إعادة الاعتبار للذاكرة الشعبية والنهوض بالموروث الثقافي الشفاهي والثقافة اللامادية باستعراض فني فريد، تؤثثه شخصيات خيالية وخرافية من وحي التراث الشعبي، تنطلق مساء اليوم الدورة الثامنة من مهرجان الحكايات الذي يمتد حتى الخامس من شتنبر، وستستقبل رواة من أقطار المغرب العربي، لإحياء ليال مغاربية بحكايات تراثية. حيث ستتميز الدورة الحالية من المهرجان الذي تنطمه جمعية لقاءات للتربية والثقافات، بتخصيص كل ليلة من ليالي المهرجان لبلد مغاربي، وستكون البداية مع موريتانيا وليبيا وتونس والجزائر ثم المغرب. وستعرف كل ليلة من ليالي المهرجان سهرة مع أشهر الرواة في كل بلد من البلدان المغاربية، تتخللها لوحات فنية من التراث الشعبي للبلد المحتفى به في تلك الليلة. وأكدت نجيمة غزالي طاي طاي رئيسة الجمعية و الوزيرة السابقة في قطاع التربية غير النظامية خلال ندوة صحافية عقدت بأحد فنادق العاصمة الرباط أن مهرجان الحكايات، الذي اتخذ له شعار: «وحدة الثقافات في وحدة الشعوب»، يحتفي بالصلات التي تربط الشعوب بعضها البعض من خلال التراث الشفاهي المشترك خاصة في المنطقة العربية التي تتميز بوضعية خاصة، والتي تجمعها وحدة التاريخ والجغرافيا والدين واللغة والمصير المشترك. وأضافت أن مهرجان الحكايات بتمارة يروم الانفتاح على ثقافات بلدان المغرب العربي الشفاهية والتعريف بها وبمقوماتها، باعتبارها تؤرخ لمراحل متعددة من ذاكرة الموروث الشعبي الذي تزخر به البلدان المغاربية شأنها في ذلك شأن باقي البلدان العربية التي تتسم هي الأخرى بالثراء والتنوع في تراثها الشفاهي المشترك. وقالت إن هذا المهرجان يشكل تظاهرة ثقافية وفنية كفيلة بإعادة الاعتبار للذاكرة الشعبية والنهوض بالموروث الثقافي الشفاهي والثقافة اللامادية على أوسع نطاق والعمل بالتالي على تطوير هذا الموروث وتسويقه ومصالحة الأجيال الصاعدة معه، معتبرة في هذا الصدد أن هذه الدورة تراهن على الانفتاح على الثقافات المغاربية لإبراز خصوصياتها وبالتالي تعزيز الهوية المغاربية المشتركة. وستعطى الكلمة خلال هذه الدورة لرواة مغاربيين يحكون حكايات عن ألف حيلة وحيلة، تتخللها لوحات فنية من التراث الشعبي لكل بلد. حيث ستتميز هذه الدورة بتنظيم مائدة مستديرة حول موضوع «دور الثقافة في تقارب الشعوب»، سيشارك فيها باحثون وأكاديميون مغاربيون متخصصون في التراث الشعبي اللامادي من المغرب وموريتانيا والجزائر وتونس وليبيا. وكباقي الدورات السابقة سيحرص المنظمون على إتحاف جمهور المتفرجين باستعراض فني متميز بمشاركة شخصيات خيالية من وحي التراث الشعبي مثل، عيشة قنديشة، الغول والغولة، رطل ونص رطل، جحا وحماره، باقشيش، حديدان، بايع لهبال، العملاقة، وكلها تستهوي جمهور الحكايات الشعبية، كما تشارك في الاستعراض فرق فنية من الدول المغاربية المشاركة. ويرى المنظمون أن جمعية لقاءات للتربية والثقافات التي تسهر على تنظيم هذا المهرجان خلال رمضان من كل عام تسعى جاهدة إلى معانقة الفضاء الدولي والانفتاح على ثقافات إنسانية عديدة، بعد أن خصصت الدورات السابقة للتنوع الثقافي المغربي. حيث ارتأت الانفتاح على المحيط المغاربي خلال هذه الدورة على أن تخصص الدورات المقبلة للتراث الإفريقي سنة 2011، والتراث المتوسطي سنة 2012، والتراث العربي الإسلامي سنة 2013، والتراث العالمي سنة 2014.