«مدخل باب سبتة، آلاف المواطنين يمرون كل يوم من هذا المعبر ويدفع كل واحد منهم خمسة دراهم لرجال الامن لتسهيل عملية العبور»، عنوان حمله شريط فيديو تم وضعه على موقع «يوتوب» خلال اليومين الأخيرين. يبين صاحبه دخول مجموعة من الرجال والنساء عبر باب سبتةالمحتلة، وأدائهم لمبلغ خمسة دراهم خلال المرور. الفيديو المصور بطريقة واضحة من حيث الصورة، لم يكن واضحا جدا خلال تسليم الشرطي القطعة النقدية. يصور الشريط بعض العابرين للممر تحت أعين رجال الأمن أيديهم تلامس أيدي المارة كي يدسوا بها شيئا ما، فيما كان بعضهم يشهرها قبل الوصول إلى الشرطي. في بعض الأحيان تنفلت الأمور ، وتبدأ الفوضى، ليستعيد رجل الأمن سلطته ويوقف الجميع، فينظم الصفوف والمرور عبر تلك السياجات. صاحب الشريط يؤكد أن العابرين، أو أغلبية العابرين ممن لا يختمون جوازاتهم، يقدمون لعناصر الشرطة المتواجدين هناك قطعة نقدية من فئة خمسة دراهم. «فايفا» كما يسمونها هي وسيلة عبور معروفة، بعض ممن اتصلت بهم الجريدة للتحقق من الشريط، أكدوا أنهم على علم به، وأنه سجل خلال اليومين الأخيرين من شهر رمضان. وأن ما ظهر منه “ليس سوى أقل ما يمكن أن يظهر من باب سبتة”، في إشارة لما يحدث هناك. وعلق بعضهم بوجود شريط آخر لم ينشر بعد يهم الجمركيين، خلال عمليات التفتيش في الخروج. «إذا تنشر داك الفيديو ديال الديوانة، غادي يهز الدنيا» يقول أحد ممتهني التهريب المعاشي بتلك النقطة، والذي يوضح أن «فايفا» هي «عرف قديم» بذلك المعبر، أما بالنسبة للديوانيين، يضيف “الأمر أكبر بكثير جدا”. ويصفون هذا المعبر بكونه “الدجاجة التي تبيض ذهبا”، موضحين أن عددا كبيرا من الأشرطة صورت في مناطق وأماكن مختلفة، لكنها لم تنشر ولم تعمم خاصة وان الكثير من المواطنين مستعملي هذا المعبر، من ممتهني التهريب المعاشي «قابلون بهذا الوضع، ويرفضون اية رجة قد تغير الأمور هناك» يقول أحدهم. الشريط الذي وصل صداه للمصالح الإقليمية والمركزية للأمن، تحركت سريعا في اتجاه «لم الموضوع»، حيث تم إصدار تعليمات من لدن المديرية العامة للأمن الوطني، بفتح تحقيق في الموضوع والتحقق من الشريط وتاريخ تسجيله وظروف التسجيل، وكذا الإستماع للمعنيين هناك. مصطفى العباسي