عبر أربعة من بين عشرة رياضيين لاجئين سيشاركوا في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية بالبرازيل عن سعادتهم البالغة وشعورهم بالفخر لاختيارهم لتمثيل ملايين اللاجئين بأنحاء العالم في أولمبياد ريو دي جانيرو. وسمحت اللجنة الأولمبية الدولية لأول مرة للاجئين بالمشاركة في دورة ألعاب تنظمها. من بين هؤلاء السباح السوري رامي أنيس الذي يرى أن مشاركته فرصة رائعة لرفع الروح المعنوية له وللاجئين. وسيشارك أنيس في سباقي مئة متر حرة وفراشة. وقال رامي أنيس في مؤتمر صحفي بالحديقة الأولمبية في ريو دي جانيرو «(فريق) اللاجئين راح يوصل صورة للعالم إنه نحنا ما بنعرف شيء اسمه يأس. الإرادة بتعمل المستحيل. من بعد ما روحنا الرياضية ماتت بعد الحروب اللي صارت في بلدنا رجعت أحيت لنا إياها اللجنة الأولمبية. كنت دائما أقول بيني وبين حالي لا تيأس إلا ما تفرج معك. فظليت عم بأصبر ..بأتمرن..بأتمرن..بأتمرن بدون أي مشاركات. بدون أي دعم لحتى صحت لي الفرصة. بأتمنى من أي رياضي لاجئ يظل يتمرن ما ييأس بحياته إلا ما يصح له فرصة. وبنأمل من اللجنة الأولمبية تدعم باقي الرياضيين مو بس فقط نحنا. تتشكل لجنة مسؤولة عن الألعاب. كل الألعاب وتعتني فيهم.» وغالب زميله في فريق اللاجئين بأولمبياد ريو لاعب الجودو الكونجولي بوبول ميسنجا مشاعره عندما س ئل بشأن الرسالة التي يوجهها لأفراد أسرته في جمهورية الكونجو الديمقراطية الذين لم ير كثيرين منهم منذ سنوات. وقال ميسنجا «مرت سنوات منذ رأيت عائلتي..شقيقاي. لم أعد أعرف شكل أخي الأصغر لكني أعرف شكل أخي الأكبر. أبعث له بكثير من الأحضان والقبلات ولهم جميعا. لشقيقي أقول أنا هنا في البرازيل لأشارك وأشكر الرب على الأولمبياد. إذا شاهدتماني عبر التلفزيون فاعلما أن أخيكما هنا في البرازيل يسعى لجلبكما معي إلى هنا يوما ما. له أحضاني وقبلاتي أينما كان وآمل أن أجلب عائلتي إلى جانبي.. قربي.. البعاد طال» وكان ميسنجا في التاسعة من عمره عندما فر من أعمال العنف التي تسببت في تمزيق بلده وفصله عن أ سرته ليهيم على وجهه لثمانية أيام في الغابة قبل إنقاذه ونقله إلى مركز للاجئين في العاصمة كينشاسا. وفي المركز تعرف على رياضة الجودو وحقق فيها تقدما سريعا لدرجة أنه تم اختياره لتمثيل جمهورية الكونجو الديمقراطية في بطولات عالمية بالبرازيل. وعندما تركه مدربه في ريو دي جانيرو دون وثائق أو مال مع زميله عضو فريق اللاجئين أيضا يولاند مابيكا هربا إلى الشوارع. ومن بين المشاركين أيضا السباحة السورية البارزة يسرا مارديني التي فرت إلى ألمانيا. وستشارك مثل أنيس في سباقي 100 متر حرة وفراشة وتتصور أن لاجئين آخرين يمكن أن يجدوا إيجابيات في قصتها. وقالت يسرا (18 عاما) التي عاشت مغامرة الهجرة من سوريا إلى تركيا برا ثم بحرا إلى جزيرة ليسبوس في اليونان ثم شقت طريقها مع شقيقتها عبر معظم دول وسط أوروبا لتصلا برلين في 2015 «أقول للاجئين في البرازيل ولكل اللاجئين في ربوع المعمورة..سنمثلكم أيها الناس بصورة جيدة وآمل أن تتعلموا من قصتنا أن عليكم التقدم للأمام لأن الحياة لا تتوقف عند مشكلاتكم وأتمنى أن يستمر سعي الجميع لتحقيق أحلامهم.» وعملت رئيسة بعثة اللاجئين تيجلا لوروبي -وهي عداءة مسافات طويلة سابقة شهيرة من كينيا- دون كلل لنشر السلام من خلال الرياضة وأشادت برئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ على جهوده لتشكيل فريق لاجئين. وقالت لوروبي «أول شيء أود أن أشكر توماس باخ على تلك الإنسانية. فعلى مدى سنوات كان هناك لاجئون وكانت ت نظم أولمبياد دون أن يفكر أحد في أن يتيح هذه الفرصة لأحد من هؤلاء اللاجئين. وحين أصبح توماس باخ رئيسا أدرك أنه في حاجة لمساعدة من هم في وضع اللجوء.. وأرى أن ذلك شيء هام. إنها بداية من اللجنة الأولمبية مفادها أننا في حاجة لدمج هؤلاء الناس في مجتمعاتنا. ولكون شخص ما لاجئ فانه لا يستطيع أن يبقى في دولة شخص ما دون حماية لفترة زمنية. وإذا كان رياضيا فان بوسعك مساعدته ليتسنى له القبول. إنها وسيلة لفتح الباب أمام عودة هؤلاء الناس لأوطانهم» وأولمبياد ريو التي تبدأ يوم غد الجمعة وتستمر حتى يوم 21 غشت هي الأولى التي يشارك فيها فريق لاجئين يتألف من عشرة رياضيين من أربع دول تحت الراية الأولمبية. يتكون الفريق من ستة رجال وأربع نساء بينهم خمسة رياضيين من جنوب السودان واثنان من سوريا واثنان من جمهورية الكونجو الديمقراطية وواحد من أثيوبيا. وسيشارك أعضاء هذا الفريق في مسابقات السباحة والجودو وألعاب القوى. خدمة الشرق الأوسط التلفزيونية.