تنطلق جدلية التحاور اليوم الجمعة، بفضاءات المكتبة الوطنية بالرباط، حيث سيكون لعموم الجمهور بتنوع فئاته ومن مختلف الأعمار، موعد مع فعاليات ليلة الفلاسفة التي دأب على تنظيمها المعهد الثقافي الفرنسي بالمغرب، منذ أربع سنوات، إذ من المقرر أن يلتقي خلال هذه الدورة في نسختها الرابعة، 30 من كبار المفكرين والفلاسفة والفنانين الفرنسيين والمغاربة للنقاش والتفاعل مع الحضور بشأن ثلاث تيمات مركزية ستتمحور حول مفاهيم "الحقيقة" و"الصورة" و"الشعب". وقال جون مارك بيرتون المدير العام للمعهد الثقافي الفرنسي بالمغرب، والمستشار المكلف بالتعاون والمبادرات الثقافية لدى سفارة فرنسا بالمغرب، في تعبير استفهامي يحيل على تيمة الدورة تضمنته وثيقة برنامج الليلة، توصلت جريدة بيان بنسخة منه، "إذا ما كان يجب تمجيد الشعب أو الحذر منه، وما إذا كنا قد انتهينا من الحقيقة، وإذا كان إغراق المشهد بالصورة يمنع من التفكير… بعض من هذه الأسئلة التي بات يحبل بها واقع الأحداث، ستكون محورا للدورة الرابعة من ليلة الفلاسفة، بكل من الرباطوالدارالبيضاء. واعتبر أن هذا الملتقى، سيشكل بالنسبة لجمهور الشباب الذي دأب على الحضور لفعالياته على مدى الدورات السابقة، موعدا آخر للحظات فريدة يعتلي في الإنصات والتفكير درجات تحيل على الحلم الذي يسكن فينا جميعا من أجل عالم للجميع، معلنا أن هذا اللقاء الاحتفائي بالفلسفة، سيتميز بمساهمة 29 من المتدخلين من فرنسا والمغرب، حيث سينشط هؤلاء محاضرات ومنتديات النقاش وقراءات نصوص فلسفية باللغتين العربية والفرنسية تتمحور كلها حول ثلاث مواضيع كبرى تشمل تساؤلات من قبيل، "هل ولى زمن الحقيقة" و"التفكير في الصورة" و"الشعب/ الشعوب". أما ادريس كسيكس، الكاتب والناقد المغربي، كأحد المشرفين على تنظيم هذه الليلة، فقد انطلق في تقديمه لهذه الفعاليات، بطرح استفهام ربما يشغل بال المتتبعين عموما، وهو لماذا إفراد ليلة للفلاسفة بالمغرب، كاشفا أن الليلة بفضاءاتها المتعددة، بانفتاحها على الفنون وعلى جدلية التحاور هي لحظة للتدبر والتفكير الحر ومأدبة ديمقراطية لا يستثنى منها أحد، حيث التحاور يمثل أحد السبل المؤدية إلى تبين مكانة الآنا في الجماعة والإسهام في بناء المدنية والدولة. ولبيان أهمية الدورة، أكد أن البشرية تمر بأحلك أوقاتها مع تراجع مكاسب الديمقراطية التمثيلية وصعود الأوليغارشيات وعودة التسلط ونذرة فضاءات الجدال، مشيرا أن تنظيم هذا الملتقى يأتي في إطار الوعي بإيجاد فتات عابرة حتى لا تنغلق الآفاق كليا في وجه الناس، قائلا "إن تنظيم هذا الملتقى المنفتح على الشباب وعلى جميع الأعمار، هو محاولة للتذكير أن الفسلفة ليست ترفا فكريا يمكن الاستغناء عنه، كما يحلو لبعض التقنوقراط والمحافظين التلويح له، بل هي ضرورة ملحة. وأشار أن الدورة اختارت استدعاء مفكرين من فرنسا والمغرب لمساءلة مفاهيم "الحقيقة" و"الصورة" و"الشعب"، لكونه ثالوثا كثرت حوله الأوقاويل والمزايدات، ومن تم هي محاولة لتجاوز هذا الطرح والخروج بتساؤلات جديدة وآفاق غير مدونة سلفا. ومعلوم أن فعاليات هذه الدورة تتوزع، حسب المنظمين، على 32 حلقة فلسفية، عبارة عن مداخلات من 30 دقيقة حول موضوع محدد، تليها 15 دقيقة للنقاش والتفاعل مع الجمهور، إضافة إلى تنظيم 5 حوارات فلسفية، و6 لقاءات للتبادل بين الفنانين والفلاسفة، و38 مختبرا للفلاسفة الناشئين، فضلا عن مساهمة 30 متدخلا، حيث تتضمن اللائحة أسماء كل من حورية عبد الواحد وفوزي بنسعيدي وعمر برادة ومارك دو لوناي وموليم العروسي وإيمان فاخر وميشيل فوسيل وباتريسيا لافيل ونبيل ملين ونور الدين الصايل ومريم السبتي وآخرين. ويفتتح "ليلة الفلاسفة" بالرباط جان كلود مونود، فيلسوف وسينمائي ومدير البحث بالمركز الوطني للبحث العلمي، بمحاضرة بعنوان "الكتاب والكتب"، بينما تدشن التظاهرة في الدارالبيضاء من طرف فانسون دولاكروا.