لم يكن والدا العداء الاريتري غيرماي غبريسيلاسي يريدان ان يصبح ابنهما عداء للمسافات الطويلة، وكانا يفضلان أن يكون طالبا جامعيا نجيبا، لكنه كان مصمما على أن يكون رياضيا جيدا، وهذا ما حصل بالفعل. وضرب غيبريسيلاسي بعرض الحائط بالتوقعات في سباق المارتون في بطولة العالم المقامة حاليا في بكين وانتزع المركز الاول للسباق البالغة مسافته 42,195 كلم ليضرب عصفورين بحجر واحد. فقد أصبح أصغر عداء بعمر 19 سنة يحرز لقب سباق الماراثون، كما نال شرف أن يصبح أول رياضي اريتري يتوج بذهبية في بطولة العالم، علما بأن هذه الدولة الافريقية كانت قد أحرزت ميدالية وحيدة فضية في النهائيات العالمية وتحديدا في برلين عام 2009 عن طريق تاديسي زيرسيناي في سباق 10آلاف م. ولم يكن أحد يتوقع فوز جيبريسيلاسي في الماراثون حتى مدير أعماله الهولندي يوس هيرمينس (اشرف على الاثيوبي الشهير هايله جبريسيسلاسي ايضا) لم يكن يتوقع ذلك، وقال: »كنت أتوقع احتلاله أحد المراكز الخمسة الاولى لأني كنت أدرك أنه في حالة بدنية جيدة، لكن الفوز لم يكن متوقعا على الاطلاق وخصوصا أنني كنت أتوقع المزيد من العداء الاوغندي ستيفن كيبروتيتش (بطل العالم وحامل الذهبية الاولمبية)«. وأضاف هيرمينس: »عندما ناولته زجاجة الماء عند الكلم 40 شعرت بأنه لا يزال نشيطا، وعندها ادركت قدرته على الفوز بالسباق«. بدأ غيبريسيلاسي ممارسة رياضة الركض جديا قبل ثلاثة اعوام، ولعب دور الارنب في ماراثون شيكاغو، لكنه قرر انهاء السباق وحل في المركز الثالث مسجلا 2,09,08 ساعة. ثم سجل 2,07,47 ساعة في ثاني سباق ماراثون له في هامبورغ في مطلع العام الحالي. وقال غيبريسيلاسي: »اريد ان اشكر مدير اعمالي ومسؤولي اتحاد اريتريا الذين ساندوني ومنحوني فرصة التأهل الى هذه البطولة«. وأضاف: »انها اول ميدالية ذهبية في تاريخ اريتريا، وهي تعني لي الكثير. لقد منحتني الحافز لكي ابذل المزيد من الجهود لأكون على الموعد في دورة الالعاب الاولمبية في ريو دي جانيرو العام المقبل«. وعن عدم رغبة والديه في ممارسته لرياضة الجري قال غيبريسيلاسي: »كان والداي يريدان ان اصبح تلميذا جامعيا نجيبا، لكنني اردت ان اكون رياضيا جيدا«. وتابع: »عندما شاهدا انني املك القدرات لكي اصبح عداء جيدا، راحا يدعماني. الانتصار سيكون مفاجأة كبيرة بالنسبة إليهما. لا اجد الكلمات لأصف شعوري«. وكشف: »شعرت بقدرتي على الفوز بالسباق عند الكلم 34 عندما قررت الابتعاد عن المجموعة. هذا السباق يؤكد بأنك اذا بذلت جهودا شاقة تستطيع تحقيق اهدافك«. وأوضح: »لم أتفاجأ لأن العدائين الكينيين ويلسون كيبسانغ ودينيس كيميتو المرشحين لإحراز المركز الاول لم يكملا السباق، هذه الامور تحصل، حتى العدائين الاقوياء يواجهون تحديات كبيرة. الامور تختلف تماما من سباقات الماراثون في المدن لأنك في هذه السباقات تستعين بأرانب سباق حتى الكلم 25 او 30 وبالتالي لا تركض سوى 12 كلم في النهاية«. وختم: »هنا الامور كانت صعبة، لكن العدائين الاريتريين لم يستسلموا حتى خط النهاية«. وفشل ابرز العدائين المرشحين لإحراز المركز الاول فشلا ذريعا وعلى رأسهم الكيني ستيفن كيبروتيتش الذي كان يأمل في احراز ثالث لقب كبير له على التوالي بعد ان توج بذهبية لندن 2012، وموسكو 2013، ومواطنيه دينيس كيميتو حامل الرقم القياسي العالمي ومقداره (2,02,57 ساعة) سجله في برلين العام الماضي، وويلسون كيبسانغ، بالإضافة الى الاثيوبي ليليسا ديسيزا صاحب الفضية قبل سنتين في بطولة العالم، والذي توج بسباق ماراثون بوسطن وحل ثانيا في ماراثون دبي خلال العام الحالي.