صحيفة إيطالية: المغرب فرض نفسه كفاعل رئيسي في إفريقيا بفضل "موثوقيته" و"تأثيره"    عامل إقليم الجديدة يزور جماعة أزمور للاطلاع على الملفات العالقة    بوريطة: المغرب شريك استراتيجي لأوروبا .. والموقف ثابت من قضية فلسطين    مثل الهواتف والتلفزيونات.. المقلاة الهوائية "جاسوس" بالمنزل    الحسيمة : ملتقي المقاولة يناقش الانتقال الرقمي والسياحة المستدامة (الفيديو)    تعيين مدير جديد للمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بتطوان    المنتخب المغربي يفوز على نظيره المصري في التصفيات المؤهلة لكأس أمام أفريقيا للشباب    إقصائيات كأس أمم إفريقيا 2025 (الجولة 5).. الغابون تحسم التأهل قبل مواجهة المغرب    اشتباكات بين الجمهور الفرنسي والاسرائيلي في مدرجات ملعب فرنسا الدولي أثناء مباراة المنتخبين    السفيرة بنيعيش: المغرب عبأ جهازا لوجستيا مهما تضامنا مع الشعب الإسباني على خلفية الفيضانات    مقاييس التساقطات المطرية خلال 24 ساعة.. وتوقع هبات رياح قوية مع تطاير للغبار    بحضور التازي وشلبي ومورو.. إطلاق مشاريع تنموية واعدة بإقليم وزان    عنصر غذائي هام لتحسين مقاومة الأنسولين .. تعرف عليه!    وزيرة الاقتصاد والمالية تقول إن الحكومة واجهت عدة أزمات بعمل استباقي خفف من وطأة غلاء الأسعار    لمدة 10 سنوات... المغرب يسعى لتوريد 7.5 ملايين طن من الكبريت من قطر    الأرصاد الجوية تحذر من هبات رياح قوية مع تطاير للغبار مرتقبة اليوم وغدا بعدد من الأقاليم    الدرك الملكي بتارجيست يضبط سيارة محملة ب130 كيلوغرامًا من مخدر الشيرا    المنتخب المغربي الأولمبي يواجه كوت ديفوار وديا في أبيدجان استعدادا للاستحقاقات المقبلة    أزمة انقطاع الأدوية تثير تساؤلات حول السياسات الصحية بالمغرب    هل يستغني "الفيفا" عن تقنية "الفار" قريباً؟    مصرع شخص وإصابة اثنين في حادث انقلاب سيارة بأزيلال    بتهمة اختلاس أموال البرلمان الأوروبي.. مارين لوبان تواجه عقوبة السجن في فرنسا    بعد ورود اسمه ضمن لائحة المتغيبين عن جلسة للبرلمان .. مضيان يوضح    الارتفاع ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    ‬المنافسة ‬وضيق ‬التنفس ‬الديموقراطي    حوالي 5 مليون مغربي مصابون بالسكري أو في مرحلة ما قبل الإصابة    الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين تسلم "بطاقة الملاعب" للصحافيين المهنيين    ألغاز وظواهر في معرض هاروان ريد ببروكسيل    الحكومة تعلن استيراد 20 ألف طن من اللحوم الحمراء المجمدة    صيدليات المغرب تكشف عن السكري    ملتقى الزجل والفنون التراثية يحتفي بالتراث المغربي بطنجة    الروائي والمسرحي عبد الإله السماع في إصدار جديد    خلال 24 ساعة .. هذه كمية التساقطات المسجلة بجهة طنجة    الإعلان عن العروض المنتقاة للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح    نشرة إنذارية.. هبات رياح قوية مع تطاير للغبار مرتقبة اليوم الخميس وغدا الجمعة بعدد من أقاليم المملكة        معدل الإصابة بمرض السكري تضاعف خلال السنوات الثلاثين الماضية (دراسة)    تمديد آجال إيداع ملفات الترشيح للاستفادة من دعم الجولات المسرحية    مركز إفريقي يوصي باعتماد "بي سي آر" مغربي الصنع للكشف عن جدري القردة    الاحتيال وسوء استخدام السلطة يقودان رئيس اتحاد الكرة في جنوب إفريقا للاعتقال    حفل توزيع جوائز صنّاع الترفيه "JOY AWARDS" يستعد للإحتفاء بنجوم السينماوالموسيقى والرياضة من قلب الرياض    الدولة الفلسطينية وشلَل المنظومة الدولية    أسعار النفط تنخفض بضغط من توقعات ارتفاع الإنتاج وضعف الطلب    عواصف جديدة في إسبانيا تتسبب في إغلاق المدارس وتعليق رحلات القطارات بعد فيضانات مدمرة    "هيومن رايتس ووتش": التهجير القسري الممنهج بغزة يرقي لتطهير عرقي    إسرائيل تقصف مناطق يسيطر عليها حزب الله في بيروت وجنوب لبنان لليوم الثالث    الجيش الملكي يمدد عقد اللاعب أمين زحزوح    هذه أسعار أهم العملات الأجنبية مقابل الدرهم    ترامب يعين ماركو روبيو في منصب وزير الخارجية الأمريكي    غينيا الاستوائية والكوت ديفوار يتأهلان إلى نهائيات "كان المغرب 2025"    غارة جديدة تطال الضاحية الجنوبية لبيروت    أكاديمية المملكة تفكر في تحسين "الترجمة الآلية" بالخبرات البشرية والتقنية    الناقد المغربي عبدالله الشيخ يفوز بجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



واشنطن تحاول إستعادة زمام الحرب على ساحة بلاد الشام قواعد عسكرية وتهديدات بالتدخل المباشر.. بقلم // عمر نجيب
نشر في العلم يوم 29 - 01 - 2016

منذ أن بدأ التدخل العسكري الروسي العلني والمباشر يوم 30 سبتمبر 2016 لدعم الجيش السوري في حربه ضد أجهزة دولية عسكرية وإستخباراتية تسخر مجموعة من الجماعات والتنظيمات والفيالق المسلحة المختلفة التوجهات والولاءات تعاظمت الإتهامات الموجهة إلى الولايات المتحدة سواء من جانب بعض سياسييها أو حلفائها الإقليميين والدوليين بأنها تعاني من حالة تراجع وإنحسار للنفوذ في منطقة الشرق الأوسط وبأن إدارة الرئيس أوباما تسير على نهج إنهزامي تاركة المجال مفتوحا لخصمها موسكو لإستعادة نفوذه في هذه المنطقة الحيوية والمركز على الخارطة الدولية.
إدارة البيت الأبيض ناورت في محاولتها للرد على هذه الإنتقادات فتارة كانت تصدر تصريحات وتقوم بتحركات تؤكد من خلالها أنها لن تتخلى عن دعم القوى التي تسعى لتبديل النظام القائم في دمشق وتارة أخرى كانت تحرص على التأكيد أنها لن تتورط بجيشها النظامي في الصراع الدائر على أرض الشام، وهو الأمر الذي قدر العديد من أنصارها أنه السبيل الوحيد لمنع الجيش السوري بمساعدة موسكو من إستعادة السيطرة على أغلب أراضي البلاد التي تتحكم فيها المليشيات المسلحة وبالتالي فرض التسوية التي تريدها كل من دمشق وموسكو.
الوضع على الساحة العسكرية
عمليا على ساحة المواجهات العسكرية، تتسارع ومنذ 30 سبتمبر 2015 نجاحات الجيش السوري بدعم من الطيران الروسي وقوات حزب الله اللبناني وتتقلص مساحات الأراضي الخاضعة لمختلف التنظيمات المسلحة التي تعادي النظام بينما أصبحت خطوط إمداداتها وتموينها الرئيسية عبر الحدود المشتركة السورية التركية مهددة بالقطع.
يوم الأحد 24 يناير نشرت محطة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية أخبارا تحذر من زيادة الأخطار التي تواجهها القوى المعارضة لدمشق وقالت:
استعادت القوات الموالية للنظام السوري السيطرة على آخر معقل رئيسي للمعارضة في بلدة ربيعة غرب محافظة اللاذقية، حسبما ما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان ووكالة الأنباء السورية الرسمية.
إذ حاصرت قوات الجيش والمليشيات العسكرية الموالية له، بدعم من القوات الجوية الروسية، مناطق تسيطر عليها المعارضة في ربيعة وسيطرت على القرى المحيطة بها خلال اليومين الماضيين.
وتقع بلدة ربيعة على بعد حوالي 13 كيلومترا من الحدود التركية في محافظة اللاذقية، والتي توجد فيها قاعدة حميميم الروسية الجوية التي تستخدمها طائرات الجيش الروسي لدعم الجيش السوري.
محللون عسكريون في العاصمة اللبنانية بيروت ذكروا يوم الإثنين 25 يناير:
وقت قصير يفصل الجيش السوري عن إعلان ريف اللاذقية آمنا بشكل كامل، بعد تحرير بلدة ربيعة الواقعة في عمق جبل التركمان، إضافة إلى قرى عدة مجاورة. المسلحون الفارون إلى ريف إدلب والحدود التركية على موعد جديد من المعارك في القرى الأخيرة في اللاذقية... وفي ريف إدلب. إثر سيطرة الجيش وقواته الرديفة على البلدة التي بقيت عصية طوال سنوات طويلة بمسلحيها التركمان ذوي الولاء لتركيا، وهكذا أصبحت خارج الدور المعد لها من قبل الدولة الجارة، بإعتبارها المعقل الأقوى للمسلحين في جبال الساحل السوري والنقطة التي كانوا يأملون منها التقدم نحو اللاذقية وقطع خطوط إتصال دمشق مع الخارج عن طريق البحر المتوسط.
الواضح الآن أن الجهد العسكري السوري بعد اللاذقية سينتقل خلال أجل قريب إلى شرق البلاد وخاصة الرقة معقل داعش والمناطق الأخرى الممتدة حتى حدود العراق.
ويضيف المحللون لم تأبه القوات السورية، هذه المرة، لسوء الأحوال الجوية أو وعورة الطبيعة الجبلية التي لطالما أوقعت المقاتلين في مآزق قاتلة. لم يتمسك المهاجمون بذرائع متعلقة بالعاصفة التي تزور المنطقة وتقلب دفء الساحل السوري بردا قاسيا على المقاتلين والمدنيين على حد سواء. الطيران الروسي ألهب شتاء البلدة التي كانت حتى وقت قريب حلما صعب المنال بالنسبة إلى السوريين المنضوين تحت راية الدولة. 12 يوما لم تهدأ خلالها الطائرات بتركيز القصف على مواقع تمركز المسلحين في البلدة التي تبعد عن الحدود التركية مسافة 12 كلم.
المسلحون انسحبوا، بحسب مصادر ميدانية، باتجاه الأراضي التركية، إضافة إلى المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة في ريف إدلب، بما فيها جسر الشغور، بعد السيطرة على 18 بلدة وقرية على امتداد 120 كيلومترا خلال الأيام الفائتة.
"المرصد السوري لحقوق الإنسان" المعارض أقر بسيطرة الجيش على بلدة ربيعة، معترفا بأنها أهم معقل للفصائل المسلحة في جبل التركمان. وعزا سبب السقوط المدوي إلى كثافة الغارات الروسية وتوقف تدفق السلاح من الأراضي التركية، بما فيها صواريخ "تاو" الأمريكية. "تنسيقيات" المسلحين التابعة ل"الجيش الحر" اتهمت "جبهة النصرة" بالتخاذل وعدم إرسال مسلحيها إلى جبهات القتال في ريف اللاذقية الشمالي، وانشغالها بسرقة ممتلكات المدنيين في مناطق سيطرتها في ريف حماه. وقد جاء ذلك بعد إصدار "الفرقة الثانية الساحلية" التابعة ل"الجيش الحر" بينا تعترف فيه بسقوط ربيعة، مناشدة جميع الفصائل المسلحة التوجه إلى جبهات ريف اللاذقية.
خسائر كبيرة
قبل ذلك بأيام نشرت وكالة أنباء رويترز الدولية التي لها علاقات وثيقة مع البيت الأبيض والقيادات العسكرية الأمريكية والتركية تحليلا كتبه توم بيري وسليمان الخالدي يوم 20 يناير ذكرت فيه:
أدت الضربات الجوية التي تشنها روسيا منذ أربعة أشهر في سوريا إلى إلحاق أضرار جسيمة بمقاتلي المعارضة وتعزيز موقف الرئيس السوري بشار الأسد الذي يواصل التحدي في الوقت الذي تسعى فيه الأمم المتحدة جاهدة لإجراء محادثات تسوية.
ويتعرض مقاتلو المعارضة لضربات أشد عنفا في الغرب في حين يواجه تنظيم الدولة الإسلامية في المناطق الواقعة بشرق ووسط البلاد ضغوطا عسكرية وبدأ في خفض رواتب المقاتلين بعد تأثر عمليات تهريب النفط جراء تهاوي الأسعار.
وتتحدث جماعات من المعارضة المسلحة عن وقوع ضربات جوية مكثفة وهجمات برية في مناطق بغرب سوريا تمثل أهمية قصوى لدمشق. وحققت القوات الحكومية خلال النصف الثاني من يناير واحدا من أكبر انتصاراتها منذ بداية التدخل الروسي باستعادة بلدة سلمى في محافظة اللاذقية.
ولا يبدو أن الانتصارات الأخيرة تمثل نقطة تحول في الصراع مع شن مقاتلي المعارضة هجمات مضادة واستعادتهم مواقع في بعض الأماكن لكن المعارضة المسلحة تشير إلى أن خطوط المواجهة في غرب سوريا تشهد مستويات عالية من الاستنزاف.
ويقول مسؤولون مقربون من دمشق إن إغلاق الحدود الشمالية الغربية مع تركيا يمثل الأولوية. وذكر مصدر عسكري سوري أن خطوط إمداد المسلحين من تركيا التي تدعم المعارضة المسلحة واقعة تحت وطأة الضربات الجوية الروسية والسورية.
وتسلط مجريات القتال الضوء على المهمة الشاقة التي تواجه مبعوث الأمم المتحدة ستافان دي ميستورا لعقد محادثات سلام. وعلى الرغم من مباركة الولايات المتحدة وروسيا لعملية السلام الجديدة فإنها تبدو بعيدة عن واقع الحرب المستمرة منذ نحو خمس سنوات والذي لا يبدو أنه مهيأ بعد لصنع السلام.
وقال الرائد جميل الصالح قائد فصيل جيش العزة من الجيش السوري الحر "أغلب مناطق المعارضة تحولت إلى دفاع بسبب الحشد الكبير الذي تم من قبل القوات الروسية واستخدام العدد الهائل من الطائرات الروسية والدعم اللا محدود من الذخيرة".
وحاول جميل الصالح التقليل من أهمية المكاسب التي حققتها القوات الحكومية وقال إن المساعدات العسكرية التي يقدمها الداعمون الأجانب للمعارضة المسلحة ومنهم السعودية وتركيا ليست كافية للتصدي للهجمات على الأرض.
وذكر لرويترز "الدعم المقدم في الوقت الحالي غير كاف .. قليل جدا .. وطبعا هذه إحدى الصعوبات التي يعاني منها الجيش الحر على الأرض خصوصا أن القصف الجوي يؤثر على بعض المقرات والآليات والسيارات. والدعم قليل بالنسبة للهجمة الشرسة التي تتعرض لها فصائل الجيش الحر .. الدعم غير كاف".
وأفاد مصدر عسكري آخر طلب عدم نشر اسمه إن المسلحين يعانون من تدمير مخازن أسلحتهم في ضربات تمت بفضل العمل المخابراتي الجيد. وأضاف أن مناشدتهم الحصول على المزيد من الدعم توضح أنهم "فقدوا الكثير من القدرات الميدانية".
قوة دفع
يقول نواه بونسي المحلل البارز لدى المجموعة الدولية لمعالجة الازمات ومقرها واشنطن، إن مستويات الاستنزاف لا تزال كبيرة على الجانبين. وأضاف "ولكن يبدو أن المعارضة المسلحة أكثر قلقا في الوقت الراهن بشأن مسار الأحداث في حين يتمتع معسكر النظام بقوة دفع". "النظام نفسه لم يظهر قط استعدادا كبيرا للتوصل إلى حل وسط حتى في أكثر لحظاته ضعفا لذا فإننا نتوقع أن يؤدي إحساسه الراهن بقوة الدفع إلى تشديد موقفه في نفس الوقت الذي تحاول فيه دمشق تحقيق نصر عسكري حاسم".
وتبلي دمشق وحلفاؤها بلاء حسنا أيضا في قتالهما ضد الدولة الإسلامية التي تواجه حملة قصف جوي منفصلة وهجمات برية تنفذها قوات كردية. وتقدمت القوات الحكومية حتى أصبحت على بعد بضعة كيلومترات من بلدة الباب الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية في محافظة حلب.
وأدى انخفاض اسعار النفط إلى زيادة الضغوط على المتشددين الذين يواجهون نقصا في تدفق المتطوعين الأجانب جراء تشديد القصف الروسي والرقابة على الحدود التركية السورية التي تعتبر طريقا رئيسيا لعبور هؤلاء الأفراد.
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتابع تطورات الحرب إن حملة القصف الجوي التي بدأتها روسيا في سبتمبر أسفرت عن مقتل 3000 شخص في سوريا منهم 900 تقريبا من الدولة الإسلامية.
لكن التنظيم ما زال يسيطر على مساحات في شرق ووسط سوريا حيث يقاتل للحفاظ على "الخلافة" التي أعلنها وليس من اجل الإصلاح في سوريا والذي هو الهدف المعلن لمقاتلي المعارضة في الغرب.
ويقول المرصد السوري إن تنظيم الدولة الإسلامية قلص في الآونة الأخيرة رواتب مقاتليه. وكانت الضغوط التي تعرض لها التنظيم في السابق جعلته يقدم على فتح جبهات قتال جديدة ولكنه عاجز حاليا عن تكرار ذلك.
وأفادت الأنباء بأن مقاتليه في محاولة للإنتقام قتلوا العشرات وإختطفوا المئات في هجوم على مناطق تسيطر عليها حكومة دمشق في مدينة دير الزور خلال الثلث الأخير من شهر يناير. وهذه المناطق هي إحدى المواقع القليلة التي لا تزال تحت قبضة القوات السورية في شرق البلاد ولكن الجيش السوري يتقدم بثبات حاليا نحوها.
وتشمل الجماعات التي تقاتل قوات الحكومة السورية في الغرب فصائل من الجيش السوري الحر وإسلاميين يقولون أن لهم أهداف قومية وجهاديين منهم جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة.
وتمثل الجماعات الرئيسية غير الجهادية جزءا من هيئة شكلتها المعارضة في الآونة الأخيرة بدعم من السعودية للإشراف على مفاوضات السلام المأمولة.
وتقول المعارضة المسلحة أنها لن تتفاوض قبل أن يبدي الجانب الآخر حسن النوايا بوقف القصف ورفع الحصار على المراكز السكانية والإفراج عن محتجزين.
في الوقت نفسه تقول الحكومة أنها مستعدة للمشاركة في المحادثات المقررة في 25 يناير في جنيف رغم أنها تريد أولا معرفة الجماعات التي لا تصنف على أنها إرهابية في إطار العملية مما يمثل عائقا آخر بالنظر إلى موقفها بأن كل جماعات المعارضة تندرج تحت ذلك التصنيف.
كر وفر
يقر مقاتلون من المعارضة في تصريحات لرويترز بالمكاسب التي حققتها القوات الحكومية مؤخرا لكنهم يصرون على أن مشكلاتها المتمثلة في نقص القوى البشرية والاعتماد على ميليشيات من الأجانب لا تزال تمثل للمعارضة ميزة مهمة وقدرة على الهجوم المضاد.
وتعرضت المعارضة المسلحة لضربة كبرى في 25 ديسمبر عندما أدت ضربة جوية قرب دمشق إلى مقتل زهران علوش أحد أبرز قيادتها.
وقال المتحدث باسم إحدى جماعات المعارضة التي تقاتل في شمال غرب سوريا وهي الفرقة الأولى الساحلية إن الجانب الحكومي سيطر على بلدة سلمى باستخدام قوة مفرطة.
وأضاف المتحدث فادي أحمد لرويترز "لا يهمه سلاح وذخائر ولا يهمه مقتل عناصرهم ولا يهمهم أي شيئ المهم أنهم يتقدمون بكافة أنواع السلاح وبكافة الطائرات".
وذكر قائد عسكري في جماعة أحرار الشام أن الحكومة وحلفاءها يحاولون التقدم صوب الحدود التركية. وأضاف لرويترز "هم يحاولون الزحف من الساحل باتجاه الحدود التركية وعزل الداخل السوري من الحدود التركية. هم غير مهتمين بالداخل السوري مثل حماة وغيرها".
وحولت الحكومة وحلفاؤها تركيزهم كذلك على الجنوب للمرة الأولى منذ بدء حملة القصف الجوي الروسي في 30 سبتمبر مما أثار قلقا شديدا في إسرائيل، وشنوا هجوما على بلدة الشيخ مسكين القريبة من الحدود مع الأردن أواخر ديسمبر 2015.
ويقول مسلحون يقاتلون تحت مظلة تحالف الجبهة الجنوبية أحد المكونات الرئيسية لهيئة المعارضة المشكلة حديثا إن الهجوم الذي شنته القوات الحكومية أواخر ديسمبر واكبته ضربات جوية روسية.
وذكر أبو غيث الشامي المتحدث بإسم إحدى جماعات الجبهة الجنوبية إنه رغم الهجوم فإن القتال لا يزال يشهد حالة من "الكر والفر". وأضاف "أعدك بان خلال الفترة القادمة سترى شيئا مختلفا سيفاجئ الجميع كعمل عسكري على الأرض".
وأفاد دبلوماسي غربي إن الحكومة السورية عاقدة العزم على ما يبدو على إضعاف تحالف الجبهة الجنوبية قبل أي مفاوضات. وأضاف الدبلوماسي "أنا مندهش من عدد الضربات وعدد القوات من جانب النظام السوري بما في ذلك حزب الله والقصف الجوي الروسي".
تقارير لمصادر رصد ألمانية قدمت لحكومة برلين أفادت أنه لو لم يحدث تدخل عسكري مباشر ووازن لمواجهة الجيش السوري من طرف قوات دولة معادية لحكومة دمشق فإن مسار هزائم الفصائل المسلحة لن يتوقف وقد لا نكون في حاجة لمفاوضات جدية للبحث عن تسوية، حيث ستفرض دمشق وجهة نظرها ولن يبقى للمتحالفين مع واشنطن سوى لعق جراحهم بعد أن أنفقوا عشرات المليارات من الدولارات في هذه الحرب.
يسجل أنه بموازاة هذه التقارير الألمانية وربما تحت تأثيرها، صرح وزير المالية الألماني فولفغانغ شيوبله إن أوروبا في حاجة لزيادة مساهمتها في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. وأضاف الوزير أن على أوروبا أن تفكر في تطوير إستراتيجية مشتركة مع روسيا لتهدئة حدة التوتر بين السعودية وإيران القوتين الإقليميتين بالمنطقة.
وكتب شيوبله العضو المخضرم بائتلاف المحافظين الذي تقوده المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في مقال رأي بصحيفة فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ نشر يوم الإثنين 25 يناير انه لا يمكن أن يكون لأوروبا إستراتيجية في الشرق الأوسط أو إفريقيا دون العمل مع الولايات المتحدة وروسيا.
وتتناقض رغبة شيوبله بالعمل مع روسيا في الشرق الأوسط مع الموقف الألماني المعلن تجاه موسكو في الأزمة الأوكرانية.
وقامت ألمانيا بدور وساطة رئيسي للتوصل لوقف هش لإطلاق النار في شرق أوكرانيا بين القوات الحكومية الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا.
من جانبه صرح وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير لصحيفة "فرانكفورتر ألغيمايني تسايتونغ" : "أخشى أننا تخطينا مرحلة الانتقاء الدقيقة لاختيار جميع الأطراف والمفاوضين. بالطبع لا نريد على الطاولة إرهابيين ومتطرفين يريدون فقط تخريب العملية السياسية، لكننا نريد تحالفاً من كل الذين يمثلون شرائح من المجتمع السوري ويمتلكون قوة فعلية ويحترمون مبادئ فيينا وهم مستعدون لوقف القتال خلال محادثات جنيف".
دور المخابرات الأمريكية والبنتاغون
صحيفة "ذي نيويورك تايمز" نشرت يوم 23 يناير 2015 بعض الوثائق المسربة عن دور المخابرات المركزية الأمريكية وغيرها في الحرب الدائرة على أرض الشام وما سمته الإنجازات والإخفاقات التي سجلتها البرامج الأمريكية وتقول الصحيفة في تقريرها وهو بتوقيع مارك مازيتي ومات أبوزو:
"منذ بداية الحرب السورية وضعت إدارة واشنطن برنامجين معلنين: الأول يرعاه البنتاغون، ويهدف إلى "تدريب وتجهيز معارضة معتدلة"، والثاني تديره "وكالة سي آي إي". لم يستطع أحد إخفاء فشل برنامج البنتاغون بإعداد "مقاتلين معتدلين"، فنعاه المسؤولون والإعلام، وأوقف رسميا بأمر أوباما عام 2015.
لكن برنامج "سي آي إي" أحيط منذ البداية بسرية شبه تامة، وجل ما رشح عنه بعض المعلومات الرسمية التي تقول إن هدفه "تدريب مقاتلي المعارضة وتقديم الدعم الاستشاري غير المسلح لهم"، وإن ضباطه يعملون "في مناطق حدودية في تركيا ودول أخرى". لكن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قرر عام 2013 "سريا" تحويل هدف البرنامج إلى "تسليح مقاتلي المعارضة إضافة إلى تدريبهم"، على أن يكون هذا السلاح موجها ضد الجيش السوري وليس أي جماعة أخرى. بعض وسائل الإعلام الأمريكية نشرت بعض المعلومات عن برنامج "سي آي إي" حينها وما سمي "مركز العمليات العسكرية" "غرفة "موك" و"تعاون سي آي إي مع أجهزة إقليمية أخرى" لإدارة عمليات المعارضة على الجبهة الجنوبية.
"منذ لحظة انطلاقه، حصل برنامج سي آي إي الذي سمي "تنبر سيكامور" أي خشب شجر الجميز، على دعم خليجي" أجمع عليه المسؤولون الأمريكيون الحاليون والسابقون من الذين استجوبتهم الصحيفة بشرط عدم الكشف عن أسمائهم". كانت الوكالة تعلم بأن لديها شريكا مستعدا للدعم" يشير المقال. أطراف خليجية لعبت، كالمعتاد دور "الموقع على الشيكات" بنسبة تمويل فاقت بأشواط مساهمات كل من قطر وتركيا في البرنامج، ورغم التكتم الأمريكي على الرقم الدقيق للمبالغ الخليجية فقد قدرها بعض المسؤولين ب"بضعة مليارات من الدولارات".
المقال يضع الدعم الخليجي لعمليات وكالة الاستخبارات الأمريكية في سوريا بخانة "التعاون المستمر منذ عشرات السنين" ويذكر بسلسلة الحروب التي خاضتها "سي آي إي" بأموال خليجية من دون أن يكون هناك بالضرورة مصلحة لها مباشرة من تلك الحروب. المقال ذكر بفصول تمويل خليجية لحروب أمريكا في أنغولا وأفغانستان ونيكاراغوا وغيرها وصولا إلى سوريا.
في سوريا، وحتى قبل موافقة أوباما رسميا على "المهمة التسليحية" قامت "سي آي إي" عام 2012 ب"ترتيب صفقات سلاح عن طريق دول خليجية، كانت أبرزها صفقة ضخمة مع كرواتيا"، يكشف المقال. لكن مقال "ذي تايمز" يبين أيضا كيف أن واشنطن تؤدي دور القائد الفعلي في جزء أساسي ومباشر من الحرب الميدانية في سوريا، بينما يلعب الآخرون دور "بنوك التمويل".
المقال يشير إلى أنه منذ بداية عام 2012، وعلى مدى أكثر من سنة، شاهد الأمريكيون "تدفق المال والسلاح الخفيف والثقيل من قطر وتركيا وغيرها من دول عبر الحدود التركية إلى المقاتلين في سوريا"، وقد أبدى بعض المسؤولين الأمريكيين حينها "قلقهم من وصول المال والسلاح إلى مجموعات مرتبطة بالقاعدة". في أواخر عام 2012 عقد اجتماع سري قرب البحر الميت، بين مدير الاستخبارات الأمريكية في ذلك الوقت ديفيد بيترايوس ومسؤولين استخباراتيين من دول خليجية، وفي الاجتماع تكلم بيترايوس مع الحاضرين ب"لهجة قاسية جدا" و"أنبهم" ل"عدم تنسيق إرسال السلاح في ما بينهم أو مع ضباط سي آي إي في تركيا وغيرها"، ينقل المقال عن مسؤولَين رفيعين سابقين. وبعد أشهر قليلة على ذلك الاجتماع عدل أوباما رسميا مهمة "سي آي إي" ليضاف إليها "تزويد السلاح لمقاتلي المعارضة السورية".
ألعاب السياسة
إذا كانت السياسة في تعريفها البسيط طرائق قيادة الجماعة البشرية وأساليب تدبير شؤونها لما يعتقد أنه خيرها ومنفعتها، فالأخلاق هي مجموعة القيم والمثل الموجهة للسلوك البشري نحو ما يعتقد أيضا أنه خير وتجنب ما ينظر إليه على أنه شر، وكلاهما، السياسة والأخلاق، تستهدفان تمليك الناس رؤية مسبقة تجعل لحياتهم هدفا ومعنى، وبالتالي تلتقيان على الدعوة لبناء نمط معين من المبادئ والعلاقات الإنسانية والذود عنهما، لكن تفترقان في أن طابع المبادئ والعلاقات التي تعالجها السياسة تختلف نوعيا عن تلك التي تتناولها الأخلاق تصل إلى حد التعارض عند ميكيافيللي الذي يغلب السياسة على الأخلاق في كتابه "الأمير"، ليظهر السلوك الميكافيللي كما لو أنه يتنكر صراحة لجميع الفضائل الأخلاقية حين يبرر استعمال كل الوسائل لتحقيق الغايات السياسية!!.
لا يقصد إذا بالأخلاق في ميدان السياسة حزمة القيم الشائعة عن الصدق والوفاء والشجاعة على أهمية هذه القيم وضرورتها في العمل السياسي النظيف بل أساساً تلك العلاقة الشائكة والمعقدة بين الهدف السياسي والوسائل المفضية إليه، أو بمعنى آخر ماهية التحديات والمعايير الأخلاقية التي تعترض أصحاب غاية سياسية عند اختيارهم وسيلة نضال ورفض أخرى. أتستند هذه المعايير إلى محتوى الغاية أم إلى طابع الأساليب أم إلى القيم الإنسانية العامة ؟! وما صحة القول أن عدالة أي هدف تبيح عند أصحابه استخدام ما يحلو لهم من وسائل حتى لو داسوا بأغلظ الأقدام على خير ما راكمته البشرية من قيم ومثل ؟!.
السياسة شيء وواقع كواليسها وتجاذباتها، شيء آخر تماما، لأنها قبل هذا وذاك، لعبة مصالح، وفن الممكن وميدان تستعمل فيه كل الأساليب، السيئ قبل الحسن، لأجل الوصول إلى تأمين مصالح الدول، و جماعات النفوذ.
واشنطن والتلويح بالتدخل
في نطاق الجدل الدائر حول نجاعة سياسة الرئيس أوباما في منطقة الشرق الأوسط وتأكيده أنه لن يرسل جنودا أمريكيين ليقتلوا في حرب جديدة هناك حيث أنه وجد محليا من ينوب عن الجيش الأمريكي في تحقيق أهداف بلاده، تظهر مواقف معينة نوعا من الإضطراب السياسي، وهكذا صرح نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن يوم السبت 23 يناير 2016 إن الولايات المتحدة وتركيا مستعدتان لحل عسكري في سوريا إذا لم يكن ممكنا الوصول إلى تسوية سياسية.
وأضاف في مؤتمر صحافي بعد اجتماع مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، "نعلم أنه من الأفضل التوصل إلى حل سياسي، لكننا مستعدون إذا لم يكن ذلك ممكنا أن يكون هناك حل عسكري لهذه العملية، وطرد تنظيم "داعش". وقال بايدن: "إنه وداود أوغلو ناقشا أيضا كيف يمكن للبلدين الحليفين في حلف شمال الأطلسي تقديم مزيد من الدعم إلى قوات المعارضة التي تقاتل للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد". وذكر أن "واشنطن تدرك أن حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا يمثل خطرا على أنقرة مثله مثل تنظيم داعش، وعلى أنقرة أن تبذل قصارى جهدها لحماية شعبها".
من جهته، قال داود أوغلو إن "قوات من الجيش التركي توجد في العراق لصد تنظيم داعش". وبينما تفرق الولايات المتحدة بين حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تقدم الدعم لمقاتليه وحزب العمال الكردستاني في تركيا إلا أن داود أوغلو شدد على أن موقف تركيا هو أن الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي جزء من حزب العمال الكردستاني ويتلقى منه الدعم.
وأضاف أن "أحزاب المعارضة السورية المشروعة فقط هي من يجب أن تشارك في المفاوضات في شأن سوريا".
ونقلت وسائل إعلام محلية عن أوغلو قوله أيضا للصحفيين وهو في طريقه إلى تركيا من دافوس إن أنقرة ستهاجم وحدات حماية الشعب في شمال سوريا تماما مثلما تهاجم أهداف حزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
وقاتلت تركيا على مدى عقود انفصاليي حزب العمال الكردستاني. واستعر الصراع من جديد في يوليو 2015 ليتحول إلى حرب مع القوات التركية.
في موسكو وللإدراك أن واشنطن مستمرة في مخطط إسقاط سوريا وتقسيمها صرح مصدر دبلوماسي روسي لوكالة "إنترفاكس" أن تصريح جو بايدن عن الاستعداد للحل العسكري في سوريا يحمل طابعا هداما، وأضاف من الغريب سماع هذا التصريح في الوقت الذي تبحث فيه كل الدول عن تسوية سياسية، ببساطة مثل هذه التهديدات تحمل طابعا هداما".
بعد الشجب الروسي ذكر مسؤول أمريكي أن بايدن كان يتحدث عن حل عسكري خاص بالدولة الإسلامية لا في سوريا ككل.
قاعدة عسكرية للبنتاغون
في الوقت الذي لوح فيه نائب الرئيس الأمريكي بالتدخل العسكري ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية يوم 23 يناير: يعمل الأمريكيون على تجهيز مطار في محافظة الحسكة في شمال شرق سوريا حيث تنتشر قوات تابعة لداعش لاستخدامه كقاعدة عسكرية لطائراتهم المروحية التي تقل عشرات المستشارين والعناصر الذين دخلوا البلاد أخيرا، وفق ما أفادت مصادر متطابقة.
إلا أن القيادة العسكرية الأمريكية نفت سيطرتها على أي مطار في سوريا، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها تسعى "باستمرار إلى زيادة فاعلية الدعم اللوجستي" لقواتها في سوريا.
وذكر مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس "يجهز الأمريكيون قاعدة عسكرية في منطقة تدعى أبو حجر في جنوب رميلان ريف الحسكة الشمالي الشرقي منذ أكثر من ثلاثة أشهر"، مضيفا أن عشرات الخبراء الأمريكيين يشاركون "في تجهيز القاعدة" بمشاركة وحدات حماية الشعب الكردية، "وقد باتت شبه جاهزة للعمل".
وبحسب المصدر، فان القاعدة "معدة لاستقبال مروحيات وطائرات شحن، ويبلغ طول مدرجاتها 2700 متر وهي مؤهلة لان تتحول إلى مهبط لطائرات عدة تقل عتاد وذخائر". لكنه أكد عدم وجود أي طائرات حربية مقاتلة فيها كما لم يتم استخدامها حتى الآن في عمليات عسكرية.
وأقر مسؤولون أمريكيون إرسال "قوات خاصة" إلى سوريا والعراق.
وأكد مصدر امني سوري لفرانس برس ان "القوات الخاصة والمستشارين الأمريكيين يستخدمون مطار رميلان مقرا، وتنقلهم طوافات منه إلى جبهات القتال".
وذكر المتحدث باسم القيادة الأمريكية الوسطى الكولونيل بات رايدر ان "القوات المسلحة الأمريكية لم تسيطر على أي قاعدة جوية في سوريا"، مشددا على أن "موقعنا وعدد قواتنا ما زالا محدودين (...) ولم يحصل أي تعديل على حجم أو مهمة التواجد الأمريكي في سوريا".
هل تقع مواجهة مباشرة ؟
في رد على محاولات واشنطن عكس الأوضاع العسكرية في سوريا مرة أخرى لصالح أنصار إسقاط النظام، أفادت مصادر تركية وسورية بوصول قوات روسية برية وخبراء عسكريين إلى مدينة القامشلي، لإقامة مطار عسكري متاخم للحدود التركية مواجه لمدينة نصيبين التركية، وذلك بالتزامن مع شن الطائرات الحربية الروسية غارات مكثفة على مواقع المسلحين قرب الحدود ودعم متزايد للقوات المحلية المؤيدة لدمشق لقطع الطريق بين حلب وتركيا.
ويرى مراقبون أن وزارة الدفاع الروسية تتجه لإنشاء قاعدة جوية أخرى في سوريا، على غرار القاعدة العسكرية في حميميم، لتسهيل الطلعات والغارات الجوية التي تنفذها الطائرات الروسية على مواقع المسلحين في شمال سوريا وللتمهيد لإستعادة الجيش السوري كل مناطق شرق البلاد، ولتشكيل مزيد من الضغط على أنقرة.
ويوم السبت 23 يناير أفادت صحيفة "التايمز" البريطانية القاعدتين الجويتين الروسية والأمريكية في المنطقة الشمالية من سوريا تبعدان عن بعضهما 48.3 كيلومترا.
وقالت "التايمز" إن الجيش التركي بعث بتعزيزات إلى حدود بلاده مع سوريا، مشيرة إلى بدء عناصر من الجيش بحفر خنادق هناك.
وتشير الصحيفة إلى أن طول المدرج الروسي في مطار القامشلي البالغ 3.6 كم لا يسمح فقط باستخدامه من قبل الطائرات القاذفة والمقاتلة، بل طائرات النقل أيضا.
عمر نجيب
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.