مصير الحقيقة، مهما حاصرتها الأكاذيب وشوشت عليها الإشاعات، أن تعم وتندلع كاندلاع النار في الهشيم. الآن، أصبح الجميع متأكدا أن ملف توفيق بوعشرين مخدوم، وأن الغرض من اعتقاله ليس إنصاف نساء مغتصبات ومتاجر فيهن، وكأن بوعشرين هو أبو بكر البغدادي، بل هو جعلهن حطبا لإحراق صحافي مزعج. والدليل هو أن جرائد ومواقع التشهير لا تتوقف عن استغلال هؤلاء الشابات، وتدمير حاضرهن ومستقبلهن عبر نشر صورهن ومعها أخبار زائفة لرفع نسبة المتابعة ومعها رفع المداخيل. فمن يتاجر في البشر، بوعشرين أم هذه المناشير المشبوهة؟ حقيقة أن هذا الملف مخدوم، وأن بوعشرين معتقل تحكميا ضدا على القانون، جاءت هذه المرة من باريس، حيث أجمع صحافيون مغاربة وجزائريون وتونسيون، خلال تأسيس مرصد شمال إفريقيا لحرية الصحافة، على أن المغرب يعرف تراجعات خطيرة في حرية التعبير، وأن متابعة علي أنوزلا، والمعطي منجب ومن معه، وحميد المهدوي وتوفيق بوعشرين، تدخل في سياق التضييق على حرية الرأي والتعبير. فهل سيخرج إعلام التشهير المشبوه لسب وتسفيه هذه النخبة من الصحافيين العرب، كما سبق أن فعل –دون حياء- مع شيخ الحقوقيين عبد الرحمان بنعمرو، والمفكر العالمي عبد لله حمودي، وغيرهم ممن قالوا إن اعتقال بوعشرين غير قانوني؟.