في كل مناسبة يستدعي فيها رئيس الحكومة المعين عبد الإله بنكيران وسائل الإعلام من أجل عقد إحدى الندوات الصحافية، إلا وتحول المقر المركزي لحزب العدالة والتنمية لمكان يصعب فيه أن يعثر أي كان على مكان يمكن أن يصلح للوقوف بسلام. كانت كل وسائل الإعلام التي حضرت صبيحة أمس لحي الليمون وسط العاصمة الرباط حيث يوجد المقر المركزي لحزب المصباح، تنتظر من الندوة الصحافية التي تلقاها الصحافيون بشكل مفاجيء، أن تأتيها بإجابات شافية حول مآل المفاوضات التي بوشرت منذ مدة حول تشكيل الحكومة. والظاهر أن عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة المعين تجاوز ما أسماه «النوايا الطيبة» التي كان مولعا بها، والتي وفقها كان يؤيد أن تعطى في عهد رئاسته للحكومة أن يتم تقليص عدد المقاعد الحكومية إلى 15 أو 20 مقعدا. «لقد تبدى لنا» يقول عبد الإله بنيكران صعوبة تشكيل الحكومة من عدد قليل من الوزرات واتضح لنا أن هذه النوايا الطيبة أو الإشارات المهمة صعبة التحقق على أرض الواقع». هكذا حسم بنكيران في مسألة التمسك بعدد قليل من الحقائب، في المقابل قال إن الأمور «تميل لأن نشكل حكومة يكون عدد وزارئها بين 25 و30 وزيرا ولكننا نميل لثلاثين مقعدا فإذا احتسبنا ماذا تكلف حقيبة وزارية إضافية ميزانية الدولة لوجدنا أن ذلك مبلغ تافه». بنكيران الذي بدا في جل أطوار الندوة الصحافية التي عقدها متوترا، وفي أحيان كثيرة، كان يقابل أسئلة الصحافيين إما بتصحيح أو انتقاد، أكد أنه سيتجمع مع الأمناء العامين لأحزاب الاستقلال والتقدم والاشتراكية والحركة الشعبية، التي قال إنه قابل تصويت مجالسها الوطنية على قرار المشاركة في الحكومة التي سيرأسها بكثير من الفرح والسرور. أجندة الاجتماع الذي ينتظر أنه عقد مساء أمس الإثنين حددها عبد الإله بنكيران، في الاتفاق على التركيبة التي ستتكون منها الحكومة المقبلة. وبالرغم من أن رئيس الحكومة المعين لم يدقق بصفة كبيرة فيما إذا كان اجتماعه بالأمناء العامين للاستقلال والتقدم والاشتراكية والحركة الشعبية، سيفصل في خريطة الحقائب مكتفيا في هذا الصدد بالقول «إننا سنتفق أولا على تركيبة الحكومة، قبل أن نتفق على من سيتولاها»، فإنه بالمقابل أكد أمام حشد الصحافيين الذين تابعوا أطوار الندوة، أن نفس الاجتماع سيحسم في هيكلة مجلس النواب بما فيها رئاسة هذا المجلس، في هذا الصدد أجاب بنكيران «الأحداث المغربية» عندما سألته عن هذه النقطة قائلا «إن رئاسة مجلس النواب ستكون من أهم النقط التي سنتدوالها، إن لم تكن هي النقطة الأولى التي سنحسم فيها». في ناحية ثانية يبدو أن جاذبية الأغلبية الحكومية التي سيرأسها عبد الإله بنكيران ما زالت تستهوي الأحزاب السياسية، فصف الأغلبية الحكومية تعزز بستة مقاعد أخرى جلبتها له أحزاب الوسط المكون من حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية وحزب العهد الديمقراطي، والتجديد والانصاف: عبد الإله بنيكران علق على الموضوع قائلا: «إن الأغلبية الحكومية ستصبح اليوم مكونة من 226 مقعدا بعدما عبر زعماء هذه الأحزاب في لقاء جمعهم بي عن انضمامهم لنا». لا يبدو أن بنكيران قلق من تكوين الأغلبية، بقدر قلقه على الخريطة التي ستسفر عنها التشكيلة الحكومية. أجاب بنيكران طويلا على أسئلة تطرقت لهذا الموضوع، في ذلك كان رئيس الحكومة أكثر وضوحا «حزب العدالة والتنمية سيتمسك بحقيبة وزارة المالية، وسنقترح على جلالة الملك أسماء لحقيبتي الخارجية والداخلية فيما سنترك الأوقاف، لأنها أولا وأخيرا شأن متعلق بإمارة المؤمنين». الجيلالي بنحليمة