اختتمت أمس ، فعاليات الدورة الثانية لموسم فن الحلقة بمدينة سيدي بنور، وذلك بالإعلان عن تأسيس "جمعية مؤسسة موسم الحلقة بسيدي بنور" التي سيكون من بين أهدافها الرئيسة الحفاظ على هذا الموسم السنوي، الذي تنظمه جمعية ناس الكوميديا بسيدي بنور بتنسيق وتعاون مع بلدية المدينة. وتضم هذه الجمعية العديد من الفعاليات الفنية والثقافية بإقليم سيدي بنور وجهة دكالة عبدة، وكذا على الصعيد الوطني، وذلك بهدف جعل موسم الحلقة موعدا سنويا للفرجة، وتكريم قيم العادات والتقاليد، وإحياء الموروث الفني المغربي الأصيل بطقوسه الفنية الرائعة، إضافة إلى تنشيط الممارسة الفنية والثقافية والمساهمة في تحقيق التنمية، وبرامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي اقرها جلالة الملك محمد السادس سنة 2005 لمحاربة الهشاشة والاجتماعية والفقر. وشهد اليوم الأخير من فعاليات هذا الموسم، التي كانت قد انطلقت الخميس الماضي، تحت شعار "فن الحلقة مدرسة الأجيال" إقامة عروض متنوعة لفن الحلقة التي نشطتها العديد من الفرق الفنية بالساحات العمومية بالمدينة، وشارع الجيش الملكي بالمدينة، الذي تحول خلال فعاليات هذا الموسم إلى فضاء للاستمتاع بالقصص التاريخية، وبالفرجة التلقائية، وإحياء الموروث الفني والشعبي المغربي. كما عرف الموسم، الذي تابعه أزيد من خمسة آلاف متفرج في اليوم، العديد من الأنشطة الفنية والفقرات الثقافية التي توزعت بين الفنون الاستعراضية والفنية والحركات الهلوانية، إضافة إلى مشاركة فرق فنية متخصصة في فن الحكي والحلقة الأمر الذي خلق دينامية ثقافية وحميمة بين سكان مدينة سيدي بنور التي تتميز بمؤهلات طبيعية وفلاحية مهمة، فضلا عن مؤهلات ثقافية وفنية وإبداعية متميزة. وخصص الموسم، الذي شارك فيه الفنان المسرحي المغربي سعد الله عبد المجيد ضيف شرف، حيزا مهما للأطفال، وذلك من خلال عرض مسرحية "الأشقياء الخمس" يوم ثالث أبريل الجاري بالمركز الثقافي، وهي من إبداع نادي دار الشباب حمان الفطواكي، وهي المسرحية التي قامت بجولة فنية داخل المدينة. وشاركت في هذا الموسم فرق فنية تمثل مدن، سطات، والجديدة وأسفي، ومراكش، إضافة إلى العونات وزمامرة وغيرها. وكانت من أقوى لحظات هذا الموسم، حفل الافتتاح الذي نشطه الكوميدي المحمد البوساتي والذي استقطب أزيد من 10 آلاف متفرج، وتميز بتقديم عروض موسيقية أبرزها عرض فرقة "توفة ريتم" من مدينة أسفي للآلات القديمة، وعرض "غيوانيات" ل "ناس الحال"، وعروض للصيادين بالصقور من منطقة "القواسم"، وعروض للبطل العالمي عزيز الصالحي في الملعب البلدي بالمدينة تميزت بقيمة خارقة كان أبرزها جره لشاحنة كبيرة وتحمله لمرور سيارة متوسطة ودراجتين ناريتين فوق جسده. وعرف الموسم، أيضا، تنظيم ندوة فكرية حول موضوع "فن الحلقة"، بمشاركة عدد من الأساتذة والباحثين منهم الأستاذ الحبيب الدايم ربي والفنان المسرحي سعد الله عبد المجيد وأبو القاسم الشبري، ولامست مختلف التدخلات قيمة فن الحلقة ودوره الكبير في إنعاش وتطوير الممارسة المسرحية. وأجمعت مختلف التدخلات، على أن فن الحلقة فن شعبي مغربي عريق، وان الحكواتي أو" الحلايقي" يعد ذاكرة تاريخية وشعبية قوية تتميز بالتلقائية والذكاء، وذلك من خلال حكيه لقصص تاريخية غاية في الصعوبة بأسلوب لا يخلو من التشويق، موضحين أن الحكواتيين يعتبرون من الرموز الفنية والثقافية التي تؤثث الفعل الإبداعي والفرجوي والموروث الثقافي والشعبي المغربي. كما دعت المداخلات إلى الحفاظ على هذا الفن الجميل، الذي يجد فيه الجمهور مادة مهمة ودسمة، للاستفادة، والتعلم، والمعرفة، وكشف النقاب عن قصص تاريخية بلسان رواتها في زمن العولمة. وشهدت هذه الأنشطة أيضا تكريم الحكواتي المغربي محمد باريز من مدينة مراكش، فضلا عن تقديم هدايا تذكارية لفاعلين في مجالات الثقافة والإعلام محليا وإقليميا، من ضمنهم المسرحي الحسين دجيتي مدير دار الثقافة بالزمامرة والقاص عز الدين اسماعيلي، والخطاط عبد العزيز مجيب ورئيس جمعية شبكة الجمعيات غير الحكومية محمد بلعيدي. وفي تصريح صحافي، اعتبر مدير المهرجان الكوميدي محمد البوساتي أن هذا الموسم حقق أهدافه بالرغم من قلة الدعم والإمكانيات المرصودة له، مؤكدا أن الدورات المقبلة ستحفل بفقرات وأنشطة أكثر خصوبة وإمتاعا.