قال الكاتب والمؤلف المسرحي، إدريس كسيكس: " إن هدف ليلة الفلاسفة هو تقديم أصوات مختلفة من أبعاد متعددة في ظل صعود الشعبوية والتطرف ". وأكد كسيكس، في محاضرته، خلال أشغال النسخة الخامسة لليلة الفلاسفة، ليلة يوم الجمعة 9 نونبر 2018 بمدرج كلية العلوم بالرباط، أنه من الضروري وضع "الفلسفة والفن" و"الفلسفة والإنسانية" في حوار لأنها تتناول بشكل مختلف الأسئلة نفسها. وأضاف أن المحاضرين والفلاسفة، الذين تم اختيارهم من أجل المشاركة في "حفل الحس والذكاء والمشاركة"، كان معيار اختيارهم، إضافة إلى معارفهم، قدرتهم على التواصل لأن الهدف هو خلق فضاء مفتوح. وبالمناسبة ذاتها، قال الفيلسوف ومدير البحث بالمركز الوطني للبحث العلمي، جون كلود مونود: " إن تنظيم ليلة الفلاسفة بكلية العلوم يعد حفاظا على الرابط الذي جمع في يوم من الأيام الفلسفة والعلوم، قبل افتراقهما المأسوف عليه في مسار تطور التاريخ ". وأوضح مونود مجموعة من المواضيع، التي ستتناولها هذه المناسبة بكل من الرباط والدار البيضاء، ومن بينها المقاربة العلمية للتعبير عن المشاعر، واختلاف وسائل التعبير عن المشاعر عبر الثقافات، ودور الأحاسيس في المجال السياسي، مشيرا إلى القلق الأوروبي الراهن بخصوص مكانة الديمقراطية في ظل إشكال الاختيار بين التكنوقراطية والشعبوية. وفي السياق ذاته، قال رئيس المركز السينمائي المغربي سابقا، نور الدين الصايل في محاضرته بعنوان "فهم": " إن المنطق الذي كان يُعرَّف بأنه شيئ يمَكّن من فهم كل شيء أصبح معه الواقع واضحا ومُمْكنَ الفهم، وبالتالي أصبح من الممكن التفكير في إمكانية تغييره وتحسينه ". وأضاف الصايل موضحا،: " إن الفهم يكون قبل اتخاذ الموقف، مذكّرا بالأخذ والعطاء في الأغورا اليونانية، ساحة النقاش الفلسفي الدائرية، وبأن الوصول إلى "المنطق" لم يكن أمرا سهلا ". وأشار الصايل في معرض حديثه، إلى أن قوة الذات تكمن في المعرفة التي يجب أن تكون هدفا لنا بوصفنا أناسا، وبذلك يكون الأبد الشيء الوحيد الذي يجب أن نفكّر فيه، مع كل ما نعيشه وما سنعيشه، ورغم الفواجع التي نراها. واستحضر الصايل، تعليق آينشتاين على اسبينوزا حول كون الفلسفة جمعا للذكريات من أجل هدف متحد، يُغيّر في كل مرة هدفه، لأن اللغة لا يمكن أن تجيب عن كل الأسئلة التي تطرحها الإنسانية، معلّقا بأن "هذا ما يقوم به الرسّامون، والفنانون، والمخرجون السينمائيون في وقت لاحق". ومن جانبه، أشار نائب عميد كلية العلوم جامعة محمد الخامس، محمد الطابياوي، إلى أهمية هذا النشاط في المساهمة في انفتاح الفكر والتحليل بدل تقبل الأشياء كما تبدو. وأكد نائب العميد على الحاجة إلى الفلسفة، التي كانت تجمع في وقت من الأوقات كل المعارف، بما فيها الرياضيات والفيزياء، كما أوضح، أن تغير الإيديولوجية المغربية سببه غياب الفلسفة وإبعادها، على أهميتها، عن المتعلمين، مؤكدا أن عودة الفلسفة ستنتج عنها عودة جيل يفكر بطريقته الخاصة. وناقش المتدخلون ال30 القادمون من المغرب وفرنسا ودول البحر الأبيض المتوسط على مدى 6 ساعات، مواضيع "المعايير، الجنس والجندر"، "المشاعر، السياسة والاقتصاد"، و"المعرفة، الأساطير والأديان" و"الفن والفلسفة"، عبر نقاشات فكرية وأنشطة موسيقية وسينمائية وراقصة، في جو من النقاش والتفاعل وتشجيع التفكير الحر. وتشمل قائمة المتدخلين كل من إيريك فاسان، نورالدين الصايل، مريم ريفولت دالون، حورية عبد الواحد، إدريس خروز، كارول بيفا، توفيق ايزديو، ياسمين الشامي وآخرين