تلقى مدير أمن محافظة سوهاج بالصعيد المصري بلاغا بالعثور على جثة مجهولة لطفلة داخل شوال بلاستيكي عند مدخل قرية كوم العرب، التابعة لمركز طما. و عند مباشرة التحقيق في القضية، تبين لرئيس فرع البحث الجنائي لقطاع شمال سوهاج، أن الجثة لطفلة تدعى هدى محمد أبو العلا، عمرها 13 سنة، و تتحدر من قرية كوم العرب، وهي تدرس في الصف الأول الإعدادي. وكان والد الضحية (37 سنة)، الذي يعمل سائقا في محافظة بني سويف ولديه ستة أطفال أكبرهم ابنته هدى، سبق له أن تقدم إلى مصلحة الأمن لتحرير محضر بهروب ابنته، بعدما أوضح بأنها سرقت منه مبلغ أربعة آلاف جنيه مصري من المنزل. تحريات الشرطة ستكشف فيما بعد أن هناك خلافات توجد بين أب الضحية و بين زوجته، التي تركت المنزل وأقامت لدى أسرتها منذ عام ونصف العام، واصطحبت معها رضيعها، فيما تركت بقية الأطفال الخمسة في بيت والدهم، و أنه كان دائم الاعتداء على أطفاله بالضرب والإهانة، وكان يتهم الطفلة القتيلة بأنها تحب أمها أكثر منه وتذهب إليها دون علمه. كما كشفت التحريات أن الأب اتهم طفلته بسرقة أربعة آلاف جنيه كانت في المنزل، وطلب منها إعادة المبلغ، فأصيبت الطفلة بحالة من الخوف والفزع وأكدت له عدم سرقتها أي مبلغ مالي، فقام بمعاقبتها عبر توثيقها بالحبال في قدميها ويديها أمام شقيقتها الصغرى نانسي (8 سنوات)، التي اعترفت بأن والدها ظل عدة أيام يضرب أختها هدى أمامها، ويكويها بالنار، ويطلب منها أن تعترف بسرقة المبلغ المالي، وأن تخبره إن كانت سلمته إلى والدتها أم لا، مضيفة أن أختها الكبرى كانت تبكي وتطلب منه أن يتوقف عن تعذيبها لأنها بريئة ولم تسرقه، وأنها سوف تموت من العذاب، لكن الأب كان كلما طلبت منه ذلك يضربها بشدة ويسبها بألفاظ قبيحة، هي وأمها، وعندما ماتت بكى وهددها بأنه سيذبحها إن هي أخبرت أحداً بشيء مما وقع. واجه المحققون الأب المتهم بجريمته، فاعترف لهم بكل تفاصيلها، و قال إنه قام بتقييد ابنته بالحبال وعذبها بالنار في قدميها وضربها حتى الموت. و أضاف أن ابنته كانت تحب أمها أكثر منه، وتتردد عليها أثناء غيابه في العمل دون إذن منه، وأنه شك في أنها استولت على مبلغ الأربعة آلاف جنيه و قامت بتسليمه لأمها. واسترسل الأب القاتل في اعترافاته قائلا: «لم أكن أقصد قتلها، وإنما كنت أريد فقط أن أؤدبها، وعندما أصيبت بغيبوبة حاولت إنقاذها، لكنها فارقت الحياة»، مضيفا أنه جلس إلى جوارها يبكي دون أن يدري ماذا يفعل بعد أن هدم أسرته بيديه ومستقبل أطفاله الباقين، الذين ينتظرهم التشرد. لكن بعد فترة قصيرة اختمرت في ذهنه فكرة الخلاص من جثة ابنته، فقام بوضعها داخل شوال بلاستيكي وحملها على عربة ودفنها عند مدخل القرية، ثم أبلغ مصلحة الأمن عن هروبها من المنزل، متهما إياها بسرقة أربعة آلاف جنيه. الأب القاتل اعترف أمام المحققين بندمه، وقال إنه حينما كان يخرج من القرية ويمر أمام المنطقة، التي دفن ابنته فيها، كان يشعر بأنها تناديه وتعاتبه، فكانت تصيبه رجفة شديدة، موضحا أن الأيام التي أعقبت الجريمة مرت عليه قاسية و صعبة، وأنه كاد يذهب إلى مركز الأمن ويعترف بتفاصيل الجريمة، لكنه لم يكن يقدر.