عانق حسن الكتاني عمر الحدوشي عناقا حارا ولم يفك عنه ذراعيه الا بعدما تبين له أن سلهام الحدوشي سيقع أرضا إن هو استمر في عناقه. كان حسن الكتاني قد وصل قبل عمر الحدوشي بكثير يوم أمس لمبنى نادي المحامين بالرباط العاصمة. لم يكن لسان الكتاني يذكر وهو يعانق الحدوشي الا التهئنة بخروجه من السجن. في واقع الحال اكتست الندوة التي عقدتها “اللجنة المشترك للدفاع عن المعتقلين الاسلاميين” صبيحة أمس بالرباط، جوا من الفرح قارب الاحتفال بالعفو عن شيوخ السلفية الجهادية. اقارب المفرج عنهم واصدقاؤهم وثلة من المحامين الذين ازاروهم في ملفهم، لم يخفوا سعادتهم بعودة المشايخ الثلاثة بعد تسع سنوات قضوها في الاعتقال. تناوب الشيوخ الثلاث علي الكلمة بعد بيان قصير للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الاسلاميين” والظاهر أن حسن الكتاني وابو حفص والحدوشي الذين بدوا في صحة جيدة، كما كانت قدرتهم في التواصل مع الحشد الكبير من الاعلاميين الذين حضروا الندوة الصحافية التي، كبيرة، يحملون معهم هما آخرا بعد الافراج عنهم بعفو ملكي. هم الشيوخ الثلاثة هو من تركوه خلفهم في السجون ممن حوكموا معهم في نفس الملف. ورغم أن الشيوخ الثلاثة كانت وجهاتهم نظرهم للاولويات في هذا الملف مختلفة الا أنهم اتفقوا في تدخلاتهم أمام وسائل الاعلام على “أن فرحة اطلاق سراحهم ناقصة إن لم يتم العفو عن باقي معتقلي السلفية الجهادية”. لم يضع حسن الكتاني في كلمته أية أجندة زمنية لما يمكن أن يقوم به المفرج عنهم في مستقبل الأيام، وكل ما قال هو أن طي ملف معتقلي السلفية الجهادية عبر ما أسماه “مصالحة وطنية شاملة، كما وقع في العديد من البلدان التي سالت فيها الدماء” فالتغيير، يضيف حسن الكتاني، لا يمكن أن يتم وأبواب السجون ما زالت مغلقة دون معتقلي الرأي والفكر سواء الذين توبعوا في ملفنا أو الذين توبعوا في ملفات أخرى”. أضاف الكتاني أن الوقت مناسب لهذه المصالحة، دون أن يحدد طبيعتها ولا شروطها ولا على أطرافها، ولكنه بالمقابل أكد أن المغرب يتوفر على نموذج لهذه المصالحات ضاربا المثال بما قامت هيئية الانصاف والمصالحة التي طوت عهد سنوات الرصاص. على العكس من حسن الكتاني كان عبد الوهاب رفيقي الملقب بأبي حفص أكثر وضوحا وأكثر تنظيما فيما يمكن أن يقوم به مشايخ السلفية الجهادية المفرج عنهم. أبو حفص قال إن منطق الأولويات يفرض أن تنصب الجهود على الدفاع في كل مناسبة وفي كل حين عن السبل الكفيلة بطي ملف معتقلي السلفية الجهادية. في ترتيب الخطوات قال أبو حفص إن تيار السلفيين يجب أن يعتمد في دفاعه قضيته الأولى تلك عن خطاب متوازن معقلن يحفظ معادلة “اللاتنازل واللامساومة في الدفاع عن حق المظلومين، ويضع في حسبانه اكراهات المرحلة وحساسية الملف وتعدد الفاعلين فيه”. في نفس تسطيره لخارطة الطريق التي قد يتبعها الشيوخ المفرج عنهم في الدفاع عن زملائهم في تيار السلفية الجهادية، قال أبو حفص “إننا مستعدون للتعامل مع الجهة الحكومية الوصية على هذا الملف أي وزارة العدل أو أية جهة حكومية أخرى”. وعلى العكس من حسن الكتاني الذي طالب بمصالحة وطنية على شاكلة التجربة السابقة التي قادتها هيئة الانصاف والمصالحة، قال أبو حفص إن محاسبة المسؤولين عن الملف أو المطالبة بتعويض “عن سنوات الشباب والطموح التي قضيناها وراء القضبان” هي غير مطروحة الآن للنقاش، فكل ما يهم الآن هو عودة المعتقلين في نفس الملف إلى ذويهم يضيف أبو حفص.