منذ بداية الألعاب الأولمبية الحديثة في عام 1896، تنافس أكثر من 200 فريق وطني للفوز في الألعاب الرياضية الصيفية والشتوية. والآن، وللمرَّة الأولى، سوف شارك فريق يتكون من 10 لاجئين في ريو دي جانيرو، مشكلين أول فريق للاجئين في تاريخ الألعاب الأولمبية. وشمل الفريق سباحَيْن من سوريا، ولاعبَيْ جودو من جمهورية الكونغو الديمقراطية، وعدّاء من إثيوبيا لسباق الماراثون، وخمسة عدائين للمسافات المتوسطة من جنوب السودان. وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي: إن مشاركتهم في دورة الألعاب الأولمبية رمز لشجاعة جميع اللاجئين ومثابرتهم على التغلب على الشدائد وبناء مستقبل أفضل لهم ولأسرهم. والمفوضية تقف إلى جانبهم وإلى جانب جميع اللاجئين. وجاءت هذه المبادرة في وقت يضطر فيه الناس أكثر من أي وقت مضى للفرار من ديارهم هرباً من الصراع والاضطهاد.
السورية يسرى مارديني نشأت ساره ويسرى في دمشق، حيث تعلمتا السباحة. تدربتا على يد والدهما، وهو مدرب سباحة محترف، وتنافستا في سوريا والعالم العربي كعضوين في فرق أهم النوادي، فضلاً عن فريق السباحة الوطني السوري. ومع اشتداد الحرب، انتقلت العائلة من منزل إلى آخر محاولة البقاء في مأمن. تدمر منزل طفولتهما. فقررت الأسرة تهريب سارة ويسرا إلى تركيا، ثم إلى أوروبا، مع رجلين من أقاربهما. وكما تقول ساره، لم تُخفهما رحلة العبور، ولا حتى ليلة وقفتا على الشاطئ التركي حيث حاول 20 شخصاً حشر أنفسهم في قارب مطاطي لا يسع أكثر من ثمانية أشخاص. بدأت المشكلة بعد أن أبحرتا. تعطل المحرك، وانحرف القارب وراح يمتلئ بالماء. قررت سارة أنها لن تسمح بأن يغرق أحد. قفزت إلى المياه، وتبعتها يسرا. دفعتا القارب وجدفتا لثلاث ساعات ونصف الساعة، وأوصلتا الجميع إلى بر الأمان. تقول «عندما وصلنا إلى الشاطئ، كان الجميع يشكروننا. لكننا قلنا لهم: نحن سباحتان، وأنا منقذة. هذا عملنا. من الطبيعي بالنسبة لنا أن نقوم بذلك». استغرقهما الأمر 25 يوماً للوصول إلى ألمانيا، سيراً وفي القطارات والحافلات. بعد فترة قصيرة، أحالتهما مؤسسة خيرية في برلين إلى نادي السباحة واسرفروندي سبانداو، وبدأت مسيرة يسرى إلى دورة الألعاب الأولمبية لعام 2016. أحضرتا والديهما وشقيقتهما الصغرى إلى برلين بعد بضعة أشهر عن طريق لمّ شمل الأسر. وبالرغم من خروجها المبكر في منافسات 100 متر فراشة سيدات في أولمبياد ريو، إلا أن يسرى تلقت دعماً كبيراً من الجميع بسبب قصتها وطريقة مشاركتها في الألعاب الأولمبية. تقول يسرى «لا عيب في أن نكون لاجئين إذا تذكرنا من نحن. لا نزال أطباء ومهندسين ومحامين ومعلمين وطلاباً، كما كنا في الوطن. ولا نزال آباء وأمهات وإخوة وأخوات. وكانت الحرب والاضطهاد ما دفعنا للخروج من الوطن بحثاً عن السلام. هذا هو اللاجئ. وهذا ما أنا عليه، وهذا ما نحن عليه، سكان دون وطن يزداد عددهم يوماً بعد يوم. أنا لاجئة وأفتخر بالدفاع عن السلام والأخلاق والكرامة لجميع الفارين من العنف. انضموا إلي. قفوا معنا.. إنني سعيدة للانضمام إلى عائلة المفوضية وحريصة على الاستمرار في نشر رسالة مفادها أن اللاجئين هم أشخاص طبيعيين يعيشون في ظروف مؤلمة ومدمرة، قادرون على فعل أشياء استثنائية إذا ما أتيحت الفرصة لهم. وتقوم المفوضية بعمل مهم ولا يصدّق للاجئين الذين يعيشون في ظل طروف صعبة للغاية، وأنا فخورة برفع صوتي لدعم المفوضية». إبراهيم الحسين ترعرع إبراهيم الحسين في دير الزور بسوريا، كان يسبح في نهر الفرات. فجعل من الجسر المعلق الشهير في المدينة نقطة البداية ومنصة الغوص الخاصة به. كان والده، وهو مدرب سباحة، مدربه الخاص، مما قاد إبراهيم وعدداً من أشقائه ال13 إلى انتصارات في مسابقات سباحة محلية ووطنية. غير أن مسيرته في السباحة انقطعت مع اندلاع الحرب في سوريا ووصول القتال العنيف إلى منطقته. ذات يوم في عام 2013، ركض إبراهيم لمساعدة صديق له أصيب جراء انفجار قنبلة، غير أنه أصيب بنفسه. فخسر الجزء السفلي من ساقه اليمنى، من منتصف الساق حتى الأسفل. بعدها فرّ إلى تركيا، حيث قضى جزءاً كبيراً من العام التالي بالتعافي. يقول: «بعد أن تأذيت، التزمت المنزل وكان من الصعب جداً عدم التمكن من القيام بأي شيء." أمضى إبراهيم أغلب العام يعلم نفسه المشي من جديد. ثم استقل قارباً مطاطياً إلى اليونان، حيث يعيش منذ عام 2014. بعد إصابته، اعتقد إبراهيم بأنه لن يسبح أبداً مرة أخرى،… لكن كل شيء تغير الآن. يقولا ابراهيم «بعد 22 عاماً من التدريب، تحقق حلمي أخيراً. أحياناً آوي الفراش ليلاً بسعادة عارمة وأبدأ بالبكاء. من المستحيل أن أصف الشرف الذي أشعر به. « في دورة الألعاب البارالمبية، شارك إبراهيم في سباقي ال50 متر وال100 متر سباحة حرة في فئة S10، إحدى الفئات ال10 التي تعتمد على درجة القدرة. وتأتي مشاركته بعد أقل من عام على بدئه السباحة من جديد في أكتوبر الماضي، بعد التوقف لخمس سنوات. في أبريل، حمل إبراهيم شعلة الألعاب الأولمبية لعام 2016 عبر مخيم للاجئين في أثينا. وكانت هذه لفتة رمزية تهدف إلى إظهار التضامن مع اللاجئين في العالم في وقت أجبرت فيه الحرب والصراع 65 مليون شخص على ترك منازلهم على نحو غير مسبوق. في أثينا، تدرب إبراهيم على السباحة مع المنتخب اليوناني للرياضيين من ذوي الإعاقة. على الأرض، يمشي باستخدام ساق صناعية أعطاه إياها طبيب خاص في اليونان مجاناً. وأوقات السباحة التي يحققها تفوق ببضع ثوان أفضل الأوقات التي حققها عندما كان يستخدم كلتا ساقيه. لكن إبراهيم يحاول التعويض عن التأخير باستمرار. منافسه الرئيسي، كما يقول، هو نفسه: من المستحيل أن أصف الشرف الذي أشعر به. كل ما أفكر به الآن هو أن أبذل كامل قدراتي وأن أحقق هدفي. الجنوب سوداني ييش بور بييل في غرفته في القرية الأولمبية لريو دي جانيرو وأجاب على اتصال من رقم لم يعرفه، فخرج من السماعة صوت لم يكن قد سمعه منذ سنوات. قال بييل الذي فُصل عن أهله عند فراره من الحرب في بلاده عام 2005 وكبُر كلاجئ في كينيا: كانت تلك أمي. لم أكن أعرف ما إذا كانت حية أو ميتة ولم تكن تعرف ما إذا كنت حياً أو ميتاً، وفي الواقع كانت تظنني ميتاً. كان الأمر رائعاً بالفعل وما زلت غير قادر على تصديقه حتى اليوم. رأى شخص يعيش قرب قريته الناصر في جنوب السودان إعلاناً على فيسبوك عن مشاركته في الفريق الأولمبي للاجئين خلال الألعاب الأولمبية الصيفية 2016 في ريو دي جانيرو. وكان هذا الشخص يعرف والدته نياغوني توت، وهي مزارعة، فاصطحبها إلى مكتب إحدى وكالات الإغاثة حيث أجرت الاتصال. وبعد حوار مرِح واحد دام لساعة من الوقت، تلاشى كل الريب الذي كبُر معه كمراهق وشاب حول ما إذا كانت عائلته قد نجت أم لا. ويقول بييل: لا تعرف ما هي الألعاب الأولمبية ولكنها فهمت أنني ذهبت إلى مكان بعيد وأنني سأعود وأنني بخير. ويجعلني كل ذلك أصدق أن كل شيء ممكن طالما تعمل بجد وتقوم بأعمال الخير. ويقول بييل: عندما وقفت عند الخط البداية، شعرت بأن عيون اللاجئين في العالم تنظر إلي. أردت أن أظهر لهم أنه لا داعٍ ليخجلوا بأن يسموا أنفسهم لاجئين وبأننا قد نكون أكثر من مجرد أشخاص يفرون من الحرب. أنجيلينا ناداي لوهاليت فرت أنجيلينا ناداي لوهاليت من وطنها عندما كانت في السادسة من العمر وكبرت بعيداً عن أهلها في مخيم كاكوما للاجئين في شبه الصحراء في شمال كينيا. تقول «كلاجئ، لا يمكنك فقط أن تقول بأنك مهجر من بلادك ولا تستطيع فعل أي شيء وتعتمد فقط على ما يقدمه الآخرون. فكر على الأقل بشيء إضافي يمكنك القيام به، فإيمانك بقدراتك يقويك.» تحكي عن تجربتها «كانت هنالك أمور كثيرة فاجأتني: كانت المباني مرتفعةً جداً فخفت في البداية من الاقتراب من نافذة غرفتي والنظر إلى الأسفل. كان الطعام مثيراً جداً للاهتمام. فقد اجتمع الرياضيون من جميع أنحاء العالم في قاعة الطعام في القرية الأولمبية وتناولوا أطباقاً لم أكن أعرفها. ما لفتني أيضاً هو طريقتهم في شق الطرق في الجبال. تعين علي تصوير هذه الأنفاق لأريها للناس وإلا فلن يصدقوني.» رامي أنيس نشأ رامي أنيس في حلب وقد بدأ في التدرب رسمياً على السباحة في سن ال14 من العمر. ومع تصاعد أعمال التفجير والخطف في حلب، أرسلته عائلته في رحلة إلى اسطنبول للعيش مع أخيه الأكبر الذي كان يدرس اللغة التركية. ويتذكر رامي قائلاً: حملت في حقيبتي سترتين وقميصين وسروالين، كانت حقيبة صغيرة. اعتقدت أنني سأبقى في تركيا بضعة أشهر ومن ثم سأعود إلى بلدي». ومع امتداد الأشهر إلى أعوام، استغل رامي الوقت لتحسين تقنيته في السباحة في نادي غلطة سراي الرياضي المرموق. ولكنْ، من دون الجنسية التركية، لم يتمكن من المشاركة في المسابقات، ويقول: كنت مثل شخص يدرس ويدرس ويدرس من دون أن يتمكن من الخضوع للامتحان. ونظراً لتصميم رامي على إثبات قدراته، فقد ركب زورقاً مطاطياً صغيراً واتجه إلى جزيرة ساموس اليونانية. وصل إلى مدينة غنت البلجيكية، حيث بدأ يتدرب تسع مرات في الأسبوع مع السبّاحة الأولمبية السابقة كارين فربوين. ويقول: أنا واثق بأن الطاقة التي أتمتع بها ستمكنني من تحقيق أفضل النتائج. سيكون شعوراً رائعاً أن أشارك في دورة الألعاب الأولمبية". النيبالية غاوريكا سينغ بعمر 13 عاما مثلت غاوريكا بلدها نيبال في الأولمبياد وكانت أصغر منافسة في الدورة، هذه الفتاة الصغيرة نجت من الزلزال الذي دمر نيبال عام 2015 وتسبب في مقتل أكثر من 8000 ألاف شخص وشرد مئات الآلاف. بعد الزلزال ظهرت وهي غير مصابة بأي أذى لأن والدتها دفعت بها إلى تحت الطاولة، وبعد مشاهدتها للدمار الذي خلفه الزلزال تبرعت بكل أرباحها إلى صندوق الإعانة. غاوريكا لم تتمكن من الفوز بشيء في ريو 2016، لكن ما زال بإمكانها أن تنافس في الألعاب الأولمبية الأربعة القادمة، ثم تعتزل عام 2032 وهي في ال29 من العمر. بوبول ميسنغا كان بوبول ميسنغا في التاسعة من عمره عندما فر من القتال في كيسنغاني، في جمهورية الكونغو الديمقراطية. انفصل عن أسرته، وتم إنقاذه بعد ثمانية أيام في الغابة، واقتيد إلى العاصمة كينشاسا. هناك، وفي مركز للأطفال النازحين، اكتشف الجودو. ويقول: "عندما تكون طفلاً، تحتاج إلى عائلة لتعطيك تعليمات حول ما يجب أن تقوم به، ولم يكن لدي عائلة. ساعدني الجودو بإعطائي الهدوء والانضباط والالتزام- كل شيء. أصبح بوبول لاعب جودو محترف، ولكنْ، في كل مباراة كان يخسر فيها، كان مدربه يحتجزه في قفص لعدة أيام ولا يسمح له إلا بتناول القهوة والخبز. أخيراً، في بطولة العالم لعام 2013 في ريو، حيث كان محروماً من الطعام وخرج من الدور الأول، قرر أن يطلب اللجوء. ويضيف: في بلدي، لم يكن لدي منزل أو عائلة أو أطفال. تسببت الحرب هناك بالكثير من الموت والبلبلة، وفكرت أن بإمكاني البقاء في البرازيل لتحسين حياتي. بعد اكتسابه صفة اللجوء، بدأ بوبول يتدرب في مدرسة الجودو التي أسسها فلافيو كانتو، الحائز على ميدالية برونزية في الألعاب الأولمبية. ويقول: أن أكون جزءاً من فريق الرياضيين الأولمبيين اللاجئين فذلك حلم، أعطي أملاً لجميع اللاجئين وأحررهم من الحزن. أريد أن أثبت أن بإمكان اللاجئين القيام بأمور مهمة. يوناس كيندي على تلة تطل على مدينة لوكسمبورغ، يركض يوناس كيندي حول مسار الجري. يقول العداء الإثيوبي: أنا أملك القوة، والمزيد من القوة. أتدرب عادةً كل يوم، ولكنْ، حين سمعت ذلك الخبرعن فريق اللاجئين صرت أتدرب مرتين يومياً، مشاركتي في تلك الألعاب الأولمبية حافز كبير لي. ويوناس الذي يعيش في لوكسمبورغ منذ خمسة أعوام، نادراً ما يتوقف عن الحركة. إنه يتابع دروس اللغة الفرنسية بانتظام، ويقود سيارة أجرة لكسب لقمة العيش، كما أنه ما زال مندفعاً ليصبح عداءً أفضل. أنهى سباق ماراثون في ألمانيا في وقت مثير للإعجاب، أي خلال ساعتين و17 دقيقة. لكن ذكريات فراره من منزله تبقى مؤلمةً. ويقول عن الحياة في إثيوبياً: الوضع صعب. يستحيل عليّ العيش هناك… حياتي معرضة للخطر. يولاند مابيكا أدى القتال في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى فصل يولاند مابيكا عن ذويها عندما كانت طفلة صغيرة. وهي لا تتذكر الكثير سوى أنها كانت تركض وحيدةً إلى أن أقلتها مروحية وأخذتها إلى العاصمة كينشاسا. هناك، عاشت في مخيم للأطفال النازحين واكتشفت الجودو. أصبحت يولاند رياضية محترفة، وتنافست في مباريات كبرى. وتقول: لم تكسبني رياضة الجودو المال أبداً، لكنها أعطتني قلباً قوياً. فُصلت عن عائلتي واعتدت أن أبكي كثيراً. بدأت الجودو لتصبح حياتي أفضل. في عام 2013، عندما وصلت إلى ريو للمنافسة في بطولة العالم للجودو، صادر مدربها جواز سفرها وقيد حصولها على الغذاء كما كان يفعل في كل منافسة في الخارج. بعد أن ضاقت ذرعاً خلال أعوام من سوء المعاملة، بما في ذلك احتجازها في قفص بعد خسارة المباريات، فرت يولاند من الفندق وهامت في الشوارع بحثاً عن المساعدة. حالياً، كلاجئة في البرازيل، فازت بمكان في فريق الرياضيين الأولمبيين اللاجئين وتلقت تدريباً في مدرسة الجودو التي أسسها فلافيو كانتو، البرازيلي الحائز على ميدالية برونزية في الألعاب الأولمبية. وتقول: أنا رياضية تنافسية، ويمكن لهذه الفرصة أن تغيّر حياتي. آمل أن تكون قصتي مثالاً للجميع، وربما ستراني عائلتي ويعاد لمّ شملنا. جيمس نيانغ شينجي في سن الثالثة عشر، فرّ جيمس نيانغ شينجيك من منزله في ما كان يعرف آنذاك بجنوب السودان لتجنب اختطافه من قبل المتمردين الذين كانوا يجندون الأطفال بالقوة. ثم أصبح لاجئاً في كينيا المجاورة، والتحق بمدرسة في بلدة جبلية معروفة بعدائيها، وانضم إلى مجموعة من فتيان أكبر سناً يتدربون على سباقات المسافات الطويلة. ويقول جيمس: أدركت حينئذ أنه بإمكاني أن أنجح كعداء، فإن منحك الله موهبة، عليك استخدامها. في البداية، لم يكن يملك حذاءً مناسباً للركض. كان يستعير أحياناً الأحذية من الآخرين، لكنّه كان يفوز مهما كان يرتدي في قدميه. ويقول: تعرضنا جميعاً لإصابات كثيرة بسبب الأحذية غير المناسبة. من ثم أصبحنا نتشارك الأحذية. مَن يملك زوجين من الأحذية، يعطي زوجاً للشخص الذي لا يملكها.من خلال الركض جيداً، أقوم بشيء صالح لمساعدة الآخرين.. علينا أن نلتفت وننظر إلى إخوتنا وأخواتنا، وإن كان هناك موهوبون من بينهم، يمكننا أن ندربهم معنا ونجعل حياتهم أفضل. باولو أموتون لوكورو قبل أعوام قليلة، كان باولو أموتون لوكورو مجرد راعٍ شاب يرعى قطيع الماشية الصغير الذي تملكه عائلته في السهول التي أصبحت حالياً جنوب السودان. يقول بأنه لم يكن يعرف شيئاً من العالم إلا وطنه الذي كان في حالة حرب طيلة حياته تقريباً. وقد دفعته تأثيرات ذلك الصراع إلى الهرب إلى كينيا المجاورة، حيث طوّر طموحات جديدة وكبيرة. ويقول: أريد أن أصبح أحد أبطال العالم. يعيش باولو في مخيم للاجئين، وقد برع في الرياضات المدرسية، وحصل في النهاية على مكان في تشكيلة فريق اللاجئين الذي تدرب قرب نيروبي تحت إشراف تيغلا لوروب، العداء الكيني الشهير الذي سجل العديد من الأرقام القياسية العالمية. ويقول: قبل أن آتي إلى هنا، لم يكن لدي ولا حتى حذاء للتدريب. تدربنا كثيراً حتى الآن، إلى أن بلغنا مستوى جيداً، وبتنا نعرف تماماً كيف نكون رياضيين.. إذا كان أدائي جيداً، فسأستخدم ذلك للمساعدة في دعم عائلتي، وشعبي".