تسببت السلطات الأمنية الاسبانية بممر طارخال بمدينة سبتةالمحتلة صبيحة يوم أمس الاثنين 25 ماي الجاري في وفاة امرأتين من ممتهني التهريب المعيشي، جراء الازدحام والتدافع الكبير بين هاته الفئة التي تتردد يوميا على أسواق مدينة سبتةالمحتلة، نتيجة اقدام السلطات الامنية الاسبانية على ارغام الجميع على المرور عبر الممر الحديدي الضيق، والذي لا يتسع لمرور اكثر من شخصين دفعة واحدة وهو ما يخلق نوعا من التكدس والازدحام، خصوصا في أوقات الذروة، ناهيك عن حرارة الطقس التي تزيد الامور تعقيدا. وحسب مصادر من عين المكان، فإن السلطات الاسبانية كانت لا تستعمل هذا الممر في وقت سابق، خصوصا بعد مطالبة النقابة المتحدة لرجال الأمن بسبتة وكذا جمعية المقاولين بالمنطقة التجارية لطارخال سنة 2005 بالعدول عن استعمال الممرات الحديدية، لكونها تكرس العنصرية وشبهتها بعض الفعاليات الاسبانية بالممرات التي تستخدمها السلطات الاستعمارية الاسرائيلية ضد الفلسطينيين. ذات المصادر أوضحت ان السلطات الاسبانية كانت سببا في هاته الحادثة نظرا لاستعمالها العنف وارغام المترددين. على أسواق سبتةالمحتلة المرور عبر هذا المعبر الحديدي، رغم حجم العابرين الذي يناهز ثلاثة آلاف عابر دفعة واحدة، وهو ما دفع بالسلطات الامنية الاسبانية بمدينة سبتة السليبة الى استعمال العنف المفرط ضد المواطنين المغاربة الباحثين عن لقمة العيش. المواجهات بين السلطات الامنية الاسبانية وممتهني التهريب المعيشي، انطلقت شرارتها يوم الخميس الماضي عندما حاولت السلطات الاستعمارية بباب سبتة السليبة، منع العابرين من ولوج سبتةالمحتلة، وإرغام الجميع على المرور عبر المعبر الحديدي، مما نتج عنه إصابات مختلفة في صفوف هؤلاء، في حين أغمي على العديد منهم، سيما في صفوف النساء. هذا واستعملت القوات الاسبانية الهراوات وكلاب الحراسة لقمع المواطنين الذين نددوا باستعمال هذا الممر مجددا، وطالبوا باحترام إنسانيتهم وكرامتهم والمرور من الممرات المعتادة. والجدير بالذكر أن معبر بني نصار بمدينة مليلية السليبة كان عرف نفس الاحداث في مطلع هاته السنة، ونجم عن ذلك وفاة سيدة مغربية جراء الازدحام، مما يؤكد أن السلطات الاستعمارية في الثغرين المحتلين ضالعة في اهانة كرامة المواطنين المغاربة الذين يلجون يوميا اسواق الثغرين المحتلين. ويذكر أن ممتهني التهريب فقط بباب سبتةالمحتلة يصل عددهم الى اكثر من 30 ألف مواطن حسب إحصائيات رسمية.