أكدت السيدة نجيمة طاي طاي رئيسة جمعية لقاءات التربية والثقافات أمس الأربعاء بالرباط أن الدورة الثامنة لمهرجان الحكايات المقرر تنظيمها بعمالة الصخيرات-تمارة في الفترة الممتدة ما بين 30 غشت الجاري و6 شتنبر القادم، تراهن على جعل الثقافة أحد الجسور والمقومات الأساسية التي من شأنها تعزيز أواصر الوحدة المغاربية بين شعوب المنطقة. وأضافت خلال ندوة صحفية خصصت لاستعراض برنامج هذه الدورة ، التي تنظم بشراكة مع عمالة الصخيرات-تمارة والجماعات المحلية التابعة لها، تحت شعار: "وحدة الثقافات في خدمة وحدة الشعوب ، أن بلدان المنطقة تجمعها وحدة التاريخ والجغرافيا والدين واللغة والمصير المشترك ، مما يجعل الثقافة أحد المرتكزات الحضارية الأساسية لصهر هذه القواسم المشتركة، وتعزيزها وجمع شمل هذه الشعوب والنهوض بمتطلبات التنمية. وأشارت إلى أن " مهرجان الحكايات" يشكل تظاهرة ثقافية وفنية كفيلة بإعادة الاعتبار للذاكرة الشعبية والنهوض بالموروث الثقافي الشفاهي والثقافة اللامادية في بعدها المغاربي ، والعمل على تطوير هذا الموروث وتسويقه ومصالحة الأجيال الصاعدة معه، معتبرة أن الدورة تراهن على الانفتاح على الثقافات المغاربية لإبراز خصوصياتها وبالتالي تعزيز الهوية المغاربية المشتركة. وأوضحت أنه رغم التطورات التكنولوجية الهائلة ، فإن طاقة الخيال والحلم التي تكتنزها الحكايات وعوالمها السحرية تجعل الحاجة إليها قائمة مضيفة أن ذلك سيساهم في إعادة الاعتبار لهذا الموروث الثقافي الذي شكل إحدى مقومات الثقافة الشعبية الضاربة في جذور التاريخ، وبالتالي استعادة أزمنة جميلة من هذا التاريخ الشفاهي التليد، من خلال أمسيات وليالي مغاربية للحكي الجميل. وأوضحت أن افتتاح هذه الدورة ، التي تنظم بتعاون مع وزارة الشبيبة والرياضة ، والتربية الوطنية، والثقافة، والصناعة التقليدية، سيتميز بتنظيم مهرجان فني كبير ينطلق من مركز حماية الطفولة عبر شارع الحسن الثاني مرورا بشارع مولاي رشيد وصولا إلى ساحة مولاي رشيد ، وذلك بمشاركة الدول المغاربية المشاركة (رواة وفرق التراث الشعبي والفرق الشعبية المغربية والشخصيات الخيالية المستوحاة من التراث الشفاهي ، في حين ستشكل ساحة مولاي رشيد فضاء لاحتضان ليالي الحكايات المغاربية...). ويتضمن برنامج الدورة مشاركة رواة مغاربيين يحكون حكايات عن ألف حيلة وحيلة، تتخللها لوحات فنية من التراث الشعبي لكل بلد. وتتميز هذه الدورة بتنظيم مائدة مستديرة حول موضوع "دور الثقافة في تقارب الشعوب"، يشارك فيها باحثون مغاربيون متخصصون في التراث الشعبي اللامادي من المغرب وموريتانيا والجزائر وتونس وليبيا. وسيكون جمهور المهرجان، كل ليلة، على موعد مع ليلة من ليالي المغرب الكبير، تسبقها ليلة افتتاح الخيام التراثية المغاربية، وليلة الاستعراض الفني ، لتفتتح بعدها ليالي الحكاية بالليلة الموريتانية، وذلك يوم الأربعاء فاتح شتنبر، تليها ليلة الحكاية الليبية يوم الخميس، لتحل الحكاية التونسية ضيفة على المهرجان ليلة الجمعة، ثم ليلة الحكاية الجزائرية يوم السبت، وأخيرا ليلة الحكاية المغربية يوم الأحد، ليتم اختتام المهرجان يوم الاثنين 6 شتنبر بحفل فني كبير. وبموازاة مع الليالي سيتم تنظيم وجبات فطور، على شرف المشاركين في المهرجان، تنهل من المطبخ المغاربي. كما يتضمن المهرجان تنظيم عدة ورشات بخيام الموروث الثقافي المغاربي، مثل ورشة طقوس الضيافة وحسن الاستقبال، وورشة اللباس التقليدي الرسمي لكل بلد، وورشة الحكاية، وورشة الألعاب الشعبية المغاربية، ثم ورشة التوثيق والنشر، وذلك لفائدة أطفال المخيمات وأطفال من المجتمع المدني. وجريا على العادة، وككل سنة، سيتم تنظيم إفطار جماعي يتخلله حفل فني لفائدة ألف طفل من ساكنة تمارة، بمناسبة أول يوم صيام، وذلك احتفاء بليلة القدر. كما سيتم بموازاة مع هذه الأنشطة تنظيم حفلات حكائية فنية لفائدة نزلاء دور الأطفال ونزلاء ونزيلات المركز الاجتماعي عين عتيق، ورواد دور الشباب بكل من تمارة وعين عودة والصخيرات وسيدي يحيى.