مباشرة بعد اعتقال مجموعة من مسؤولي الدرك بجنوب المملكة وإيداعهم سجن عكاشة بالدار البيضاء، خرج دركي برتبة رقيب إلى الإعلام ليفضح كيف اخترقت مافيا التهريب جسم الدرك الملكي، وكان من نتائج ذلك طرده من الوظيفة لإصراره على تطبيق القانون في حق شاحنة في ملكية أحد النافذين بأكادير، فجرى طرده من وظيفته بدون تعليل مكتوب، بعدما تلقى وابلا من الشتائم من قبل القائد الجهوي السابق وعرضه للسجن مدة 15 يوما. الرقيب المطرود نور الدين الدرواسي عزز حججه بمراسلة مرفقة بمجموعة من الوثائق والصور، وأوضح بإسهاب حيثيات تعرضه لعملية الطرد من العمل بصفوف الدرك الملكي سنة 2014 بسبب إيقافه لشاحنة يملكها شخص من ذوي النفوذ بأكادير، لكون مرورها يشكل خطرا جسيما على أرواح مستعملي الطريق، وأصر على التوقيف رغم التهديدات التي تلقاها عبر الهاتف من مالكها من بينها «نزع الكسوة وإرجاعه إلى البادية لكي يرعى الغنم»، حسب قوله، وذلك ما كان حيث تمكن بالفعل هذا النافذ من إلزام رؤسائه على طرده بدون معاش. الدركي أوضح أن عدم تهاونه في القيام بواجبه تجاه مخالفي القانون خصوصا المهربين، جعل القائد الجهوي السابق بأكادير يشرف شخصيا على طرده لأنه هدد مصالح مجموعة من الرؤساء الذين بينت التحقيقات الأولية مع بعضهم، أنه كان على صواب بشأنهم، ومن تم يناشد المسؤولين النزهاء بهذه البلاد لفتح تحقيق نزيه في واقعته التي عرضته للطرد والتشريد منذ سنة 2014. وكان الرقيب نور الدين طرق جميع الأبواب لفهم الخطأ الذي ارتكبه وعوقب من أجله، دون جواب، كما دبج مجموعة من الرسائل الاستعطافية لمختلف الرؤساء داخل القيادة العليا للدرك الملكي دون جدوى، كما طالب بالرأفة لحاله، فهو المعيل الوحيد لأسرته المتكونة من أب شيخ طاعن في السن يبلغ من العمر 86 سنة طريح الفراش وأم عمرها 63 سنة، لا مورد أو عمل لهما، سوى وظيفته بعدما التحق للعمل في صفوف الدرك الملكي منذ سنة 2000، وعمل بمجموعة من المناطق لمدة 14 سنة من الخدمة الفعلية داخل الصفوف، برتبة رقيب أول، كانت آخرها بالمركز الترابي للدرك الملكي بالاخصاص. وكان الرقيب قبل الطرد، قد استدعي من قبل القائد الجهوي عشية الواقعة، فامتثل أمامه رفقة عناصر الدورية، ويضيف «بمجرد دخولي رفقة زميلي في الدورية إلى مكتبه انهال علينا بالسب الفادح والقدح المهين بألفاظ بذيئة يستحيي سامعها، أمام مرأى ومسمع مالك الشاحنة وسائقها»، وأمر مسؤولا بأن يكشف لنا من هو مالك الشاحنة بقوله «سير مع هاذ الكلاب وريهوم شكون هو مول الشاحنة»، وفي تلك الجولة يضيف الرقيب المطرود «كشف لنا مرافقنا في جولة بالقيادة الجهوية بأكادير عن مجموعة من الممرات وحديقة وبنايات أكد لنا أنه هو من بناها على نفقته الخاصة»، وأنه هو مالك جل البنايات.