اتهم وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاربعاء النظام السوري وحليفته روسيا بالسعي الى "حل عسكري" للنزاع في سوريا، وذلك بعيد تحقيق قوات النظام مدعومة بغارات روسية تقدما نوعيا في شمال البلاد وتعليق الاممالمتحدة مفاوضات السلام المتعثرة في جنيف. وقال كيري الموجود حاليا في لندن في بيان صدر في واشنطن ان "مواصلة الهجوم الذي تشنه قوات النظام السوري – مدعومة بالغارات الروسية- على مناطق تسيطر عليها المعارضة (…) اظهرت بوضوح الرغبة (لدى النظام وموسكو) بالسعي الى حل عسكري بدلا من اتاحة المجال امام التوصل الى حل سياسي". واضاف "ندعو النظام السوري وداعميه الى وقف قصفهم للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة ولا سيما حلب". كما حض الوزير الاميركي كلا من النظام السوري وروسيا على "الوفاء بالتزاماتهما واعادة الثقة الى المجتمع الدولي بانهما يرغبان في التوصل الى حل سلمي للازمة السورية". واتى بيان كيري بعيد بيان اول اصدرته وزارته بشأن الغارات الروسية واتسم بلهجة عنيفة وحمل هذه الغارات "جزئيا" المسؤولية عن افشال مفاوضات جنيف. وقالت الخارجية الاميركية في بيانها ان الغارات التي تشنها الطائرات الروسية في مدينة حلب ومحيطها "تستهدف بشكل شبه حصري" المجموعات المسلحة المعارضة ومدنيين بدلا من ان تستهدف "داعش، العدو المشترك للمجتمع الدولي بأسره". واضافت انه "من الصعوبة بمكان ان نتخيل كيف لغارات ضد اهداف مدنية ان تساهم بأي شكل كان في عملية السلام التي نحاول العمل عليها حاليا". وجدد بيان الخارجية الاميركية التأكيد على ان "قرار مجلس الامن الدولي الرقم 2254 الذي صوت الروس عليه يدعو النظام (السوري) وكل الاطراف الى انهاء القصف والهجمات ضد المدنيين". واضاف ان هذه الغارات يجب ان تتوقف "ليس في نهاية المطاف بل فورا، وليس لاحقا بل حالا". وربط بيان الخارجية بين هذه الغارات وبين قرار موفد الاممالمتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا تعليق المفاوضات بين وفدي النظام السوري والمعارضة في جنيف حتى 25 فبراير الحالي. وقال ان السبب الذي دفع "دي ميستورا الى تعليق المفاوضات في جنيف اليوم هو في جزء منه صعوبة التوصل الى حل سياسي في الوقت الذي يتم فيه باستمرار اعاقة وصول المساعدات الانسانية وازهاق ارواح بشرية". وكان دي ميستورا اعلن في وقت سابق الاربعاء تعليق المفاوضات المتعثرة في جنيف حتى 25 فبراير بسبب الحاجة الى "القيام بمزيد من العمل"، وذلك بعيد اعلان الجيش السوري تحقيقه تقدما نوعيا في شمال البلاد اتاح له فك الحصار عن بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين وقطع طريق الامداد الرئيسية على مقاتلي المعارضة في حلب. ومساء الاربعاء أعلنت المعارضة السورية ان وفدها لن يعود إلى جنيف إلا بعد تلبية مطالبها الإنسانية، في حين اعتبرت دمشق أن "الشروط المسبقة" للمعارضة هي التي أفشلت المفاوضات. الجيش السوري يحقق تقدما نوعيا ويقطع طريق امداد رئيسية عن المقاتلين في حلب وحقق الجيش السوري الاربعاء تقدما نوعيا في شمال البلاد ضيق عبره الخناق على الفصائل المقاتلة في مدينة حلب عبر قطع طريق الامدادات الرئيسية التي تعول عليها، بكسره حصار بلدتين شيعيتين. وبعيدا عن التطورات الميدانية، دخلت قافلة مساعدات من 12 شاحنة الاربعاء مدينة معضمية الشام التي تحاصرها قوات النظام جنوب غرب دمشق، حيث جرى توزيع المواد الغذائية والطبية على السكان. وفي ريف حلب الشمالي، قال مصدر عسكري موجود في منطقة المعارك لوكالة فرانس برس "كسر الجيش السوري الحصار عن بلدتي نبل والزهراء بعدما تمت السيطرة على قرية معرسة الخان"، وتمكن بذلك من "قطع طريق الامداد الرئيسية للمسلحين بين حلب وتركيا". وتعد تركيا، التي قطعت علاقاتها مع دمشق اثر اندلاع موجة الاحتجاجات في 2011، من ابرز الداعمين للفصائل المقاتلة في سوريا، ويتهمها النظام السوري "بدعم الارهاب" وتسهيل دخول الجهاديين الى اراضيه. وتحاصر الفصائل المقاتلة والاسلامية وبينها جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) منذ العام 2013 بلدتي نبل والزهراء، حيث يعيش 36 الف نسمة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. ويأتي كسر الحصار عنهما اثر هجوم بدأته قوات النظام الاثنين بغطاء جوي وتمكنت خلاله من استعادة السيطرة على قرى عدة. واكد الاعلام الرسمي السوري كسر الحصار وقطع طريق الامدادات. ويعد هذا التقدم وفق مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن "الابرز لقوات النظام في محافظة حلب منذ العام 2012″ حيث من شانه ان "يهدد مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة داخل مدينة حلب". -حصار حلب- وتسيطر قوات النظام على الاحياء الغربية في مدينة حلب فيما تسيطر الفصائل المقاتلة على الاحياء الشرقية. وتشهد المدينة معارك مستمرة منذ صيف 2012. واوضح عبد الرحمن "تطوق قوات النظام حاليا الاحياء الشرقية، التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة في مدينة حلب، من الجهات الجنوبية والشرقية والشمالية باستثناء منفذ واحد لمقاتلي الفصائل من الجهة الشمالية الغربية". واشار الى انه "في حال تقدمت قوات النظام غربا فانها ستتمكن بسهولة من قطع هذا المنفذ الوحيد للمقاتلين الذي يمر من ريف حلب الغربي وصولا الى محافظة ادلب" التي تسيطر عليها بالكامل الفصائل الاسلامية والمقاتلة باستثناء بلدتين محاصرتين. ويختصر مدير المرصد هذا التقدم بالقول ان "ما حققته قوات النظام خلال ثلاثة ايام فشلت في تحقيقه خلال اكثر من ثلاث سنوات، وذلك بفضل التدخل الروسي والتخطيط الواضح للعملية". وتزامن هذا التقدم وفق المرصد مع قصف كثيف للطائرات الروسية التي تشن حملة جوية مساندة لقوات النظام منذ 30 سبتمبر 2015. وافاد المرصد ان اسفرت الاشتباكات والقصف الجوي خلال الايام الثلاثة الماضية عن مقتل اكثر من 90 عنصرا من الفصائل المقاتلة والاسلامية. كما قتل في المعارك ما يفوق 45 عنصرا من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين لها، بينهم 18 مقاتلا من نبل والزهراء. الى ذلك، قتل ثلاثة مدنيون في قذيفة اطلقتها الفصائل المقاتلة على بلدة الزهراء، وقتل ستة آخرون في قصف جوي على بلدتين أخريين في ريف حلب الشمالي، بحسب المرصد الذي تحدث ايضا عن فرار آلاف المدنيين من منطقة المعارك باتجاه تركيا. -قافلة مساعدات- وياتي تقدم قوات النظام مع مطالبة ممثلي المعارضة بفك الحصار عن المناطق المحاصرة وادخال المساعدات اليها، ووقف الضربات الجوية الروسية. اما موسكو فاكدت الاربعاء انها لا تنوي وقفها قبل هزم "التنظيمات الارهابية". ودخلت قافلة مساعدات الاربعاء مدينة معضمية الشام التي تحاصرها قوات النظام السوري جنوب غرب دمشق. وتتضمن القافلة، وفق ما قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر بافل كشيشيك لفرانس برس، "12 شاحنة للجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر السوري هي عشر شاحنات محملة بالمواد الغذائية واثنتان تنقلان الادوية والمعدات الطبية". وتحاصر قوات النظام السوري معضمية الشام منذ مطلع العام 2013 قبل ان يتم التوصل الى هدنة بعد نحو عام، ما سمح بتحسن الظروف الانسانية والمعيشية فيها. لكن الاممالمتحدة اعادت تصنيف المدينة ب"المحاصرة" الشهر الماضي بعد تشديد قوات النظام للحصار ورصدها وفاة ثمانية اشخاص جراء النقص في الرعاية الطبية. ويعاني نحو 486 الف شخص في سوريا من الحصار، غالبيتهم محاصرون من قبل النظام، من اجمالي 4,6 ملايين شخص يعيشون في مناطق "يصعب الوصول" اليها، وفق الاممالمتحدة.