"ترقص حافية القدمين".. بها تغنى الفنان كاظم الساهر لحبيبته، لكن الطفلة مروة ركضت "حافية القدمين"، لتتحول إلى حديث مواقع التواصل الاجتماعي في مصر. بلا أي شيء ترتديه في قدميها، تلبس عباءةً لونها "بيج" فوقها شال، يمنحانها عمراً أكبر من عمرها الحقيقي، لكن الابتسامة كانت تشرق على وجهها كله وهي تركض بسعادة واضحة. هكذا بدت الطفلة وهي تشارك في سباق خيري لم تكن مدعوَّة إليه. مروة، بائعة المناديل التي لم تُنسها قسوةُ الحياة براءتها، كانت تشاهد تجمُع الأطفال بعد صلاة الجمعة؛ استعداداً للمشاركة في ماراثون مؤسسة مجدي يعقوب الخيرية للقلب، فأسرعت نحوهم لتطلب المشاركة، رغم أنها لم تملك رسوم الاشتراك 200 جنيه (نحو 11 دولاراً)، ولا زياً رياضياً. لكنَّ المنظمين لم يحرموها حقها كطفلة في اللعب، كنوع من الدعم النفسي، لتفاجئ الجميع بحصولها على المركز الأول والفوز بالميدالية الذهبية. مروة، بعد الفوز هرولت إلى والدها تحمل جوائزها وتخبره بأنها فازت في السباق. والدها الذي اكتفى بالتهنئة والابتسامة، لم يكن يعلم أن ابنته أصبحت حديث الشبكات الاجتماعية في مصر وأن صورها تملأ فيسبوك. يقول والدها إن الاتصالات لم تتوقف من أجل الموافقة على إجراء الحوارات مع مروة، حتى إنهم تلقوا اتصال من مكتب محافظ أسوان؛ لأنه يريد مقابلة ابنته وتكريمها للفوز. وصباح يوم السبت 10 فبراير 2018، استقلَّت الطفلة ووالدها القطار وهما في طريقهما إلى القاهرة؛ لتكريمها من قِبل إحدى القنوات الفضائية. وأكد والدها أنه أصبح فخور جداً بابنته الصغيرة وبنجاحها. والد مروة، الأب ل3 أولاد، "بائعة المناديل" هي أصغرهم، لم تمكّنه ظروفه الإقتصادية من تعليم أبنائه، فقرر مؤخراً إلحاق ابنته الصغري بالتعليم. وبالفعل، التحقت بأحد الصفوف الدراسة والذي يطلق عليه اسم "الصف الواحد"، ثم انتقلت إلى الصف السادس الابتدائي بالمدرسة. الظروف الاقتصادية لم تمنع إخوة مروة فقط من استكمال تعليمهم، ولكن منعهتم أيضاً من الحصول على منزل يؤويهم. والدها قال: "نفسي أعملهم بيت مثل بيوت الناس". وأوضح أنهم يمتلكون حجرتين، سقفهما من جريد النخل والخوص، وهو ما يجعل الأمطار تجاورهم في الحجرات بالشتاء، والشمس ضيف دائماً لديهم أغلب العام. فمحافظة أسوان من المحافظات ذات درجات الحرارة العالية أغلب أوقات السنة؛ ولذلك فهو يحلم بمنزل يؤوي أولاده ويوفر لهم حياة كريمة. الدكتور مروان، أحد منظِّمي الماراثون الخيري، حكي في منشور له على فيسبوك مدى طيبة مروة، حينما قال لأصدقائه إنه فوجئ بها تُخرج 50 جنيهاً (نحو 3 دولارات) وتعطيها له، وتطلب منه أن يُبقيها معه.