بصم المغرب على مشاركة وازنة في فعاليات أيام الشارقة التراثية، التي تنظم دورتها الثالثة عشرة خلال الفترة ما بين فاتح و24 أبريل الجاري. وقدم الوفد المغربي المشارك في مختلف فقرات وأنشطة هذه التظاهرة الثقافية والتراثية، صورة متميزة ومشرقة للغنى والتنوع الذي يميز الثقافة والحضارة المغربيتين في مختلف تجلياتهما وأشكالهما. وسجل الوفد حضورا متميزا خلال الندوة الفكرية التي نظمت في إطار هذه الأيام التراثية يومي الأحد والاثنين، وخصصت لدراسة ومناقشة موضوع "مهرجانات التراث الثقافي في العالم". وقدمت نجيمة طاي طاي غزالي، الخبيرة الدولية في التراث الثقافي اللامادي، رئيسة جمعية (لقاءات للتربية والثقافات)، بهذه المناسبة، لمحة عن (المهرجان الدولي للحكايات) الذي تنظمه الجمعية بالرباط سنويا منذ نحو عشرين سنة. كما قدم ممثلون عن مهرجان (حب الملوك) الذي تحتضنه مدينة صفرو منذ نحو 95 سنة، والذي يعد من أقدم المهرجانات التراثية الدولية المنتظمة، لمحة عن هذا المهرجان، واستعرضوا بهذه المناسبة التدابير التي تم القيام بها من أجل الوصول إلى تصنيف المهرجان كتراث ثقافي لا مادي للإنسانية لدى منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو). ومن جهة أخرى، ساهمت نجيمة طاي طاي غزالي، أستاذة التعليم العالي والوزيرة السابقة المكلفة بمحاربة الأمية والتربية غير النظامية، في تنشيط عدد من المحاضرات والورشات، سلطت الضوء من خلالها على مشروع "سبك الحكاية" الذي يتوخى تعريف أطفال المدارس وتحسيسهم بالحكاية الشعبية، باعتبارها وسيلة للتعليم والإبداع، وقيمة ثقافية وحضارية لامادية. وأبرزت غزالي، أن هذه المشاركة في أيام الشارقة التراثية شكلت مناسبة نموذجية لإبراز وتقديم غنى وتنوع وأصالة الثقافة الشعبية في المغرب وتراثه الخالد. وسجلت، في هذا الصدد، التقدير والإعجاب الكبير الذي يحظى به المغرب، وثقافته وحضارته وتراثه، لدى مختلف المشاركين في فعاليات هذه الأيام التراثية، موضحة الدور الهام الذي يمكن أن تضطلع به الفعاليات الثقافية ومكونات المجتمع المدني في التعريف بالمغرب، كبلد للتسامح والتعايش وتكريس حضوره على الساحة الدولية كنموذج حي للاستقرار والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وذلك في إطار الديبلوماسية الموازية. كما أشارت إلى أن هذه المشاركة فتحت آفاقا واسعا للتعاون والشراكة مع الجانب الإماراتي، ولاسيما معهد الشارقة للتراث، الذي يشرف على تنظيم هذه التظاهرة الثقافية والتراثية. وتنظم فعاليات الدورة الثالثة عشرة لأيام الشارقة التراثية، خلال الفترة ما بين فاتح و24 أبريل الجاري تحت شعار "تراثنا نبع الأصالة"، بمشاركة عدد من البلدان العربية والأجنبية. وتتوخى هذه التظاهرة، التي تتطلع إلى أن تعكس مختلف وجوه ومظاهر التراث الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة إلى التعريف بالموروث المادي والمعنوي (اللامادي) للدولة والمساهمة في المحافظة عليه. كما يسعى المنظمون من خلال مختلف الأنشطة والتظاهرات التي تنظم في إطار هذا الحدث الثقافي، إلى إبراز أهمية التراث وأصالته وضرورة صيانته والاستفادة منه، ونقله إلى الأجيال الجديدة. وتتنوع الأنشطة التي يتضمنها برنامج أيام الشارقة التراثية بين مختلف التجليات والفنون الإبداعية، ولاسيما من خلال تقديم نماذج من الأدب الشعبي والعادات والتقاليد، وتنظيم ندوات ثقافية ومقاهي ثقافية، إلى جانب ورشات خاصة بالحرف والمهن الشعبية.