منذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها منظمو ندوة ستتناول حسب عمهم حرية الصحافة في المغرب، ومنذ الإعلان عن طبيعة المشاركين، وعن نوعية المسار الذي ستتخذه هذه الندوة، كان واضحا أنها لن تنتهي على خير، وأنها اختارت السير فوق ميدان ملغم لن تكون نتائجه طيبة نهائيا ذلك بالتحديد ماوقع يوم الجمعة 15 فبراير عندما وجد منظمو هاته الندوة حول حرية الصحافة بالمغرب التي اختاروا لها باريس الفرنسية أنفسهم في مأزق مع الحاضرين للندوة الذين استفزتهم عديد الأشياء والمظاهر منذ لحظة الانطلاق الأولى، ومنذ أن فهموا أن الحدث كله مخصص للدفاع عن توفيق بوعشرين مدير نشر "أخبار اليوم" المتابع في قضية جنسية لا علاقة لها بالصحافة لا من قريب ولا من بعيد، ومنذ أن اطلع الحاضرون على أسماء من سهروا على لوجيستيك الندوة وتنظيمها، وبالتحديد على إسمي المعطي مونجيب والخديجة الرياضي باعتبارهما المحركين الأساسيين لهذه الوقفة التضامنية المقنعة مع بوعشرين التي اتخذت من موضوع حرية الصحافة ستارا كاذبا لها. الاستفزاز بدأ بطبيعة الحضور الموالي للجزائر والبوليساريو الذي احتضن الندوة التي أقيمت في قاعة مالطي بالدائرة الحادية عشر في العاصمة الفرنسية، وهو الحضور الذي كان يناهز الخمسين شخصا. حضور ابتدأ بكلود مانجان "صديقة الشعب الصحراوي" المزعوم و زوجة النعمة أسفاري المعتقل حاليا في المغرب لضلوعه في أحداث اكديم إيزيك، ومر إلى نيكول غانيي الصحافية الناشطة في البوليساريو والتي تشغل منصب الكاتبة العامة لجمعية أصدقاء البوليساريو بالإضافة إلى ميشيل دوكاسترناشطة البوليساريو التي سبق للمغرب أن طردها من أراضيه سنة 2004 والتي تشغل رفقة كلود مانجان مهام إدارة الجمعية الفرنسية للصداقة والتضامن مع الشعوب الإفريقية "أفاسبا" الندوة التي كان يفترض أن تسيرها روزا الموساوي إحدى صحافيات "لومانيتي" الأكثر عداء للمغرب والتي عوضها لعدم حضورها زميل جزائري لها في "لومانيتي" نفسها يسمى حسن رزوقي، عرفت أيضا حضور هشام المنصوري الذي قدمه المعطي مونجيب ذات يوم للرأي العام الوطني باعتباره صحافيا استقصائيا لم يقرأ له المغرب كله سطرا واحدا ذات يوم في مجال الصحافة هذا، ويعرف بأنه رجل تعليم فر من عمله وتورط في فضيحة جنسية تقترب إلى حد بعيد مما تورط فيه بوعشرين قبل أن يتدبر له مونجيب أمر اللجوء السياسي في فرنسا ويعيش مرتاحا هناك هذه النوعية من الحضور المعادي للمغرب والمنتصرة لأطروحات الجزائر والبوليساريو زادت من حماس خديجة الرياضي قليلا حين شرعت في الحديث إلى الحد الذي قال بعض الطرفاء إن الرياضي اعتقدت نفسها تتحدث في أحد فنادق العاصمة الجزائر وليس في باريس الفرنسية، وهو ماجعلها تستعمل عبارة ، "الصحراء الغربية" وليس المغربية أو الصحراء فقط مرات عديدة أثناء كلمتها، وهي مسألة لم ترق كثيرا أحد الحاضرين المغاربة للندوة الذي اعتبر أن الوحدة الترابية للبلد تستحق منه أن يقوم وأن يعبر عن احتجاجه وعن رفضه لعبارة الصحراء الغربية هاته التي يرفضها كل المغاربة ويعتبرونها مساسا صريحا بهم وبوحدة تراب بلادهم احتجاج هذا المغربي لم يرق لأنصار البوليساريو الحاضرين في الندوة الذين أرادوا قمعه ومنعه من الكلام، وهو ماتطور سريعا لكي يتحول الأمر إلى اشتباك بالأيدي وإلى تبادل إلقاء الكراسي داخل قاعة المحاضرة تطور مؤسف جعل مسيرة القاعة تتصل بالشرطة الفرنسية التي حضرت على التو، وأفرغت القاعة من كل الحاضرين فيها، في حدود الساعة الثامنة والربع من مساء الجمعة 15 فبراير لتفشل هاته المحاولة المقنعة التي أرادت تحت شعار حرية الصحافة في المغرب أن تتيح لأعداء وحدتنا الترابية الفرصة للتنفيس عن حقدهم الدفين على البلد خصوصا مع توالي الضربات التي يتلقاها الكيان الوهمي وأنصاره هذه الأيام سواء من طرف الاتحاد الأوربي أو من طرف الولاياتالمتحدةالأمريكية ومن طرف المنتظم الأممي بشكل عام حاضرون للقاء طلبوا من مونجيب والرياضي والمنصوري وبقية "الشلة" أن ينظموا المرة المقبلة ندوات من هذا القبيل في المغرب لأنها تهم الشأن المغربي أولا ولأن المغرب سيسمح بتنظيمها ولن يحدث فيها أي إشكال من هذا الذي حدث في قلب عاصمة الجن والملائكة المسماة باريس....