«الديوانيين غير فيهم وفالحيط» كأنها عين أصابتهم بباب سبتةالمحتلة، يقول بدعابة أحد الشبان من ممتهني التهريب بباب سبتة، يقولها كنكتة وهو يروي لزملائه ما يحدث هناك هاته الأيام، «حتى واحد ما بقا قادر يشد شي حاجة» يقول مجددا وابتسامته الماكرة تسبقه، وهو الذي يعرف هذا المعبر منذ أكثر من 12 سنة، يحفظه جيدا ويعرف كل الوجوه هناك وما تخفيه وراءها. «هذه عاصفة دايزة والسلام، شحال من مرة دازوا بحالها وأرجعت الأمور لحالتها القديمة»، يقول وقد اختفت ابتسامته تلك... ففيما يعرض يومه الإثنين على النيابة العامة بالناظور، الجمركيين الثلاثة المحالين عليها من باب سبتة في قضية سيارات الأجنبية، غدت الإدارة المركزية للجمارك ومفتشيتها العامة، لا تفارق معبر باب سبتةالمحتلة خلال الأشهر الأخيرة، مشاكل المعبر تزايدت وتكاثرت، والحديث عن تجاوزات وخروقات به، لم تعد تخفى على أحد. سيارات خارجية تدخل المغرب بشكل رسمي، قبل أن تزال من الحواسيب بطريقة لم تعرف لحد الساعة، وتسجل أنها غادرت لتظهر مجددا أنها مازالت داخل التراب الوطني. تحريات وتحقيقات سابقة لم تفض لأي شيء ولم تقدم أي جديد في الموضوع، لولا سذاجة أحد الأشخاص الذي كشف نفسه ومن ساعده على ذلك، ليفجر قنبلة من العيار الثقيل امتدت من الناظور حتى باب سبتةالمحتلة. الجمركي المعني بالقضية، قالت بعض المصادر إنه ينكر أي علاقة له بالموضوع، ويقول «السيارة شفتها خارجة قدامي ماشي مسؤوليتي إذا رجعات بلا متسجل، ولا رجعت بلوحات ترقيم مغربية لم ينتبه لها أحد»، أقوال تدحضها تصريحات صاحب السيارة الذي تم التحقيق معه من طرف الشرطة القضائية للناظور تحت إشراف النيابة العامة، وبتنسيق مع إدارة الجمارك. المصرح أكد أن جمركيا بباب سبتة هو من ساعده في ذلك، أعطى اسمه وأوصافه، ولم يتردد في الكشف عن كل شيء. إدارة الجمارك محليا ألقت بالكرة في معترك إدارتها المركزية التي أوفدت محققين مركزيين، يتابعون الموضوع وخلصت تحقيقاتهم لإحالة ثلاثة جمركيين على النيابة العامة، العون المعني مباشرة بالقضية، مسؤولة عن الحاسوب المركزي، والقبطان المسؤول عن المجموعة العاملة يوم الحادث. في وقت أكدت مصادر جمركية أن المسؤولية الكبرى، ستلقى على العون المحلف، لكونه هو من يجري جميع الإجراءات الإدارية الخاصة، والمسؤول عن توقيعه بكون السيارة غادرت لكونه يكون متواجدا بعين المكان. لحد الساعة الأمور مازالت في حدود بضع سيارات مشتبه فيها، فيما تنتظر الإدارة المركزية التحقيق في مجموعة سيارات غادرت خلال السنوات الأخيرة، خاصة ممن تحمل ورقتها الخضراء توقيعات الجمركي المشتبه فيه. خاصة وأن مصادر مقربة من المعني أكدت في تصريحات للجريدة أن «ما خفي كان أعظم»، في إشارة لكون السيارات التي تتواجد داخل التراب الوطني بنفس الطريقة لا تعد ولا تحصى، وغالبيتها من السيارات الفارهة التي يباع بعضها بالمغرب ويهرب الباقي منها لموريطانيا والجزائر. مصدر جمركي عليم قال للجريدة، إن مصالح الجمارك والأمن يبحثون في تسريب ما لا يقل عن خمسين سيارة، بطريقة مشابهة للمغرب، بحيث يتم تسجيلها مغادرة وهي لم تغادر، وتسحب من الحواسيب المركزية من خلال بعض المتعاونين مع تلك الشبكة من داخل الجهاز، بعضها تم توقيفه وبعضها تم بيعه بالداخل او الخارج، وكان توقيف سيارة مماثلة بمكناس الشهر المنصرم ناقوس إنذار في هذا الشأن، كما أن هناك عشرات من السيارات الموقوفة بمنطقة الكركارات بالجنوب، كلها مهربة عبر نقطتين حدوديتين باب سبتة وباب مليلية، حيث علم من مصادر مطلعة أن لائحة بالسيارات الأجنبية المشكوك في خروجها من المغرب، وتزوير وثائقها ولوحاتها قد وزعت على نقط المراقبة بعدد من المدن، لضبطها وكشف حقيقتها. مصطفى العباسي