الحفاظ على الموروث الشفهي وتمريره إلى الأجيال الجديدة بحضور رواة من الجزائر، تونس، ليبيا وموريتانيا لإحياء ليال مغاربية بحكايات تراثية اعتباراً من 30 غشت الجاري إلى 6 سبتمبرالمقبل في مدينة تمارة، ينفتح «مهرجان الحكايات» في دورته الثامنة الحالية على محيطه المغاربي بعد أن كرس المهرجان الدورات الثلاث الأخيرة للتنوع الثقافي داخل المغرب. يبدأ مهرجان الحكايات بلوحات فنية من التراث الشعبي لكل بلد، والليلة الثانية باستعراض فني يجتاز شوارع مدينة تمارة بمشاركة شخصيات خيالية من وحي التراث الشعبي مثل (عيشة قنديشة، الغول والغولة، رطل ونص رطل، جحا وحماره، باقشيش، حديدان، بايع لهبال، العملاقة)، فضلاً عن فرق فنية من الدول المشاركة. في أول سبتمبر ليلة موريتانية، بعدها ليلة الحكاية الليبية، فالحكاية التونسية، ثم ليلة الحكاية الجزائرية، وأخيراً ليلة الحكاية المغربية. وتحت شعار «وحدة الثقافات في خدمة وحدة الشعوب» تم استدعاء باحثين في التراث الشعبي، إضافة إلى إقامة ورشات عن الموروث الثقافي المغاربي، مثل طقوس الضيافة وحسن الاستقبال، وورشة اللباس التقليدي الرسمي لكل بلد، وورشة الحكاية، وورشة الألعاب الشعبية المغاربية، وورشة التوثيق والنشر، إضافة إلى عقد مائدة مستديرة حول موضوع «دور الثقافة في تقارب الشعوب»، يشارك فيها باحثون مغاربيون متخصصون في التراث الشعبي اللامادي من المغرب وموريتانيا والجزائروتونس وليبيا. كما ستتميز الدورة الحالية، بتخصيص كل ليلة من ليالي المهرجان لبلد مغاربي، وستكون البداية مع موريتانيا وليبيا وتونسوالجزائر ثم المغرب. وستعرف كل ليلة من ليالي المهرجان سهرة مع أشهر الرواة في كل بلد من البلدان المغاربية، تتخللها لوحات فنية من التراث الشعبي للبلد المحتفى به في تلك الليلة. وأعلن المنظمون أنهم يعتزمون إعطاء المهرجان أبعادا دولية ابتداء من هذه السنة، إذ ستخصص الدورة المقبلة في 2011 للتراث الأفريقي، والدورة التالية في 2012 لتراث الحكي المتوسطي، ودورة 2013 للتراث العربي والإسلامي. كما سيتم تنظيم ورشات بخيام الموروث الثقافي المغاربي، مثل ورشة طقوس الضيافة وحسن الاستقبال، وورشة اللباس التقليدي الرسمي لكل بلد، وورشة الحكاية، وورشة الألعاب الشعبية المغاربية، ثم ورشة التوثيق والنشر، وذلك لصالح أطفال المخيمات الصيفية وأطفال من المجتمع المدني. وجريا على العادة، سيتم تنظيم إفطار جماعي يتخلله حفل فني لصالح ألف طفل من سكان تمارة، بمناسبة أول يوم صيام. وبموازاة مع هذه الأنشطة سيتم تنظيم حفلات حكائية فنية لنزلاء دور الأطفال ونزلاء ونزيلات المركز الاجتماعي، عين عتيق، ورواد دور الشباب بكل من تمارة وعين عودة والصخيرات وسيدي يحيى. ويرتقب أن يشكل «مهرجان تمارة للحكي» الذي سيختتم في السادس من الشهر المقبل بحفل فني كبير ، إضافة جديدة للسمر الفني خلال رمضان بالنسبة لمدينة تمارة،. ومعلوم انه و موازاة مع ليالي المهرجان سيتم تنظيم وجبات فطور، تعتمد على ثراء المطبخ المغاربي، على شرف المشاركين في المهرجان. .تسعى جمعية لقاءات للتربية والثقافات ( الجهة المنظمة) منذ تأسيسها، للنهوض بالثقافة اللامادية بكل الوسائل والاستفادة منها في مجالات التربية والتثقيف والترفيه وإعادة الاعتبار للذاكرة الشعبية والحفاظ على الموروث الشفوي وذلك عن طريق الجمع والتوثيق والنشر، كما تسعى إلى ربط جسور التواصل بين الأجيال والثقافات الأخرى مع التأكيد على الهوية المغربية وذلك: - بالاعتماد على عنصر الثقافة الوطنية المختلفة الروافد - بالانفتاح على المحيط السوسيو ثقافي وترسيخ الهوية وإذكاء روح المواطنة - بالعمل على التعريف بموروثنا الثقافي وترويجه خارج الحدود كمنتوج مغربي. - بمساهمة الأطفال في خلق ثقافة خاصة بهم تعكس همومهم وطموحاتهم. - بالتقارب بين الأجيال والاستفادة من خبرة الأجداد - بالحفاظ على الموروث الشفهي وتمريره إلى الجيل الصاعد - بتنظيم مهرجان الحكايات والاحتفالات الجماعية بأعيادنا مثل عاشوراء والمولد النبوي... - بجمع وتوثيق ونشر الموروث الشفهي ويعود انطلاق الدورة الأولى لمهرجان الحكايات إلى سنة 1996بمدينة أكادير، تحت عنوان « المهرجان الوطني للحكاية المدرسية». ساهمت فيها 30 مؤسسة تعليمية كما شارك فيها فنانون وحكواتيون من المغرب وفرنسا ولبنان وإفريقيا. أما الدورة السابعة لمهرجان الحكايات فقد تم تنظيمها في شتنبر من السنة الماضية 2009 بعمالة الصخيرات تمارة ، وكانت تحت شعار: الغنى الثقافي المغربي سر وحدته. أعطت شهرزاد المغربية خلال 7 أيام و7 ليالي الكلمة لرواة من مختلف جهات المملكة لسرد حكايات حسانية وسوسية ومراكشية وأمازيغية وشمالية وشرقية من التراث المغربي الأصيل بالإضافة إلى عروض فنية كما تميزت هذه الدورة بمشاركة متميزة للبلد الشقيق موريتانيا. وتجدر الإشارة إلى أن مهرجان الحكايات يتميز في افتتاح كل دوراته باستعراض فني فريد، بمشاركة شخصيات خيالية من وحي التراث الشعبي وكلها تستهوي الجمهور المغربي.