بعد أن نشرت مقالاً تضامنياً مع الصحافي السعودي جمال خاشقجي المختفي منذ دخوله قنصلية بلاده، ظهر الثلاثاء 2 أكتوبر 2018، عرضت صحيفة واشنطن بوست مساحة فارغة للعمود الذي كان يكتب فيه جمال خاشقجي وكتبت بجوار صورته «صوت مفقود». وكانت محررة قسم الآراء العالمية في صحيفة Washington Post كتبت مقالاً عن جمال خاشقجي قالت فيه إنه»كثيراً ما أخبرني: لم أرغب قط في أن أكون معارضاً منفياً». تحدثت كارين عطية عن عملها مع خاشقجي، وعن لقائها معه وجهاً لوجه في مقالة لها حملت عنوان» إسكات جمال خاشقجي»، وقالت فيها: «بدت مهمة جمال واضحة لي: هو لا يرغب سوى في الكتابة وأن يكون صحافياً». وقالت المحررة الخاصة بخاشقجي: «يمكنني القول إنَّ ما استنبطته من أحاديثي معه هو مدى حبه الصادق للسعودية وشعبها، وكيف يشعر أنَّ من واجبه كتابة الحقيقة كما يراها حول ماضي المملكة وحاضرها ومستقبلها». وتواصلت عطية مع خاشقجي للمرة الأولى في شتنبر 2017؛ لتطلب منه كتابة أول مقال له لصحيفة Washington Post. أعرب خاشجقي لعطية عن أسفه من أنَّ الممارسات القمعية في السعودية أصبحت غير مُحتَمَلة إلى الحد الذي دفعه لأن يقرر مغادرة المملكة والعيش في المنفى في واشنطن. تقول عطية: «حظيت المقالة باهتمامٍ كبير في السعودية والمنطقة ككل. وكانت المقالة الأولى التي تم ترجمها إلى العربية ونشرناها في قسم الآراء العالمية». الآن وبعد مرور عام على مقالته الأولى، تشعر عطية بقلقٍ بالغ لعدم القدرة على التواصل مع جمال منذ شوهد آخر مرة يذهب إلى القنصلية السعودية في إسطنبول الثلاثاء، 2 أكتوبر. وحتى وقت كتابة هذا المقال، لم يستطِع أحد الوصول إليه. وتضيف: «لقد استعلمنا عن مكان وجوده، وأعربنا عن بالغ قلقنا للمسؤولين السعوديين والأتراك». تتابع كارين عطية ما كان يدور بينها وبين خاشقجي، حيث تسأله من آنٍ لآخر ما إذا كان بخير، أو يشعر بالأمان. وهو يصر على أنَّه يشعر بالرغبة في الكتابة برغم الضغوط التي يتعرض إليها من جانب السلطات السعودية. وأكدت أن ما يجعل عمل هذا الصحافي مميزاً هو رغبته العارمة في إزالة الغموض الذي يكتنف صورة السعودية أمام العالم، والربط بين ما يحدث في المملكة والعالم الأوسع باللغة الإنكليزية ولغته الأم العربية. ويتصف جمال بأنَّه شخص متقد الحماس ومجتهد، وقد يكون الأهم من ذلك أنَّه شديد الطيبة، بحسب ما ذكرته عطية. وتابعت كارين عطية: «كوني صحافيةً ومحررة، أتعلم الكثير منه ومن خبراته. ولا أعتبره مجرد زميل في مجال عملنا، بل هو أيضاً مصدر إلهام».