لقيت سيدتان مغربيتان حتفهما و أصيب عشرات آخرون من بينهم 20 في حالة خطيرة في حادث ناجم عن التدافع و الازدحام كان الجانب الاسباني من ممر بيوتيز الحدودي الوهمي بسبتةالمحتلة صبيحة أمس الاثنين مسرحا له . و أفاد شهود عيان أن التدافع العنيف لمئات من الأشخاص من ممتهني التهريب المعيشي بالمعبر المذكور وقع في حدود الساعة التاسعة و 45 دقيقة بعد لجوء قوات الشرطة الاسبانية الى استعمال الهراوات لتفريق المد البشري الذي كان يحاول عبور المركز الحدودي و المشكل أساسا من " حمالي السلع المهربة ". وأضافت المصادر أن جثثي القتيلين وهما « بشرى مرويتي من مواليد 1977 والزوهرة بودغير من مواليد 1956 بالفنيدق نقلتا الى مستودع الأموات بالمدينة السليبة في حين ما زال عشرات المصابين بجروح و مشاكل صحية نتيجة الاختناق و التدافع قيد العناية الطبية بمستشفى سبتة السليبة . وذكرت مصادر إعلامية اسبانية نقلا عن مندوبية حكومة الاحتلال أن السبب بيرجع الى الازدحام في الممر الذي نتجت عنه فوضى حين داست جموع المهربات سيدتين سقطتا أرضا. وكانت نقابة الشرطة الاسبانية قد طالبت عدة مرات بإغلاق الممر الذي فتح لتخفيف الممر على معبر تارخال إلا أن ذلك لم يحدث . وحملت شهادات من عين المكان الأمن الاسباني مسؤولية الحادث المأساوي و أثارث مجددا السلوك العنصري العنيف الصادر يوميا من عناصره في حق عشرا ت آلاف العابرين من المغاربة ممتهني التهريب المعيشي البسيط . و كانت السلطات الاسبانية بالمدينة المحتلة قد اتخذت إجراءات صارمة لتشديد المراقبة والتفتيش عند النقطة الحدودية بين المغرب وإسبانيا "طاراخال"، في سبتةالمحتلة و الذي يشهد متوسط عبور يومي يفوق 30 ألف عابر و هو ما يخلف ازدحاما كبيرا وبطئا في المرور بين الضفتين، حيث يتطلب الأمر الانتظار خلال ساعات، في طوابير طويلة. ويقدر الاقتصاديون في اسبانيا نشاط التهريب ب 500 مليون يورو سنويا فيما تقدره السلطات المغربية ب 700 مليون يورو . وكان كل من معبر سبتة و مليلية المحتلتين قد شهدا خلال السنتين الأخيرتين تكرار حوادث الاندفاع و الاعتداء في حق مواطنين مغاربة آخرها وفاة مواطنة مغربية بمعبر باب مليلية بعد تدخل عنيف لأفراد حرس الحدود الاسبان . وسبق لجمعيات حقوقية من الضفتين أن نبهت الى الظروف المزرية والحوادث و السلوكات المهينة للكرامة الانسانية التي تشهدها نقط الحدود الى المدينتين السليبتين و التي ولدت في أكثر من مناسبة حركات احتجاجية عارمة بلغت حدتها الى فرض حصار بشري على مدينة مليلية السنة الماضية .