اختتمت، الجمعة الماضي، بتمارة الدورة السابعة لمهرجان الحكايات (من 12 إلى 18 شتنبر) بتكريم ثلة من صانعي الفرجة المغربية، ومجموعة من أطفال عمالة الصخيرات- تمارة أبدعوا في ورش للحكي والرسم، وذلك في حفل خصص للحكي الشعبي والتراث الشفوي المراكشي تجسدت فيه أجواء جامع الفنا في شخص الحكواتي محمد باريز. وهكذا تم تكريم رموز ثقافية مغربية ساهمت في الحفاظ على الموروث الشعبي المغربي وضمان استمراره وانتقاله إلى الأجيال المقبلة. ويتعلق الأمر بمحمد حسن الجندي الذي أبهر جيل السبعينيات بدوره في المسلسل الإذاعي «الأزلية»، وحبيبة المذكوري صاحبة دور «العاقصة» في العمل ذاته، والزجال أحمد الطيب العلج الذي وصفه منظمو المهرجان بخزان الذاكرة الشعبية بامتياز. كما كرم المهرجان-حسب ما جاء في قصاصة لوكالة المغرب العربي- خلال الحفل الذي حضرته شخصيات ضمنها بنسالم حميش وزير الثقافة وعبد الحق الحوضي عامل عمالة الصخيرات - تمارة وسفراء عدد من الدول الشقيقة، مجموعة من الأطفال تشجيعا لهم على تفوقهم في كتابة الحكاية وفي مجال الرسم، وقد تم اختيارهم من ضمن 60 طفلا شاركوا في ورش للحكاية الشعبية الشفهية وفي مجال الرسم. وخصص الحفل الختامي للمهرجان للحكاية الشعبية المراكشية، من خلال سرد حكايات شفهية مستقاة من التراث الشعبي على لسان شهرزاد مغربية. ونقلت شهرزاد الحاضرين إلى أجواء جامع الفنا السحرية والعجائبية، وهي تحكي الحكايات عن شهريار المغربي (أدى الدور الممثل عبد الكبير الركاكنة). كما تألق محمد باريز، كما هي عادته عندما يسترسل في الحكي، في إبهار الحاضرين بفنية حكيه وتفردها. وفي كلمة بالمناسبة، اعتبر الحوضي أن مهرجان الحكايات «مبادرة خلاقة تساهم في بلورة مجتمع متجدد الوعي»، وجسر للتواصل والانفتاح على الخارج وللحفاظ على الهوية الوطنية، مبرزا أن الانفتاح سمح للثقافة المغربية باستيعاب الثقافات العالمية وهضم خلاصاتها. وأشار إلى أن من حسنات المهرجان أنه «يساعد الأجيال الصاعدة على بناء وعي متجدد بوحدة الانتماء، وهو الوعي الذي لا ينبثق عن مشاعر ذاتية وعاطفية فحسب وإنما يقوم على تقاسم قيم التاريخ والأمجاد»، مشيدا بدور المجتمع المدني في إنجاح وإبراز هذه التظاهرة الفنية. من جهتها، حثت نجيمة طاي طاي غزالي، رئيسة جمعية لقاءات للتربية والثقافة ورئيسة المهرجان، الأسر والمدارس على الاهتمام بالرواية الشفوية، خاصة لما لها من دور في التواصل مع الأجيال ومع الثقافات. وأعلنت غزالي أن المهرجان سيعمل في الدورات المقبلة على تكوين رواة متخصصين في الحكاية الشعبية في صفوف شباب عمالة الصخيرات- تمارة المجازين، داعية كل الفعاليات لتقديم يد المساعدة في هذا المجال، وخاصة منها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. ومن جهته،أكد المنسق العام للمهرجان عبد الله كميلي أن هذه الدورة تميزت بالاهتمام الإعلامي المغربي والعربي والعالمي المكثف الذي حظيت به، مضيفا أن مهرجان الحكايات حقق «تطورا نوعيا» هذه السنة، كما أن فقراته الفنية تميزت ب«هندسة فنية ذات جودة عالية». ويندرج هذا المهرجان الذي وصل هذه السنة إلى دورته السابعة وحملت شعار «سبعة أيام وسبع ليال وسبع جهات وسبع دورات» - وفق وثيقة لجمعية لقاءات للتربية والثقافات المحتضنة للتظاهرة في إطار انفتاح السلطات على المحيط السوسيو-ثقافي، واعتبارا لكون الحكاية جزءا من الثقافة الوطنية اللامادية وإرثا حضاريا مليئا بالقيم والحكم والمواعظ. وتعمل هذه الجمعية منذ تأسيسها، على بعث الحكاية وتعميمها كمكون تربوي في الأوساط المدرسية ومراكز حماية الطفولة وكمكون ترفيهي داخل المجالات الفرجوية والفضاءات الاستشفائية ودور المسنين، وكوسيلة لإعادة جسور التواصل بين الأجيال. يذكر أن المهرجان احتفل، مساء الأربعاء الماضي، بليلة القدر المباركة بتنظيم إفطار جماعي لنحو 500 طفل، احتفاء بأول صيام لهم، تضمن فقرات تنشيطية لفائدة الأطفال وألعابا سحرية وبهلوانية.