«البقاء على رأس التجمع أحب إلي من عروض العم سام». كان ذلك لسان حال صلاح الدين مزوار رئيس التجمع الوطني للأحرار، وهو يعلن اعتزامه الترشح لولاية ثانية، ليقطع الشك باليقين و يكذب أخبار رحيله إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، بعدما تلقى عروضا من مؤسسات اقتصادية ومالية ودولية هناك. طنجة.. الساعة تشير إلى حوالي منتصف الليل.. عندما تحلق عدد من تجمعيين طنجة وتطوان والغرب بمزوار، الكل يطالبه بالرد على ماروجته الصحافة مؤخرا وكذلك رسائل «إس. إم. إس» مجهولة تقول إن: « مزوار سيترك الجمل بما حمل و سيرحل إلى الولاياتالمتحدة للعمل هناك». «أنا لا أتهرب من المسؤولية » يرد مزوار عن نفسه هذه التهمة، قبل أن يخاطب المناضلين الملتفين حول و الذين كان أغلبهم يمثلون جهات طنجة وتطوان والغرب، حلوا ضيوفا على رفاقهم البيضاويين الذين اختاروا عقد لقاء جهوي خاص بهم بمدينة البوغاز للتداول حو الورقة المذهبية للحزب وكذلك نظامه الداخلي في أفق مؤتمره القادم الذي تقرر عقده قبل متم شهر أبريل القادم. «أنا باق أمامكم و كل ماتم ترويجه لاأساس له من الصحة، وأنا أعلن أمامكم رسميا أني سأرشح نفسي لولاية ثانية على رأس الحزب». جملة من مزوار، كانت كافية لانتزاع تصفيقات الحاضرين ولكي ينخرط الجميع بعد ذلك في موجة من ترديد الشعارات المؤيدة لصلاح الدين مزوارإعلان انتزع التصفيقات، لينخرط الجميع في موجة من د الشعارات المؤيدة له، حيث بدا الأمر وكأنه صورة من مؤتمر عام قبل الأوان. بهذا الإعلان الرسمي، يكون مزوار هو الوحيد الذي أعلن حتى الآن أنه سيضع ترشيحه لدى لجنة تلقي الترشيحات، فيما مازالت الأخبار متضاربة بين التجمعيين بخصوص محمد أوجار عضو المكتب التنفيذي والذي يشغل في نفس الوقت عضو الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، حيث أكد أغلب من تحدثت إليهم «الأحداث المغربية» أن هذا الأخير لم يؤكد ذلك حتى الآن، فيما لم يتسن للجريدة التأكد من ذلك، عندما ركبت الرقم الهاتفي لأوجار أكثر من مرة، لكن كانت العلبة الصوتية لهاتفه النقال هي التي كانت تتكفل بالإجابة دائما. في محاولة لاستقراء الجديد الذي سيحمله المؤتمر القادم للحزب، قالت قيادات تجمعية، اتصلت بها «الأحداث المغربية» إن الاتجاه العام يسير نحو تقليص التضخم البشري على مستوى المجلس الوطني، برلمان الحزب، الذي يضم حاليا 800 عضو وهو رقم كبير، تردف المصادر، مضيفة أنه بالنظر إلى أن المؤتمر سيعرف مشاركة 2400 مؤتمر فقط، فإن المجلس الوطني لن يضم خلال خمس سنوات القادمة إلا ما بين 360 و400 شخص فقط. نفس الشئ بالنسبة للجنة المركزية للحزب التي تضم حاليا 400 عضو، فهي لم تعد تصلح لشئ، حسب التجمعيين ومن الأفضل تفويت اختصاصاتها للتنظيمات الجهوية للحزب. فيما يتعلق بالجانب المذهبي، من المرتقب كذلك خلال المؤتمر القادم، أن يشيع التجمعيون «اللبرالية الاجتماعية» إلى مثواها الأخير. هذه الأخيرة كان قد بشر بها صلاح الدين مزوار خلال ما يسمى ب«الحركة التصحيحية» التي حملته إلى رئاسة الحزب بدلا من مصطفى المنصوري، لكن ذلك تم في سياق معين لامجال للتفصيل فيه الآن، تضيف المصادر التجمعية، مختتمة أنه بالنظر إلى التحولات التي يعشيها المغرب ومحيطه الإقليمي من الأفضل الانحراف قيلا يسارا و وصل حبل الود مع «الديمقراطية الاجتماعية» التي اعتنقها الحزب ذات مؤتمر في سنة 1983.