في إطار مكافحة الإرهاب تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني أمس الثلاثاء، من توقيف عنصر خطير موالي لما يسمى ب"الدولة الإسلامية"، ينشط بمدينة بركان، وذلك في إطار التحريات الاستباقية لمواجهة التهديد الإرهابي. وكشف التحقيق الأولي أن المعني بالأمر، الذي يضمر حقدا دفينا لمؤسسات البلاد والتي يصفها ببلاد الكفر، لا يكف عن الإشادة بتنظيم "الدولة الإسلامية" داعش، على خلفية حملة دعائية للأفعال التي يقوم بها أعضاء هدا التنظيم.
كما أوضح التحقيق الأولي أن الشخص الموقوف، قيد البحث حاليا، كان بصدد التحضير لعمل إرهابي خطير وذلك بتنسيق مع قادة ميدانيين.
المعروف لدى المحللين الأمنيين، وخصوصا المختصين في معالجة قضايا الإرهاب ومكافحة التطرف، أنه من أخطر الملفات التي تتصدى لها الأجهزة الأمنية هي ما يسمى بالذئاب المنفردة، حيث يربط الإرهابي علاقات عبر الشبكة الالكترونية مع قادة ميدانيين في بؤر التوتر، وعن طريق هذه العلاقة يقوم بالتخطيط لعمليات إرهابية بل ينفذ مخططاته بعيدا عن الأعين.
مثل هذه النماذج يكون من الصعب تتبع مسارها، حيث تساهم العلاقات بين أعضاء الخلايا الإرهابية في كشف المخططات التخريبية، لكن الذئاب المنفردة تعمل في هدوء تام، ولهذا أصبحت اليوم تشكل مصدر إزعاج للدول الأوروبية خوفا من تنفيذ عمليات إرهابية خطيرة دون القدرة على اكتشافها مسبقا.
ومن هذا المنطلق يكون العمل الذي قام به المكتب المركزي للأبحاث القضائية مجهودا لا يستهان به في العمليات الأمنية، فاعتقال ذئب منفرد أكثر صعوبة من تفكيك خلية إرهابية، وبالتالي يكون البسيج قد حقق فتوحات جديدة باعتقاله للعديد من الذئاب المنفردة، مثل الداعشي البركاني وكذلك الذئب المنفرد الذي تم اعتقاله بقصبة تادلة وكان يعد لعملية إرهابية عن طريق سيارة مفخخة.
ويؤكد هذا العمل القدرات التي يمتلكها المكتب المركزي للأبحاث القضائية، والخبرات التي راكمها في مجال تتبع ورصد الإرهابيين سواء تعلق الأمر بخلايا إرهابية أو ذئاب منفردة، في وقت يعتبر فيه الإرهاب من أخطر أنواع الجريمة ولا يوجد مجتمع بمنأى عنه.