قال وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات عزيز أخنوش، أول أمس بمكناس، إن مقاربة "سلاسل القيمة" خيار استراتيجي لإدارة الإنتاج الفلاحي وتأهيل وعصرنة فروع الإنتاج. وأوضح أخنوش في كلمة تلاها الكاتب العام للوزارة، محمد صديقي، نيابة عنه، خلال ملتقى حول سلاسل القيمة المقاومة والمحركة للتنمية المحلية المستدامة، المنظم على هامش الدورة ال12 للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، أن هذا الخيار سيتبلور من خلال وضع إطار تعاقدي وشراكة بين الدولة والمهن الجماعية، بهدف ضمان الاندماج بين بداية ونهاية سلسلة القيمة الفلاحية للفروع، وتعزيز الاستثمار. وأضاف أنه تم منذ إطلاق مخطط المغرب الأخضر سنة 2008 إلى اليوم، التوقيع على 20 عقد برنامج بين الحكومة والمنظمات التي تمثل المهنيين بالنسبة للفروع الرئيسية للإنتاج، مبرزا أن هذه العقود تشكل خارطة طريق حقيقية لتطوير وتأهيل سلاسل القيمة المعنية. من جانبه، اعتبر ممثل منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) بالمغرب، السيد مايكل جورج الحاج، أن تعزيز الحوار بين القطاعين العام والخاص والتعاون بين الفاعلين في سلسلة القيمة أمر ضروري من أجل قطاع فلاحي أكثر قوة وإنتاجية بالمغرب. وفي هذا السياق، أبرز الحاج أن المنظمات البيمهنية تلعب دورا محوريا في وضع رؤية موحدة لتطوير وتنمية "قطاع فلاحي أكثر شمولية وإنتاجية"، مضيفا أنه بإمكانها توحيد جهود كافة الفاعلين في المجالات الرئيسية كالبحث والتسويق والاستشارة ونقل التكنولوجيا، والعمل مع السلطات العمومية بشأن السياسات القطاعية وتوفير خدمات مشتركة لأعضائها. وقال "إننا نعطي الكلمة اليوم للمقاولات العاملة بالقطاع الخاص والمنطمات البيمهنية التي تلتزم في مسار تنموي أكثر استدامة للفروع الفلاحية". من جهته، قال الكاتب العام للمركز الدولي للدراسات العليا في الزراعات المتوسطية السيد كوزيمو لاسيرينويلا، إن الفاعلين في القطاع الخاص، وكيفما كان موقعهم في سلسة القيمة، وبالنظر إلى تأثيرهم الاقتصادي والبيئي والصحي، باتوا شركاء لا محيد عنهم في التنمية المسؤولة والمستدامة. وفي هذا الصدد، أكد أن مخطط المغرب الأخضر ، يعد مرجعا يقترح مقاربة لفلاحة منظمة ومندمجة، مبرزا أن تطويره لاستراتيجية شمولية تأخذ بعين الاعتبار الاختلاف الكبير بين المناطق المسقية، وتركيزه على الإنتاج ذي القيمة المضافة العالية، أعطى ثماره ومكن من خلق حركية في القطاع. من جانبها، أبرزت مديرة مكتب البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بالمغرب السيدة ماري ألكساندر فيو-لابوري، العمل المنجز من قبل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار كشريك مؤسساتي مالي معترف به في مواكبة وتطوير القطاع الخاص، وخاصة قطاع الصناعة الغذائية". وقالت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن تدخلات البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية تشمل الرفع من سلاسل القيمة المضافة وتوفير المواكبة التقنية للتعاونيات من أجل تحسين جودة وتتبع منتجاتها. ويهدف هذا الملتقى، الذي ينظمه المركز الدولي للدراسات العليا في الزراعات المتوسطية ومنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة بشراكة مع وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، إلى تحليل استدامة سلاسل قيمة الإنتاج الفلاحي المغربي، وتلك الخاصة بالصناعات الغذائية، بالنظر إلى أثرها الاجتماعي والبيئي والاقتصادي على تنمية الصناعة الفلاحية بالبلاد. ويشكل هذا الملتقى الذي يجمع صناع القرار وممثلي مؤسسات مالية وفاعلين في قطاع الصناعة الفلاحية، منصة لتبادل الخبرات الناجحة في مجال القيمة الفلاحية والتنمية المستدامة، كما يسلط الضوء على المنجزات التي حققها مخطط المغرب الأخضر. و تحضر إيطاليا كضيف شرف للدورة ال12 للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، المنظم تحت شعار "النشاط التجاري الزراعي وسلاسل القيمة الفلاحية المستدامة"، باعتبارها البلد الفلاحي الثالث بأوروبا، والرائد العالمي في مجال الفلاحة المستدامة والبيولوجية.