افتتحت، مساء أمس الخميس، بساحة مولاي رشيد بتمارة، فعاليات المهرجان الدولي "مغرب الحكايات" في نسخته ال13 والذي يحتفي هذه السنة بالثقافة الصحراوية وتجلياتها اللامادية تحت شعار "الكلمة للصحراء". وتروم هذه التظاهرة السنوية، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في الفترة ما بين 23 و 26 يونيو الجاري، الاحتفاء بالموروث الشفهي المغربي بصفة خاصة والدولي بصفة عامة، وإعادة الاعتبار للحكواتيين، صناع الكلمة من محترفين وهاوين، وخلق فضاءات للترويج والترفيه من خلال فن الحلقة.
وأمام جمع غفير من ساكنة المدينة، انطلق برنامج العروض على إيقاع حكايات للرواة الشعبيين وفقرات فنية تراثية من دولتي الإمارات العربية المتحدة، واندونيسيا، ومدن زاكورة وتالسينت ومراكش والرباط، أتحفت الحاضرين على اختلاف أعمارهم ومشاربهم، فيما تحولت ساحة المدينة إلى فضاء لاستقبال خيمات خصصت للتعريف بعادات وتقاليد الدول المشاركة بالمهرجان. ويحتفي "مغرب حكايات" في دورته الحالية، التي تعرف مشاركة رواة وباحثين وفنانين وفرق تراثية من المغرب والإمارات العربية المتحدة وإندونيسيا واليمن وموريتانيا ومصر و تونس والعراق والبحرين والأردن ومالي والسنغال والجزائر والنيجر وبوركينافاسو والسودان وإثيوبيا و جيبوتي، بالتراث الثقافي الصحراوي، قصد إبراز التقاطعات الثقافية المتبادلة بين المجموعات القاطنة بالصحراء أو المجاورة لها. ويخصص المهرجان، المنظم من طرف جمعية لقاءات للتربية والثقافات بشراكة مع عمالة الصخيراتتمارة، جائزة كبرى لأحسن حكواتي، تشجيعا واعترافا بعطاءات صناع الكلمة والساهرين على الحفاظ على الذاكرة الشعبية. وفي كلمة بالمناسبة، أكدت رئيسة جمعية لقاءات للتربية والثقافات، السيدة نجيمة طاي طاي، أن هذا المهرجان، الذي يستقبل المملكة العربية السعودية كضيف شرف لدورته الحالية، يسعى إلى الاعتناء بالموروث الشفهي المغربي والعالمي، مشيرة إلى أن تحقيق هذا الهدف استلزم الانفتاح على مختلف الثقافات على المستوى الجهوي والوطني والدولي. وأضافت أن هذه التظاهرة تشكل فضاء متميزا لتمرير صورة حقيقية عن مغرب رابط بين ثقافة الأمس واليوم والغد ومنفتح على الآخر، فضلا عن العمل على التعريف بالموروث الثقافي وترويجه خارج الحدود والحفاظ على الموروث الشفهي وتمريره إلى الجيل الصاعد وجمع وتوثيق ونشر الموروث الشفهي. وذكرت بأن الجمعية، منذ تأسيسها، تسعى إلى النهوض بالثقافة اللامادية والاستفادة منها في مجال التربية والتثقيف وإعادة الاعتبار للذاكرة الشعبية والحفاظ على الموروث الثقافي اللامادي. ويتضمن برنامج هذه الدورة تنظيم مائدة مستديرة حول موضوع "البيئة الصحراوية وتجلياتها اللامادية" برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، بالإضافة إلى معرض للتراث والعادات والتقاليد للتعريف بالإرث الحضاري لشعوب الصحراء والتحسيس بضرورة الحفاظ عليه.