كتب نور الدين الصايل المدير السابق للمركز السينمائ يالمغربي افتتاحية عن الدورة المقبلة لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة، وهي الكلمة التي كانت ستمر بشكل عادي لولا أنها ليست عادية عل يالإطلاق. فهذه الافتتاحية هي آخر كلمة للصايل قبل مغادرته لمنصبهو هي افتتاحية تؤرخ لموت هاته التظاهرة السينمائية الخاصة من نوعها التي يعرف الجميع أن الصايل كان يرعاها بحدب كبير وكان يحتفظ تجاهها بود عميق منذ أن اقترحها وزير محمد الأ«عري يوما إلي أن أصبحت قادرة على تقديم نفسها باعتبارها موعدا سينمائيا متميزا يجمع المتوسط ببعضه في مدينة دولية كانت ودولية ستبقى مهما أرادت لها المتغيرات. نقرأ الافتتاحية التي أنجز التعريب لها الناقد السينمائي أحمد السجلماسي لمهرجان كان مقررا هذا الشهر لكن على مايبدو سيظل في طور التقرير إلي أن ينهض من رقاده الإجباري يوما ما...وسينهض بكل تأكيد "تحتضن مدينة طنجة من 13 إلى 18 أكتوبر الجاري الدورة 12 لمهرجان الفيلم القصير المتوسطي ، فيما يلي ترجمة بالعربية للإفتتاحية التي كتبها بالفرنسية الأستاذ نور الدين الصايل باعتباره رئيسا لهذا المهرجان السينمائي المتوسطي ومديرا سابقا للمركز السينمائي المغربي (الجهة المنظمة) قبل مجيء المدير الجديد للمركز المذكور الأستاذ صارم الفاسي الفهري : الفيلم القصير ليس فيلما طويلا مركزا ، كما أن الفيلم الطويل ليس فيلما قصيرا ممططا . إنهما يشكلان ، كل في مجاله ، نمطان للبناء السردي مختلفان ومستقلان ، لكل منهما خصوصيته . وما يؤسف له هو سيادة الملتقيات والمهرجانات المتمحورة حول الفيلم الطويل ، في غالب الأحيان . هناك دوما " ركن للفيلم القصير " في المهرجانات للإشارة إلى وقاية أو تعاطف ، لكن الفيلم القصير في الجملة سيستمر دوما متأرجحا بين الوضع المتفق عليه كتمتمة صغيرة للمبتدئين وبين وضع التمرين الهامشي خارج الموضوع . طنجة ، شأنها شأن بعض الأماكن القليلة عبر العالم ، تريد أن تؤمن بحياة أفضل يتمكن من خلالها الفيلم القصير إلى جانب الفيلم الطويل من التعبير عن عشق الصورة وكثافة السينما الحتمية . والمتوسط ، مرة أخرى أيضا ، هو القادر على إنقاذ الحاضر كما فعل منذ 24 قرنا ، منذ اختراع الفكر الإنعكاسي . المتوسط ، نعم ، هذه الرواية الأفقية المنطلقة من طنجة إلى بيروت مرورا بكل الجزر المنبثقة فيه كعلامات للسعادة ". بقلم : نور الدين الصايل