخضر"الذي جعل منه واحدة من آلياته للتواصل والانفتاح وإشعاع الفلاحة المغربية، مضيفا أن هذا المعرض اكتسب سمعة ويعد من أكبر التظاهرات العالمية المخصصة للفلاحة وللفاعلين في القطاع الفلاحي. وتنطلق فعاليات الدورة ال14 للمعرض الدولي للفلاحة في المغرب بمكناس يوم 16أبريل لتستمر إلى 21أبريل 2019، وتحمل شعار :" الفلاحة، رافعة للتشغيل ومستقبل العالم القروي". ويمتد المعرض على مساحة 185000 متر مربع، بما فيها مساحة 95000 متر مربع مغطاة، ومن المنتظر أن يستضيف 1500 عارض يمثلون 60 دولة مشاركة، مع الرهان على استقطاب مليون زائر. وأما الرواق السويسري، فيمتد على مساحة قدرها 450متر مربع ويحمل شعار " سفارة متنقلة للفلاحة المستدامة" . وستشارك في المعرض ما يناهز 50مقاولة سويسرية مختصة ستعرض الخبرة والتجربة السويسرية في مجال الزراعة والتي تضع الابتكار والتكنولوجيا الحديثة في قلب التصنيع الفلاحي.