تتعرض منطقة جبل التركمان "بايربوجاق" بريف اللاذقية، منذ صباح اليوم الأربعاء، لقصف مكثف بمئات القذائف والصواريخ من الطيران الروسي ومدفعية النظام السوري، بعد أن استعادت فصائل المعارضة السورية، أمس الثلاثاء، نقاطًا خسرتها في المنطقة خلال الأيام الماضية. وأفادت مصادر محلية لوكالة الأنباء التركية "الأناضول"، أن القصف شمل قرى ربيعة والسكرية والحلوة وعطيرة والدر، مشيرة إلى أن ثلاث طائرات روسية بينها مروحية تقصف المنطقة، فيما تقوم قوات النظام المتمركزة في برج السولاس ومرصد تلا بالقصف المدفعي على المنطقة. وأوضحت المصادر أن القصف تسبب في إصابات بين المدنيين في المناطق المستهدفة، كما تسبب بدمار حي كامل في قرية عطيرة، إحدى قرى منطقة جبل التركمان، لافتة إلى تخوف من أن يشمل القصف النازحين على الشريط الحدودي مع تركيا. من جانبه، أفاد مصطفى عبدالله، المتحدث باسم لواء السلطان عبد الحميد، أن فصائل المعارضة غنمت جرافة ودبابة وأسلحة متوسطة خلال هجوم أمس، مؤكداً إيقاع عدد كبير من القتلى في صفوف النظام السوري. وفي السياق ذاته، وجه رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو تحذيرا شديد اللهجة لروسيا اليوم الأربعاء بسبب عملياتها في سوريا، قائلا إنه لا يمكن شن هجمات على التركمان بحجة قتال تنظيم الدولة الإسلامية. وكان داود أوغلو يتحدث في اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم بعد يوم من اسقاط تركيا طائرة روسية قرب الحدود السورية. وقال داود أوغلو إن أنقرة تبقي على قنوات الاتصال مع موسكو مفتوحة. هذا ودشن إسقاط تركيا مقاتلةً روسية قالت إنها انتهكت حدودها مع سوريا، سلسلة من ردود الأفعال الروسية اتسمت بالتصعيد المتواصل، بدأت بقصف جبل الأكراد في سوريا ووصلت إلى قطع الاتصال العسكري بتركيا وتحجيم التعامل الاقتصادي معها. وقد أسقطت مقاتلان تركيتان من طراز أف 16 الثلاثاء مقاتلة روسية من طراز سوخوي 24 دخلت المجال الجوي بعد إنذارها عشر مرات، حسب الرواية التركية، إلا أن موسكو أعلنت أن المقاتلة لم تبارح المجال الجوي السوري، واعتبرت أن إسقاطها لم يكن مبررا، مما حدا بها إلى اتخاذ مجموعة من الخطوات، بينها إعلان وزير الدفاع الروسي أن البارجة "موسكو" قرب اللاذقية وستتصدى لأي خطر على طائراتنا، كما زادت الطائرات الروسية من كثافة غاراتها على جبل الأكراد بريف اللاذقية الذي يشهد بصورة متزامنة قصفا جويا روسياً مكثفا وقصفا مدفعيا من قوات النظام على مواقع قوات المعارضة المسلحة هناك. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأربعاء أنها ستنشر منظومات أس 400 الصاروخية للدفاع الجوي في قاعدة مطار حميميم السورية التابعة لها، كما لم يستبعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقوع حوادث أخرى بعد إسقاط المقاتلة، وتوعد بالرد عليها.