عشرة ذئاب منفردة موالية ل "داعش" حصيلة "البسيج" في تدخله لتفكيك خلية الخميس بوجدة في سابقة من نوعها بخصوص تاريخ تفكيك الخلايا الإرهابية النائمة ببلادنا، قامت عناصر تابعة للمكتب المركزي للأبحاث القضائية "البسيج" صبيحة أمس الخميس بمدينة وجدة، بالإطاحة بعدة رؤوس "داعشية" تحت أنظار جموع غفيرة من ساكنة المدينة التي فضلت أن تواكب عن كثب عناصر "البسيج" وهي تسقط الذئاب المنفردة تباعا، ولم تكتف الجماهير الحاضرة التي ضاقت بها الدروب والأزقة التي كانت تقع بها المنازل المستهدفة بتتبع العملية عن قرب فحسب، بل تجاوبت وبشكل عفوي وتلقائي مع عملية إيقاف "الدواعش" وإخراجهم من جحورهم، حيث أطلقت النساء العنان لحناجرهن لتتعالي الزغاريد في السماء العلياء لتكسر الهدوء الذي كان يخيم على المدينة الألفية في ذلك الصباح الرمضاني، فيما كان باقي الحضور يصلون على النبي ويهتفون باسم جلالة الملك والوطن، في أجواء حماسية تقشعر لها الأبدان غير راغبين ولا قابلين أن تعيش بين ظهرانينا عناصر متطرفة تتحين الفرص لسفك الدماء وقتل الأبرياء، لا شك أن هذا السلوك أعطى شحنة قوية للعناصر الأمنية وهي تقوم بمهامها من أجل تنقية وتنظيف المغرب من عناصر إرهابية متطرفة تسعى بكل ثقلها لزعزعة استقرار هذا البلد الأمين.
صبيحة القبض على الدواعش بوجدة كانت الساعة تشير إلى حوالي التاسعة صباحا ، هدوء يخيم على مدينة وجدة ، الناس نيام ، حركة سير خفيفة بشوارع المدينة ، أبواب الأسواق والمحلات التجارية لا زالت موصدة ، هكذا كانت تبدو الأجواء بعاصمة الجهة الشرقية في ذلك الصباح الرمضاني ، وما هي إلا لحظات حتى فقدت المدينة هدوءها وسكونها ، بعدما لا حظ الناس عناصر أمنية بزي خاص لم يألفوا رأيتها من قبل ، عناصر مسلحة برشاشات أوتوماتيكية وجاهزة للتدخل في أية لحظة ، سيارات أمنية مجهزة بأحدث التقنيات تجوب بعض من أزقة وشوارع المدينة ، شاع الخبر في المدينة ، وشرع المستيقظون يوقظون النائمين ، اجتمع الناس وشرعوا في رصد تحركات زوارهم من وحدات "البسيج" ، سار الموكب يشق طريقه في اتجاه شارع علال الفاسي الرابط بين حي لا زاري أكبر التجمعات السكنية بالمدينة ووسطها ، فجأة توقف الموكب في منتصف الشارع وعلى مقربة من قاعة للحفلات تم تطويق المكان وقامت المصالح الأمنية المختصة باقتحام أحد المنازل وإيقاف أحد المشتبه فيهم ويتعلق الأمر بشاب يبلغ من العمر حوالي 32 يشتغل كحارس أمن خاص متزوج وأب لأطفال ، تحت زغاريد النساء ، حيث كشفت بعض المصادر ل"الأحداث المغربية" أن المشتبه فيه كان يعتزم الانتحار من فوق سطح المنزل قبل أن تتلقفه العناصر الأمنية وتقوده نحو المخفر لتعميق البحث معه بخصوص المنسوب إليه تحت أنظار جموع غفيرة من الناس ، وبموازاة مع عملية شارع علال الفاسي كانت دروب وأزقة المدينة القديمة موعدا مع تنفيذ عملية مماثلة أسفرت عن الإطاحة بعدة رؤوس لذئاب منفردة كانت تعتزم زعزعة استقرار أمن البلاد ، من خلال العمل على القيام بأعمال إجرامية تستهدف منشآت عامة وعدة شخصيات مدنية وعسكرية.
ترقب ومتابعة قبلية لتحركات المشتبه فيهم فحسب ما استقته "الأحداث المغربية" من معلومات من مصادر أمنية خاصة ، على هامش تفكيك هذه الخلية الإرهابية بمدينة وجدة ، فإن عملية إيقاف "الدواعش " جاءت بناء على معلومات توصلت الإدارة العامة لحماية التراب الوطني في وقت سابق ، مفادها وجود خلية إرهابية نائمة تنشط بالمدينة الأمر الذي حدا بالأخيرة إلى تجنيد بعض من عناصرها لتولي مهمة مراقبة وتتبع خطوات المشتبه فيهم وبعث بتقارير يومية إلى الإدارة العامة من أجل الاطلاع على السير العادي لعملية التتبع والمراقبة في انتظار الحسم نهائيا في أمر التدخل لتفكيك هذه الخلية ، تماشيا مع الاستراتيجية العامة التي رسمتها مختلف المصالح الأمنية بتنسيق مع باقي المصالح الخارجية الأخرى قصد مواجهة آفة العناصر الإرهابية المتطرفة وضربها في مهدها لاستئصالها من جذورها وخاصة خلال السنوات الأخيرة ، في ظل تنامي ظاهرة الإرهاب الأعمى الذي أصبح يهدد كل سكان العالم والدليل على ذلك الضربات الموجعة التي تلقتها عدة دول كفرنسا وبلجيكا والولايات المتحدةالأمريكية التي اهتزت أخيرا على وقع عمل إرهابي وحشي أودى بحياة حوالي 50 شخصا بملهى ليلي بولاية فلوريدا ، وبينت الأبحاث والتحريات التي باشرها المحققون بأمريكا أن منفذ العملية يحمل أفكارا متطرفة وهو الحادث الذي أعاد إلى الواجهة حرية اقتناء الأسلحة النارية بالولايات المتحدةالأمريكية التي دخل مسئولوها في نقاش ساخن حول هذا الموضوع. البسيج في قلب الأحداث الدولية المتعلقة بمحاربة الإرهاب منذ أن تم إحداث المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للإدارة العامة لحماية التراب الوطني "الديستي" والذي أصبح معروفا لدى العام والخاص ب "البسيج"، استطاع هذا الجهاز أن يلفت إليه الأنظار وفي ظرف قياسي ، حيث أصبحت مجموعة من الدول المستهدفة من طرف الإرهاب لا تردد في الاستعانة بخدمات الأمن المغربي ، جراء مراكمته لتجربة مهمة أهلته ليحظى باحترام كبير داخل المنتظم الدولي الذي أصبح يسخر إمكانيات مادية وبشرية هائلة لمواجهة و محاربة هذا الداء الفتاك الذي لا زال يحصد في الأرواح البريئة في عدة بقاع من العالم ، حيث تمكن "البسيج" وخلال وقت وجيز من تفكيك العشرات من الخلايا النائمة وبعدة مناطق مغربية ، وأصبح شبحا مخيفا لقيادة الدولة الإسلامية بالشام والعراق "داعش" التي ظلت تسعى بكل ما تملك من قوة لإرباك حسابات الأمن المغربي ، لكنه فشل في ذلك ، لاصطدامه بحاجز أمني متراص شعاره لا تساهل ولا تسامح مع كل شيء من شأنه أن يمس بأمن واستقرار البلاد ، وأنه جاهز للتصدي إلى خفافيش الظلام الذين يتربصون بهذا الوطن الذي ضحى فيه الأسلاف بأرواحهم حتى يعيش سكانه بأمان في مغرب منفتح على باقي الأديان ومؤمن بتعايش الحضارات. داعش تستعين بخدمات أجانب لضرب المغرب دفعت قوة واحترافية "البسيج" التنظيم المحظور "داعش" لاعادة النظر في الخطط التي رسمها لتنفيذ أعمال إرهابية ببلادنا ، حيث لم يتردد في الاستعانة بخدمات عناصر إرهابية أجنبية لتمويه المصالح المغربية ، بعدما فشل في ذلك من خلال التغرير بشباب مغاربة قصد تجنيدهم ومساعدتهم بكل ما يحتاجونه من دعم لوجستيكي لضرب منشآت عامة بالمغرب واستهداف شخصيات عسكرية ومدنية وفق ما كانت تعلن عنه وزارة الداخلية بعد كل عملية في بلاغاتها ، وخير دليل على ذلك، المواطن التشادي الملقب ب "أبي الذباح" الذي دخل خلال الشهر الماضي التراب المغربي بطريقة شرعية عبر المطار الدولي محمد الخامس بالدار البيضاء ، قبل أن يتم توقيفه بمدينة طنجة ، حيث بينت الأبحاث والتحريات التي باشرها المحققون ، أن الإرهابي الموقوف كان يعتزم ضرب منشآت سياحية بمدينة البوغاز ، إذ تم العثور لديه على عدة وسائل ومواد تستعمل في العمليات التخريبية ، وأنه موال للتنظيم المحظور ، وأنه خطط لنقل أعماله التخريبية نحو الشرق ، وبالضبط إلى مدينة السعيدية ، إذ كان يعتزم كراء شقة مفروشة بحي شعبي معروف كنقطة سوداء بالجوهرة الزرقاء ، وأن الإرهابي لم يكن اختياره للمكان اعتباطيا أو عن طريق الصدفة ، بل كان يسعى الانخراط في الأجواء التي يعرفها الحي حتى يتسنى له تكوين فكرة عامة عن المنطقة تؤهله لتنفيذ مخططه الإجرامي بإحكام. جزائري ضمن خلية الخميس بوجدة بينت الأبحاث الأولية التي باشرتها المصالح المختصة ، أنه يوجد من بين خلية الخميس التي تم تفكيكها بوجدة ، أحد المواطنين الذين يحملون الجنسية الجزائرية ، وأنه يقيم بالتراب المغربي بطريقة غير مشروعة ، وأنه من المنتظر أن يكون قد تسلل إلى مدينة وجدة عن طريق الشريط الحدودي الفاصل بين المغرب والجزائر ، وليست هذه هي المرة الأولى التي يتورط فيها جزائريون في قضايا ذات بعد إرهابي يستهدف المغرب ، إذ سبق لعناصر "البسيج" خلال مختلف تدخلاتها أن أوقفت جزائريين متشبعين بالفكر المتطرف ، وكانوا يعتزمون تنفيذ مخططات تخريبية ببلادنا بدعم من التنظيم المحظور "داعش". تندرارة.. ذئب منفرد يكسر هدوء القرية النائية لم يكن سكان الجماعة القروية "تندرارة" التابعة ترابيا لإقليم فكيك بوعرفة ، والبعيدة عن عاصمة الشرق بحوالي 200 كيلومتر ، يعتقدون يوما أن فرقة أمنية خاصة تزور بلدتهم الهادئة وتعتقل ذئبا منفردا كان مندسا بين أهاليها البسطاء ، الذين يعيشون على العفاف والكفاف ، يهتمون بتربية المواشي لضمان قوتهم وقوت أهلهم وذويهم بعيدا عن صخب الحياة في المدينة ، يتجولون بأغنامهم في مراعي "الظهرة" الشاسعة غير عابئين ولا مكثرتين بما يروج ويدور في العالم. عشر ذئاب منفردة بخلية الخميس وفق بلاغ الداخلية أفاد بلاغ أصدرته وزارة الداخلية على خلفية تفكيك خلية إرهابية بمدينة وجدة وقرية تندرارة ، أن العملية أسفرت عن توقيف عشرة أفراد ، من ذوي السوابق العدلية المتعلقة بالاعتداء على الغير وسلبهم ممتلكاتهم بواسطة السلاح الأبيض ، وجاء في البلاغ ذاته أن الموقوفين متشبعين بالفكر المتطرف ، وأنهم قاموا بعدة تحركات لرصد أحد الأسواق التجارية الكبرى المتواجدة بالمدينة ، من أجل الاستيلاء على ما تختزنه صناديقه من أموال قصد ضمان تمويل لمخططاتهم الإجرامية لزعزعة استقرار وأمن المغرب، حيث تم اقتياد الجميع نحو المخفر لتعميق البحث معهم بخصوص المنسوب إليهم بتنسيق مع المصالح القضائية المختصة في انتظار إحالة ملفهم على العدالة لتقول كلمتها في حقهم.